الديوك الفرنسية تطير لنصف نهائي المونديال.. وأوروغواي تودع

تأهل المنتخب الفرنسي الى نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى منذ عام 2006 إثر تحقيقه فوزا غاليا على نظيره منتخب أوروغواي بهدفين نظيفين في مباراة جمعت بينهما اليوم الجمعة في مستهل مواجهات دور الثمانية للبطولة.
وأحرز هدفي فرنسا في المباراة التي أقيمت على أرضية ملعب (نيجني نوفغورود) وقادها الحكم الأرجنتيني نيستور بيتانا كل من المدافع رافائيل فاران في الدقيقة ال40 والمهاجم أنطوان غريزمان الذي نال جائزة أفضل لاعب في اللقاء في الدقيقة ال61.
وبدأت المباراة التي تابعها من الملعب ما يزيد على 43 ألف متفرج بحذر من المنتخبين اللذين عمدا الى تأمين دفاعاتهما لمنع تلقي شباكهما أهدافا مبكرة مع محاولة شن هجمات منظمة في ظل تبادل الفريقين السيطرة على مجريات اللعب.
وبدت بعد مرور دقائق قليلة من المباراة وجود سيطرة نسبية لمنتخب أوروغواي على الكرة حيث تمكن لاعبوه من شن عدد من الهجمات في ظل وجود نوع من الارتباك الدفاعي بين صفوف اللاعبين الفرنسيين الا ان تلك المحاولات لم تسفر عن خطورة حقيقية على مرمى حارس الديوك ونادي (توتنهام) الإنجليزي هوغو لوريس.
وشهدت الدقيقة ال14 فرصة خطيرة لمنتخب أوروغواي عندما قابل المدافع دييغو غودين برأسه كرة عرضية من ركلة ركنية داخل منطقة الجزاء الا ان لوريس تصدى للكرة ببراعة شديدة قبل وصولها الى مهاجم المنتخب الأمريكي الجنوبي كريستيان ستواني.
وسنحت الفرصة الحقيقية الأولى في المباراة لمنتخب "الديوك" الذي يقوده المدير الفني الوطني ديدييه ديشان (49 عاما) في الدقيقة ال15 عندما وصلت كرة عرضية من مهاجم نادي (تشيلسي) الإنجليزي اوليفييه جيرو الى المهاجم الشاب لنادي (باريس سان جيرمان) الفرنسي كيليان مبامي الذي كان يقف وحيدا في منطقة الجزاء في ظل هفوة دفاعية جسيمة من لاعبي اوروغواي الا انه قابلها برأسية غير متقنة لتخرج بعيدا عن مرمى الحارس فيرناندو موسليرا.
ووجه بعدها نجم خط وسط المنتخب الفرنسي ونادي (مانشستر يونايتد) الانجليزي بول بوغبا في الدقيقة ال18 تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء الا انها كانت غير متقنة ومرت بعيدا عن مرمى أوروغواي.
وتحسن بعدها أداء منتخب "الديوك" حيث تمكن من السيطرة بشكل أفضل على مجريات اللعب مع وصول نسبة استحواذه على الكرة الى 61 بالمئة بحلول الدقيقة ال22 في ظل محاولات لاعبيه المتكررة لشن هجمات منظمة.
وكانت هذه التحركات تتحطم دائما على صخرة دفاع أوروغواي الصلب الذي تمكن بقيادة قلبي دفاع نادي (أتلتيكو مدريد) الاسباني دييغو غودين وخوسيه خيمينيز من قطع غالبية التمريرات الفرنسية للاعبي الهجوم.
وشنت أوروغواي بعدها هجوما عكسيا في الدقيقة ال35 انتهت بتسديدة قوية وجهها اللاعب ماتياس فيسينو الا ان الحارس لوريس تمكن من انقاذ الكرة بثبات.
وشهدت الدقيقة ال39 اشهار الحكم بيتانا الكارت الأصفر للاعب أوروغواي ونادي (يوفنتوس) الإيطالي رودريغو بينتانكور اثر عرقلته الجناح الفرنسي لنادي (بايرن ميونيخ) الألماني كورينتين توليسو على حدود منطقة جزاء المنتخب الأمريكي الجنوبي.
ونفذ مهاجم نادي (أتلتيكو مدريد) الاسباني أنطوان غريزمان الركلة الحرة المحتسبة جراء هذا الخطأ بتوجيه عرضية متقنة الى داخل منطقة جزاء أوروغواي قابلها قلب دفاع المنتخب الفرنسي ونادي (ريال مدريد) الاسباني رافائيل فاران برأسية رائعة لتغالط الحارس موسليرا وتهز الشباك معلنة عن تسجيل الهدف الأول للديوك في الدقيقة ال40.
وأحرز بذلك فاران الهدف الثالث له في مونديال روسيا والأول لفرنسا ضد أوروغواي منذ الهدف الذي سجله جوزيه توريه في عام 1985.
وانتفض بعدها منتخب أوروغواي لمحاولة تعديل النتيجة سريعا حيث شن عددا من الهجمات وكان أبرزها في الدقيقة ال43 عندما تمكن الحارس الفرنسي لوريس من التصدي بإعجاز لكرة رأسية وجهها لاعب أوروغواي ونادي (ساوثهامبتون) الانجليزي مارتن كاسيريس من داخل منطقة الجزاء ليحافظ بذلك على نظافة شباكه وينتهي الشوط الأول بتقدم فرنسا بهدف نظيف.
وبلغت نسبة سيطرة فرنسا على الكرة في الشوط الأول 58 بالمئة فيما سدد لاعبوها ست تسديدات على مرمى الخصم في مقابل سبع تسديدات للاعبي أوروغواي.
وبدأ الشوط الثاني بضغط هجومي فرنسا في محاولة لتعزيز التقدم وسط ارتباك دفاعي من لاعبي أوروغواي وخاصة من جانب الحارس موسليرا الا ان المحاولات باءت بالفشل في البادية.
ووجه المهاجم الفرنسي غريزمان في الدقيقة ال61 تسديدة بعيدة المدى باغتت الحارس موسليرا الذي ارتكب خطأ فادحا في التعامل مع الكرة لتسكن شباكه معلنة عن تسجيل الهدف الثاني لفرنسا الذي كان له تأثير سلبي جدا على معنويات لاعبي أوروغواي.
وسادت بعدها حالة من التوتر على أجواء المباراة بعدما شعر لاعبو اوروغواي بأن المباراة بدأت تلفت بين أيديهم خاصة في ظل معاناتهم في انهاء الهجمات بفعالية منذ بداية المباراة.
ووضح خلال مجريات المباراة تأثر منتخب أوروغواي بغياب نجمهم في خط الهجوم ولاعب نادي (باريس سان جيرمان) الفرنسي إيدنسون كافاني الذي غاب عن مباراة اليوم اثر عدم تعافيه بشكل كامل من إصابة تعرض لها خلال مواجهة البرتغال في دور ال16.
وحاول المدير الفني لمنتخب أوروغواي أوسكار تاباريز (71 عاما) في هذا السياق زيادة الفعالية الهجومية لفريقه حيث قرر اجراء تبديلين دفعة واحدة في الدقيقة ال59 بدخول لاعب الوسط كريستيان رودريغيز بدلا من بينتانكور ودخول المهاجم ماكسيميليانو غوميز بدلا من كريستيان ستواني ثم أجرى المدرب تغييرا ثالثا في الدقيقة ال73 بنزول المهاجم جوناثان أوريتافيسكايا وخروج لاعب الوسط ناهيتان نانديز.
وفي المقابل بدا الهدوء واضحا على لاعبي فرنسا وجهازها الفني حيث قرر مدربها ديدييه ديشان اجراء تبديلات لتهدئة اللعب واضاعة الوقت بالدفع بلاعب الوسط ستيفن نزونزي بدلا من الجناح توليسو في الدقيقة ال80 ودخول الجناح عثمان ديمبيلي بدلا من مبابي في الدقيقة ال88 ودخول لاعب الهجوم نبيل فقير بدلا من غريزمان في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل من الضائع في الشوط الثاني.
ولم يشهد الشوط الثاني تمكن المنتخبين من صناعة فرص خطيرة بعد تسجيل فرنسا هدفها الثاني حيث عمد المنتخب الفرنسي الى تهدئة اللعب وتأمين دفاعاته فيما بدا واضحا في المقابل على لاعبي أوروغواي خروجهم ذهنيا من المباراة بعد تلقي مرماهم الهدف الثاني لتنتهي بذلك المباراة بفوز غال لفرنسا بهدفين نظيفين تتأهل بموجبه الى الدور نصف النهائي لبطولة كأس العالم للمرة الأولى منذ عام 2006.
وبلغت نسبة سيطرة فرنسا على الكرة في المباراة 57 بالمئة فيما سدد لاعبوها 11 تسديدة منها محاولتان فقط بين حدود المرمى في مقابل 11 تسديدة ايضا للاعبي أوروغواي بينها اربع كرات داخل حدود المرمى.
وستقابل فرنسا في دور نصف النهائي بذلك المنتصر من مواجهة أخرى ستجرى مساء اليوم بين منتخبي البرازيل وبلجيكا في ثاني مباريات دور الثمانية لمونديال روسيا.