يزيدون تشويهاً.. ونزداد انتشاراً.. يكتب مبارك الدويلة

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 1111 مشاهدات 0

مبارك فهد الدويلة

القبس

حصاد السنين- يزيدون تشويهاً.. ونزداد انتشاراً

مبارك فهد الدويلة


شن خصوم الإسلاميين منذ ثورات الربيع العربي إلى اليوم حرباً إعلامية وأمنية ضد العمل الخيري؛ ظناً منهم أن هذا المجال هو مصدر قوة التيار الإسلامي، خصوصاً أنهم مفلسون في هذا الميدان، ورصيدهم يكاد ينضب من الأعمال الخيرية، لذلك لم يجدوا إلا ربطه بالإرهاب واعتباره أحد الروافد الرئيسية للمنظمات المتطرفة، بل وصل بهم الأمر إلى وضع رواد العمل الخيري على قائمة المتورطين في الإرهاب مثل اسم الدكتور عبد الرحمن السميط والشيخ عبد الله العلي المطوع، عليهما رحمة الله الواسعة. وتناسوا أن العمل الخيري مرتبط بواقع الناس وحياتهم، وأنه من السهل في هذا العصر تتبع مصادره وروافده ومصارفه، لذلك فشلت حملتهم لتشويه العمل الخيري فشلاً ذريعاً وجاءت نتائجها عكسية عليهم، وساهمت في المزيد من النجاحات لهذا العمل الإنساني الذي لا يتعمد عرقلته وتحجيمه إلا من نزع الله الرحمة من قلبه.

أثناء اعتكاف شباب مسجد الوطري بالرحاب في العشر الأواخر، أخبرني الشاب الصالح عبد الله أن لجنة العون المباشر، التي كان يرأسها الدكتور السميط والآن يديرها ابنه الدكتور عبد الله، قد أعلنت عن مشروع خيري واحد يتم الجمع له خلال هذه الليالي المباركة، وبعد ساعتين أخبرني عبد الله أنه بفضل الله تعالى قد تم جمع الميزانية المطلوبة (مئة وعشرون ألف دينار كويتي)، وفي الليلة التالية أخبرني عبد الله أن اللجنة أعلنت عن مشروع خيري جديد وتكررت المفاجأة بأن تم جمع المبلغ المطلوب في الليلة نفسها، وهكذا طوال تسع ليال مباركة تم جمع عدة ملايين من الدنانير لتسعة مشاريع خيرية كلها عن طريق الإعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي!

لقد سبقت هذه الحملة حملة معاكسة لتشويه العمل الخيري ولجانه ورجاله، وتم استخدام بعض الشيوخ المأجورين والقراء في هذه الحملة الجائرة، لكن العامة قبل النخبة يدركون من هو مع الخير للناس ومن هو ضده، كما يدركون جيداً من هو صادق في طرحه ومن هو منافق، ولو كانت لحيته إلى سره (!!) ألا تلاحظون اليوم أن الذين يقفون في وجه الخير والإصلاح هم حفنة أصبحت معروفة، إذا تكلمت ضدك رفعتك وإن تكلمت معك وضعتك في دائرة الشبهات، لقد حاول بعض الأقزام تنفير الناس من العمل الخيري وأتعبوا أقلامهم في ذلك وكانت النتيجة بفضل الله رداً عملياً من أهل الكويت وأهل الخليج يثبت ثقتهم المطلقة في العمل الخيري الكويتي وفي القائمين عليه! حتى الهجمة الشرسة على الإخوان المسلمين منذ عدة سنوات والتي سخرت لها وكالات أنباء عالمية ومحطات تلفزة صرفت عليها الملايين من الدولارات لتشويه هذه الجماعة المسالمة ولم يبق ليبرالي ذو قلم أو علماني ذو رأي إلا وسلك مسلكهم وشارك معهم، ومع هذا تجد التعاطف الشعبي يزداد يوماً بعد يوم معهم وتتأصل ثقة العامة بهم كردة فعل على هذا التشويه الذي بلغ أقصى مداه!



تعليقات

اكتب تعليقك