ظلمهم غيمة سوداء ستظللنا أبد الدهر.. تتحدث إبتهال الخطيب عن أزمة الطلاب البدون
زاوية الكتابكتب د. إبتهال الخطيب يوليو 8, 2018, 10:58 م 2515 مشاهدات 0
الجريدة
زوايا ورؤى-توسل ورجاء
د. إبتهال الخطيب
أنا أترجاكم، أناشدكم، أقبل الأيادي البيضاء أن تساعدوا في حل المشكلة. لم يعد المنطق مفيدا، ولم يعد التحليل العقلاني ينفع، ولم تعد حجة أن تعليق المشكلة يضر بالمجتمع وحلها سيحسن حياتنا جميعاً مؤثرة، كل هذا الكلام ما عاد يفيد في هذا الزمن الترامبي، حيث العنصريات تتنزه عارية في الشوارع، لذا سأعود بالزمن في الكلام، فأترجاكم وأحلفكم بأولادكم، وأذكركم بحوبة المظلوم ودعوات المقهور وأن ما نفعله اليوم سنراه غداً في أولادنا وأحفادنا حفظهم الله لكم ولنا من كل مكروه.
كل يوم تقريباً منذ بداية الصيف تتصل بي طالبة أو طالب بدون، في عمر صغيرتي ياسمين، "دكتورة أنا جبت 97% في الثانوية، ما أقدر أسجل، الله يخليج ساعديني"، ليش مو قادرة تسجلين؟ "أنا مو إحصاء 65، أو بطاقتي لم تتجدد، أو سجلت لكن الدور ما وصلني" و"أو" بعد "أو"، تضيع أعمار هؤلاء الصغار بين الدموع والآهات والآمال الميتة. آخر الحالات اتصل بي والدها اليوم، هو إحصاء 65 وابنته حاصلة على 97% في الثانوية، المشكلة أن بطاقته قد انتهت وهو كان من أصحاب الجوازات المزورة الصومالية الذين أعادهم الجهاز الى فئة البدون ذات زمن ثم عاد فعكس العملية وأعادهم مرة أخرى للجنسية الصومالية، وكأن جنسيات العالم ملك حر للجهاز يوزعه على الناس كيفما يشاء. الآن يطلب الجهاز من هذا الرجل أن يقر أنه صومالي، صومالي يا ناس، صومالي يا عقل ومنطق، حتى يتمكن من تجديد بطاقته وعليه تسجيل ابنته. البطاقات لا تتجدد، الطلبة المتفوقون لا يسجلون، الشباب والشابات أصحاب 95% من المعدلات وما فوق سيجلسون في بيوتهم يندبون حظوظهم ويخططون لفرص الانتحار، وحياة أحبتكم أيها الشارع الكويتي قبل أن تناموا الليلة أن تفكروا في هؤلاء الصغار للحظة، حلفتكم بأغلى من لديكم، بفلذات أكبادكم الذين لا يحميهم من شرور الدنيا سوى ضمائركم وطيب أفعالكم.
الهيئات والجمعيات ومجالس الإدارة التعليمية في الدولة، في الجامعات، في المعاهد، في كل مؤسسة تعليمية، أتمنى إعادة محاولة تفعيل فكرة تشكيل لجنة تعليمية موحدة، لجنة لا علاقة لها بسياسة أو تجنيس أو أي قصة أخرى، لجنة مختصة بالدور الرئيسي الذي يفترض أن يكون منوطا بنا كأعضاء أعلى المؤسسات الأكاديمية في البلاد، كآباء وأمهات، كبشر.
ماذا بقي ليقال؟ دخلت (ولست الوحيدة بكل تأكيد) المكاتب الفخمة، أرغيت وأزبدت، حللت ومنطقت، حتى أنني على قلة حيلتي هددت، فماذا بقي سوى الترجي والتوسل؟ ما يحدث اليوم جريمة، حرام والله مصاب هؤلاء الصغار، ظلمهم غيمة سوداء ستظللنا أبد الدهر، أرجوكم المساعدة، مادياً بالتبرع لهم ببعثات داخلية أو خارجية، معنوياً برفع الصوت والضغط على الحكومة، بالحوار، بالرفض، بالتجاوب، بالتمييز، تمييز وجودهم والالتفات إلى نكبتهم. أي شيء أيها الإخوة والأخوات، الوضع تأزم حد الموت.
تعليقات