سمو الأمير: زيارة الصين مهمة لتوطيد الشراكة الاستراتيجية
محليات وبرلمانيوليو 8, 2018, 9:41 ص 1159 مشاهدات 0
أكد حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه اهمية زيارته الرسمية لجمهورية الصين الشعبية لاسيما في مجال توطيد الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.
واعتبر سموه في مقابلة خاصة مع وكالة الانباء الصينية (شينخوا) بمناسبة الزيارة ان تطوير الشراكة والتعاون بين البلدين على أساس المنفعة المتبادلة والتعاون الاقتصادي المشترك يسهم في رفع مستوى الرفاهية للشعبين وتعزيز سبل التقدم والتنمية المشتركة.
وأشاد سموه بعمق علاقات التعاون بين الكويت والصين والتي بلغت مرحلة الشراكة الاستراتيجية مشيرا الى ان دولة الكويت هي اول دولة خليجية عربية ارتبطت بعلاقات دبلوماسية مع الصين وان زيارة سموه الحالية تؤكد العزم على تعزيز هذه العلاقات وتوطيد الشراكة الاستراتيجية في جميع المجالات.
وتوقع سموه ان تؤدي الصين دورا داعما في خلق منصة اقتصادية مشتركة تحقق التبادل التجاري والمصلحة المشتركة على أساس المنفعة المتبادلة بين جميع الدول في منطقة شمال الخليج.
واكد سموه اهمية ثقل الصين السياسي وشبكة علاقاتها الواسعة التي من شأنها ان تسهم في المساعدة على مواجهة التحديات الكبيرة في الاطار الخليجي والعربي منوها بمستوى التنسيق العالي بين البلدين والذي تضاعف بعد حصول دولة الكويت على مقعد غير دائم في مجلس الامن الدولي.
وفي ما يلي النص الكامل لمقابلة سمو امير البلاد مع وكالة الانباء الصينية:
(سؤال 1): توطدت أواصر العلاقات الثنائية بين الكويت والصين بصورة سريعة ومثمرة في شتي المجالات منذ أن أقامت الكويت علاقات دبلوماسية مع الصين في عام 1971 والتي أصبحت معها الكويت أول دولة خليجية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين. كما تعد هذه سابع زيارة تقوم بها سموكم للصين. فما هي من وجهة نظركم أهم الانجازات التي تحققت في الصين خلال العقود الأخيرة؟ وما هي الأهمية التاريخية للزيارة بالنسبة للبلدين والنتائج التي تتوقعون أن تثمر عنها؟
(جواب 1): ترتبط دولة الكويت بعلاقات صداقة تاريخية وطيدة مع جمهورية الصين الشعبية ازدادت رسوخا مع مرور الزمن في كافة المجالات السياسية والاقتصادية ونحن نعتز في دولة الكويت كوننا أول دولة خليجية ارتبطت بعلاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين وتأتي زيارتنا إلى الصين الآن لتؤكد عزمنا على تعزيز هذه العلاقة وتوطيد الشراكة الإستراتيجية التي تأسست بين البلدين في كافة المجالات ولأننا ندرك أهمية الصين على المستوى الدولي فهي العضو الدائم في مجلس الأمن إضافة إلى أهميتها وحجمها الاقتصادي العالمي وما تشكله من ثقل في هذا السياق ونظرا لكون هذه الزيارة تأتي في مرحلة دقيقة وحساسة إقليميا وعالميا سياسيا وأمنيا فإننا نتطلع إلى التشاور مع الأصدقاء في الصين لبحث الأوضاع والتطورات علي المستوى الإقليمي والدولي.
(سؤال 2): هل من الممكن أن تحدثنا سموكم عن المدى الذي وصل إليه التعاون الكويتي-الصيني حاليا في مجالات السياسة والتجارة والمال وغيرها وكذلك آفاقه المستقبلية؟.
(جواب 2): لقد بلغ التعاون بين بلدينا مرحلة الشراكة الإستراتيجية ونحن نسعى سويا إلى تعزيز هذه الشراكة وتوطيدها حيث تعمل الجهات المعنية في البلدين وتنسق في هذا المجال وقد تحققت أرقاما قياسية لحجم التبادل التجاري بيننا كما أن الصين تحتل مراكز متقدمة في حجم الصادرات الكويتية من النفط الخام ومشتقاته كما أننا نعتز كوننا أول دولة توقع مذكرة تفاهم للتعاون مع الصين في مبادرة الحزام والطريق بعد إعلانها عام 2013 وربطها برؤيتنا الإستراتيجية في جعل الكويت مركزا اقتصاديا وماليا عالميا كما أن التنسيق على المستوى السياسي قائم ثنائيا وفي إطار المنظمات الإقليمية والدولية.
(سؤال 3): في عام 2010 طرحت "رؤية الكويت 2035" بغية التخلي تدريجيا عن اقتصاد النفط وتحقيق اقتصاد متنوع ومستدام وفقا لهذه الرؤية. ثم في عام 2014 أصبحت الكويت من أوائل دول العالم التي وقعت على الاتفاقيات المعنية بمبادرة "الحزام والطريق" مع الصين ثم قررت تحقيق التكامل بين "رؤية الكويت 2035" وهذه المبادرة الصينية ولاسيما في مشروعي مدينة الحرير والجزر الشمالية من أجل دفع تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري في المنطقة. فما هو اتجاه التعاون الثنائي في هذا الإطار؟ وما الدور الذي تنتظرون أن يلعبه الجانب الصيني في هذا الصدد؟
(جواب 3): تعزز الرؤية الإستراتيجية لدولة الكويت الواردة في الخطة الإنمائية الخمسية (2015 ـ 2020) الصادرة بقانون التحول التدريجي إلى اقتصاد متنوع ومبنيا على المعرفة يجعل من الكويت بيئة مشجعة للاستثمار ومركزا تجاريا و ماليا في الممرات الاقتصادية العالمية. ولتحقيق الرؤية الوطنية كويت جديدة 2035 وركيزة مستهدفة في الرؤية وهي المكانة الدولية المتميزة لتكون الكويت بحلول 2035 في قائمة ال35 دولة الأفضل في جميع المؤشرات العالمية والدولية. وقد بلغت استثمارات خطة التنمية حتى الآن أكثر من 28 مليار دينار كويتي تقع أغلبها في تطوير قطاع النفط والغاز والتوسع في مجال البتروكيماويات والبنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية كما خصصت الدولة 2 مليار دينار كويتي لصندوق المشاريع الصغيرة والمتوسطة للاستثمار في زيادة الأعمال وتعزيز الشراكات المعرفية ونقل المعرفة من تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر الذي نجح. وتتجه دولة الكويت إلى إنتاج ما نسبته 15 بالمئة من إجمالي الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة (طاقة شمسية وطاقة الرياح). تؤكد دولة الكويت التزاماتها الدولية كاتفاقية التغير المناخي كونها من ضمن مجموعة ال77 والصين والتزامها بأهداف التنمية المستدامة (أجندة 2030 الأممية).
وترى دولة الكويت أنه من خلال تطوير الشراكة والتعاون الثنائي مع جمهورية الصين الشعبية على أساس المنفعة المتبادلة والتعاون الاقتصادي المشترك من أجل تحقيق المكاسب المشتركة لمشروع طريق الحرير في ما يحقق رفع مستوى الرفاه للشعبين الصيني والكويتي وتعزيز سبل التقدم والتنمية المشتركة. وفي إطار التحول إلى اقتصاد متنوع مستدام ارتكز استثمار دولة الكويت لموقعها الاستراتيجي في منطقة شمال الخليج العربي أولوية يكفل تحولها لأحد المراكز المالية والتجارية العالمية من ضمن الممر الاقتصادي في مبادرة الحزام والطريق.
نتوقع أن يلعب الجانب الصيني دورا داعما لخلق منصة اقتصادية مشتركة تحقق التبادل التجاري والمصلحة المشتركة على أساس المنفعة المتبادلة بين جميع الدول في منطقة شمال الخليج ومتفهما خصوصية موقع الكويت الجغرافي فيها وجميع الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية. كما نتوقع أن يكون الجانب الصيني شريكا استراتيجيا ومستثمرا أساسيا في تطوير البنية التحتية لمدينة الحرير وإنشاء مناطق صناعية وتكنولوجية متقدمة في منطقة شمال الكويت. كما نتوقع من الجانب الصيني التعاون مع شركاء اقتصاديين أخريين في تطوير هذه المنطقة الحيوية الإستراتيجية حيث تتجاوز مساحتها أكثر من 10 بالمئة من المساحة الإجمالية لدولة الكويت. نتوقع من الجانب الصيني منح دولة الكويت أولوية وخصوصية استثمارية وتشجيع الشراكات التجارية والمؤسسات التمويلية الصينية في هذا السياق وأن يكون التعاون الصيني الكويتي الاقتصادي ذا طابع خاص وامتيازات خاصة.
(سؤال 4): دائما ما تتمسك الصين بمواقف سياسية متشابهة مع الكويت التي تعد أحد أعضاء الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي فضلا عن كونها دولة مهمة في الحفاظ على السلام والاستقرار إقليميا وعالميا ومثالا على ذلك دفع عملية السلام في الشرق الأوسط والوساطة داخل دول مجلس التعاون الخليجي. فما الدور الذي تتوقعون أن يضطلع به الجانبان الكويتي والصيني معا في الأوضاع العالمية والإقليمية؟.
(جواب 4): هناك حاليا بين دولة الكويت وجمهورية الصين الشعبية تنسيق عال ولاشك بأن حصول بلادي الكويت على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي قد ضاعف من هذا التنسيق لاسيما أن المنطقة والعالم يمران بظروف سياسية واقتصادية وأمنية دقيقة وخطيرة الأمر الذي يضاعف من الحاجة إلى التشاور والتنسيق كما أن ثقل الصين السياسي وشبكة علاقاتها الواسعة ستساهم دون شك في مساعدتنا على مواجهة التحديات الكبيرة في الإطار الخليجي والعربي لاسيما وإننا ندرك جميعا بأن جمهورية الصين الشعبية الصديقة تفي بمسؤولياتها التاريخية بالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وتمارس دورا فاعلا ومتميزا في هذا الإطار ونحن من جانبنا نقدر عاليا الدعم الذي يقدمه الأصدقاء في الصين لقضايانا وتفهمهم لهذه القضايا.
(سؤال 5): يوجد حاليا في الكويت أكثر من 40 شركة ومؤسسة صينية تشرف على ما يقرب من 80 مشروعا في مجالات النفط والبنية التحتية والاتصالات والمال وغيرها. فكيف تقيمون المساهمات التي قامت بها الشركات والمؤسسات الصينية لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الكويت خلال السنوات الأخيرة؟ .
(جواب 5): أود التأكيد هنا بأننا نعتز بالدور الهام والفاعل الذي تقوم به الشركات الصينية فيما تشهده بلادي الكويت من نهضة تنموية ومشاريع ضخمة في كافة المجالات ونحن نتطلع إلى زيادة هذا الدور عبر مشاركة الشركات الصينية فيما تبقى من مشاريع تنموية كبيرة في دولة الكويت ضمن الخطة التنموية التي وضعتها بلادي الكويت للأعوام المقبلة وذلك نظرا لما تحظى به هذه الشركات من مهنية عالية والتزام كبير ونشعر بالارتياح والتنسيق والتعاون الذي تحقق لنا في إطار تعاوننا الثنائي لانجاز هذه المشاريع. ونؤكد استمرارنا في انجاز الخطوات العملية من جانبنا لمواصلة ذلك التعاون.
وكان حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه قد وصل والوفد المرافق لسموه مساء امس السبت إلى جمهورية الصين الشعبية الصديقة وذلك في زيارة رسمية لبحث سبل تطوير العلاقات في مختلف المجالات.
وسيحضر سموه حفظه الله ورعاه خلال الزيارة مراسم افتتاح الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون بين الصين والدول العربية المقرر في 10 يوليو في بكين.
تعليقات