مونديال روسيا ... قمة نارية بين فرنسا وبلجيكا

رياضة

589 مشاهدات 0


تقام اليوم الثلاثاء أول مباراة في الدور نصف النهائي من كأس العالم ال21 في كرة القدم والتي تستضيفها روسيا وتتواجه فيها فرنسا وبلجيكا في لقاء يعد بالكثير نظرا للمستوى الجيد الذي أظهره المنتخبان حتى الآن.

ويقام اللقاء على ملعب (كريستوفسكي) في مدينة سان بطرسبرغ ويقوده الحكم أندريس كونيا من أوروغواي وسيكون الهدف الوحيد لكلا الفريقين هو الفوز والوصول الى النهائي الذي سيكون الثالث بالنسبة لفرنسا في تاريخها (فازت مرة باللقب وحلت ثانية بالأخرى) والأول لبلجيكا الطامحة جدا مع جيلها الذهبي الحالي والتي كادت تفعلها في عام 1986 لولا أرجنتين دييغو مارادونا في ذلك العام.

وبالنسبة للمنتخبين تشكل هذه المباراة فرصة ذهبية قد لا تكون متاحة مستقبلا ليس فقط للوصول الى النهائي بل كذلك لإحراز اللقب وذلك لأن الأمر متاح أكثر في هذه البطولة التي خرج منها أبرز الكبار فباتت الفرص موجودة لمن يعرف كيف يغتنمها وهو ما أظهره الفريقان اللذان أخرجا منتخبات بارزة منها البرازيل والأرجنتين وأوروغواي.

لن يكون هناك مرشح للفوز بهذه المباراة إذ أنه لا يمكن لأي منتخب ان يصل الى هذه المرحلة أي نصف النهائي ويبقى خارج الترشيحات لذا فإن فرنسا وبلجيكا تبدآن مباراة اليوم على قدم المساواة رغم الفارق في التاريخ حيث أن الأولى لديها لقب ونهائيان وست مرات نصف نهائي بينما الثانية لديها مرتان نصف نهائي حتى الآن.

إلا ان المنتخبين يعرفان بعضهما البعض جيدا فهما يعدان الجارين الأقرب كل الى الآخر نظرا لتشاركهما بالحدود وباللغة (على الأقل في عدد من مناطق بلجيكا التي تتحدث بالفرنسية) وكذلك نتيجة خوضهما العديد من المواجهات في كأس العالم أو غيرها من المسابقات حيث أن مسيرتهما متلازمة منذ ثلاثينات القرن الماضي إذ أنهما المنتخبان الأوروبيان الوحيدان اللذان شاركا في النسخ الثلاث من كأس العالم التي سبقت الحرب العالمية الثانية.

إضافة الى ذلك فإنه في تشكيلة الفريقين العديد من الزملاء في فريق واحد ونذكر منهم الفرنسيان أوليفييه جيرة ونغولو كانتي والبلجيكيان إدين هازارد وتيبو كورتوا (الذين يلعبون في فريق تشلسي الإنجليزي) والفرنسيان عثمان ديمبيلي وسامويل أومتيتي مقابل البلجيكي توماس فيرمايلن (برشلونة الاسباني) والبلجيكيان فنسنت كومباني وكيفن دي بروين مقابل الفرنسي بنجامين مندي (مانشستر سيتي الإنجليزي) ثم الفرنسي بول بوغبا مقابل البلجيكيين مروان فيليني وروميلو لوكاكو (مانشستر يونايتد الإنجليزي) وغيرهم.

يتمتع المنتخب البلجيكي بأفضل هجوم في البطولة حتى الآن (14 هدفا) لكنه في المقابل أظهر ما يمكن أن نصفه بعدم الحذر في الدفاع ما أدى الى تلقيه أهداف أكثر مما يجب رغم ضمه بعض أفضل المدافعين في العالم إلا أن طريقة لعبه الهجومية قد تكون السبب في ذلك.

هذه الطريقة لن تكون مفيدة أمام فرنسا التي بدورها لديها هجوم جيد وفعال لكن الأسلوب الذي اعتمده المدرب روبرتو مارتنيز بتغيير خط الوسط عبر اعتماد لاعبين أكثر مساندة للدفاع في مباراته أمام البرازيل قد ينجح مرة أخرى مع الفرنسيين لا سيما أن اللاعبين المحوريين في هذا التحول أي مروان فيليني وناصر الشاذلي متاحان بعدما اتضح ان إصابة الأخير لم تكن حرجة وهو عاد الى التمارين.

من جهته فإن المنتخب الفرنسي ورغم أن مرماه استقبل أهدافا عديدة إلا انه يعرف كيف يعتمد الطريقة الدفاعية ويقفل منطقته عندما يلزم الأمر ولديه خط وسط يتمثل باللاعبين نغولو كانتي وبليز ماتويدي وكورنتين توليسو قادر على ضبط أي هجمات سريعة وإبطال مفعولها بشكل مبكر رغم غياب توماس مونييه نتيجة الإيقاف.

أما في الهجوم فالفريقان لديهما أسلحة من العيار الثقيل من أمثال روميلو لوكاكو وكيفن دي بروين وميتشي باتشواي ويان كاراسكو من الناحية البلجيكية مقابل أنطوان غريزمان وكيليان مبابي وأوليفييه جيرو وفلوريان توفان في الجهة الفرنسية وبالتالي هذه الأسماء من المرجح جدا أن تقدم مباراة نصف نهائية تبقى في ذاكرة عشاق الكرة لسنين طويلة.

وصل منتخب فرنسا الى نصف النهائي بعدما تصدر المجموعة الثالثة في الدور الأول بفوزين على كل من أستراليا وبيرو وتعادل مع الدنمارك قبل أن يفوز في الدور الثاني على الأرجنتين وفي الدور ربع النهائي على أوروغواي.

أما منتخب بلجيكا فوصل الى نصف النهائي بعدما تصدر المجموعة السابعة محققا الفوز في مبارياته الثلاث بالدور الأول على كل من بناما وتونس وانجلترا قبل أن يبعد اليابان في الدور الثاني ومن ثم البرازيل في الدور ربع النهائي.

في النهاية هما منتخبان شابان لكن لديهما من الخبرة ما يكفي لمعرفة كيفية الفوز في مباريات بهذه الأهمية ذلك لأن معظم اللاعبين في التشكيلة شاركوا في دورتي كأس العالم وكأس أوروبا السابقتين في 2014 و2016 وقد تكون الخيبة التي تعرضا لها كل من وجهة نظر معينة حافزا إضافيا لرغبتهما في الوصول الى أقصى ما يمكن والظفر بالجائزة الكبرى.


تعليقات

اكتب تعليقك