مخرج جزائري: لم نصل بعد إلى صناعة سينمائية مغاربية

منوعات

1164 مشاهدات 0


قال المخرج أحمد راشدي (79عاما)، أحد رواد السينما الجزائرية، إن منطقة المغرب العربي "لم تصل بعد إلى مرحلة صناعة سينمائية مغاربية".

وأضاف راشدي، في مقابلة مع الأناضول، أنه "في الجزائر مثلا لا يمكن الحديث حاليا عن صناعة سينمائية وفق المعنى الحقيقي لهذا المفهوم، رغم أن الجزائر كانت تتوفر على 450 قاعة سينمائية كان يمكن استغلال عائداتها لخلق صناعة سينمائية رائدة".

ورأى راشدي، الذي كان والده يمتلك قاعة سينما، أن "العمل السينمائي الجزائري يمكن إدراجه ضمن العمل الثقافي أو أعمال ثقافية، بينما في المغرب يتم كل عام إنتاج بين 25 و30 عملا سينمائيا".

وتابع أنه "في هذا الإنتاج المغربي يمكن اختيار 4 أو 5 أعمال لإدراجها في خانة الأعمال المتميزة، على غرار ما ينتج مثلا في اليابان، فهذه الدولة رغم أن إنتاجها السينمائي يتميز بالوفرة بحوالي 200 فيلم سنويا، لكن أفلاما قليلة تتمكن من الخروج إلى العالم".

وأشاد بـ"الإمكانيات والقدرات التي يتوفر عليها المخرجون المغاربة، والتي انعكست على إنتاج أفلام تميزت بالجرأة في المضامين".

واعتبر راشدي أن "الإنتاج السينمائي المغاربي لم يصل بعد إلى مرحلة الصناعة، على اعتبار أن هذا العمل له آليات ومحددات، فالأعمال السينمائية تمر عبر 82 محطة قبل عرضها، وبالتالي فإن التقييم يجب أن يشمل كل هذه المحطات لمعرفة قدرة بلوغ هذا الهدف".

وشدد على أن "هذه الصناعة لها من الفرص والإمكانات في المنطقة المغاربية ما يجعل منها أمرا واقعا، زيادة على أن هذه الصناعة لا تتوقف فقط على إمكانيات المخرجين وتدخلهم، بقدر ما تتكامل مع أمور التوزيع واستغلال القاعات السينمائية".

ودعا إلى "ضرورة أن تتخطى الأعمال المنتجة الحدود الوطنية، والاشتغال في إطار فضاء أوسع، حتى لا تظل السينما المغاربية سينما مهرجانات".

** سينما الثورة

ينتمي راشدي إلى جيل الثورة الجزائرية، وهو جيل آمن باستخدام كافة الوسائل، بما فيها السينما، لطرد الاستعمار الفرنسي (1830: 1962).

وبعد إكمال دراسته في التاريخ والأدب والسينما، انخرط في العمل السينمائي الموجه لخدمة الثورة، وشارك بين عامي 1958 و 1962 في أعمال تسجيلية عديدة عن حرب التحرير الوطنية (1954: 1962).

وبعد الاستقلال شغل مناصب رسمية عديدة، وكان أول مدير للمركز السمعي البصري في الجزائر.

وطوال مسيرته الفنية، أخرج راشدي أعمالا سينمائية لازالت تحظى باهتمام المهتمين بالشأن السينمائي، منها "الأفيون والعصا"، و"مسيرة شعب"، و"فجر المعذبين".

** جوانب خفية

المخرج الجزائري انتقد قلة الإنتاج السينمائي، الذي تناول حقبة حرب التحرير الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي.

وقال: "كواحد من جيل الثورة غير راضٍ عن حجم الإنتاج؛ لأن الثورة الجزائرية، التي قدمت 8 ملايين ونصف شهيد، تستحق أكثر من ذلك".

وأردف أن "حرب التحرير تستحق أن يخصص لها أعمال سينمائية عديدة للتعرف بها، خصوصا في ظل وجود جوانب خفية لم تتمكن السينما الجزائرية ولا العربية عامة من تناولها".

وتابع أن "السينما الجزائرية، التي استغرقت في إنتاج أعمال طوال العقود الثلاثة التي تلت الاستقلال (عام 1962)، كانت وفية لشعار (البطل الوحيد هو الشعب)".

وعُرض لراشدي، عام 2015، فيلم "العقيد لطفي"، وهو يجسد ما قام به أحد أعضاء جيش التحرير الجزائري، "دغين بنعمر"، المعروف باسمه الثوري "العقيد لطفي".

وختم راشدي بأن هذا العمل "يبرز أهم الأسباب التي دفعت الشعب الجزائري إلى حمل السلاح في وجه الاستعمار، وهو استغلال الإمكانيات الطبيعية للبلاد، خاصة وأن العمل الثوري عرف أوجه مع اكتشاف السلطات الاستعمارية للبترول في ولايات الجنوب".


تعليقات

اكتب تعليقك