في حملة (نوري اكتمل)
مقالات وأخبار أرشيفيةلقاء مع الدكتور محمد الثويني المستشار التربوي
إبريل 13, 2009, منتصف الليل 1040 مشاهدات 0
دكتور لماذا اخترتم موضوع الحجاب لطرحه ليكون هو موضوع حملتكم نوري اكتمل ؟
في الحقيقة موضوع الحجاب موضوع هام للغاية وهو أمر أكد عليه الشارع الحكيم وسبب اختيارنا لموضوع الحجاب جاء نتيجة لما لمسناه بطبيعة عملنا في التوجيه والإرشاد التربوي في المدارس ان الفتيات يقبلن على لبس الحجاب وأن اغلبهن مقتنعات بلبسه ولكنهن مترددات ومتخوفات من نظرة من حولهن ومن نظرة المجتمع لهن أو من أي انتقاد ولو كان صغيرا فأذكر أنني حاضرت في إحدى مدارس البنات وكانت محاضرتي عن العفاف وعن الحجاب وبعد المحاضرة توجهت بسؤال للطالبات من منكن ترغب في أن تلبس الحجاب فكانت المفاجأة أن أكثر من 44 فتاة أجبن على سؤالي بالإيجاب وعزمن بالفعل كما أخبرتني ناظرة المدرسة فيما بعد على ارتداء الحجاب وأصبح جزءا من حياتهن ، مما شجعني حقيقة ان انظم مع إخواني في مبرة طريق الإيمان في حملتهم المباركة نوري اكتمل لعلمي اليقيني بأن الإقبال سيكون كبيرا بإذن الله وأن النتيجة ستكون مبهرة.
دكتور هل تعتقد بأنه كبت للحرية وتضييق على الفتاة بأن ترتدي الحجاب في التاسعة من عمرها ؟
اود أن أذكر قصة حصلت لي عندما تمت استضافتي على إحدى القنوات الفضائية وكان الموضوع عن الدلال الزائد وعن الشدة المفرطة في تربية الأبناء والبنات ودار الحديث حول هذا الموضوع وبعدها تلقينا مداخلة هاتفية على البرنامج من دكتورة في علم النفس وقالت انتم تشددون على الفتاة بإلزامها بارتداء الحجاب في سن التاسعة من عمرها فأجبتها بسؤال فقلت لها بما أنك دكتورة في علم النفس أود ان تجيبيني على هذا السؤال متى تصل الفتاة إلى سن البلوغ فأجابت أن الفتاة تصل إلى سن البلوغ في سن السابعة من عمرها فقلت إذا يجب ان تلزم الفتاة بالحجاب متى ما وصلت الى سن البلوغ لأنه سيكون أحفظ وأطهر لها من الفتن .
فأقول أنه كلما تربت الفتاة منذ الصغر ومنذ نعومة أظفارها على الحجاب كلما ازدادت حفظا وعفة وحبا له وحرصا عليه إذا كبرت فالتنشئة والتربية ضرورية في هذه المرحلة ونحن في علم التربية والاجتماع نعي ذلك جيدا.
طيب دكتور هل تعتقد بأن البنت الغير محجبة والمحافظة على صلاتها وعبادتها أفضل من الفتاة المحجبة والتي ربما قصرت في بعض عبادتها ؟
الفتاة الغير المحجبة والمحافظة على عباداتها هي مأجورة بإذن الله على تلك العبادات ولكنها ما إن تخرج من بيتها بغير حجاب إلا وتتحمل أوزارا بسبب فتنتها للشباب الذين يرونها بلا حجاب شرعي حتى ولو لم تكلمهم أو تتعمد فتنتهم فإن مجرد خروجها يشكل فتنة للشباب وهذا بلا شك يؤثر سلبا على المجتمع وعليها هي شخصيا ثم إن موضوع الحجاب هو أيضا عبادة يفترض ان تؤديها البنت على أكمل وجه حتى لا تقع في الإثم .
بعض الفتيات تتعذر بأنها لن تتحجب إلا بعد أن تتوب وتعود الى طريق الهداية ومن ثم تتحجب فما رأيكم ؟
انا أقول لتكن البداية فالحجاب هو مدخل وطريق سهل وميسور للدخول في طريق الهداية فالحسنة تجر الحسنة بعدها ومن تقرب إلى الله تقرب الله إليه وقال الله تعالى : (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) وأود أن أهمس في قلب هذه الفتاة قائلا ان هذه الشبهة هي مدخل من مداخل الشيطان وهي من الأعذار الواهية والتي عندما تجد الفتاة أنها لا تود الدخول في طريق الهداية فإنها تتحجج بهذه الحجج .. ولكن الأمر لا ينتهي هنا في الدنيا وفقط بل إن الله سيسأل كل فتاة يوم القيامة عن التقصير في هذا الجانب فلتعد كل فتاة للسؤال جوابا ينجيها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم فأسأل الله أن يهدي بناتنا وبنات المسلمين وأن يحفظ عليهن دينهن وعفتهن .
دكتور تتحجج بعض الفتيات بأن البعض من الفتيات يلبسن الحجاب ولكنهن في الحقيقة بعيدات كل البعد عن طريق الهداية والصلاح فما ردكم ؟
أقول بأن هذا الأمر ليس عذرا أو حجة لأن تترك الفتاة أمرا من أمور دينها الحنيف بحجة أن هنالك فتيات قد قصرن في حق من حقوق دينهن فالأصل أن الفتاة يجب أن تستقل بشخصيتها وبكيانها وأن تحافظ على هوياتها الإسلامية وألا تنخدع بهذه الشبهات والتي تصرفها عن تعاليم دينها الحنيف فلو أن فتاة تصلي ولكنها تمارس بعض المخالفات الشرعية فهل هذا عذر للفتاة بأن تترك الصلاة أعتقد أن هذه الشبه يجب ان لا تنطلي على الفتيات .
ما نصيحتكم للآباء والأمهات الذين يمنعون بناتهم من لبس الحجاب ؟
انا أعجب حقيقة ممن يحرم بنته وأعجب حقيقة ممن تحرم بنتها من لبس الحجاب الحجاب هو شعار المسلمة والحجاب هو رمز العفة والطهارة والحياء في الحجاب حفظ وصيانة واستقرار للفتاة وأمن وأمانة الحجاب يبعث في نفس الفتاة هدوءا وطمأنينة وراحة وسكينة ، وأنا أعلم جيدا بأن الفتاة عندما يترك لها الخيار في أن تقارن بين لبسها للحجاب وبين عدم لبسها فإن الفطرة ستجعلها تقبل على الحجاب بلا شك (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) فأنا أنصح كل أب وكل أم بأن يتقوا الله في بناتهم وأن يشجعوهن على لبس الحجاب وألا ننخدع بالحضارات الأخرى والبعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف .
دكتور نجد أن بعض الأمهات تقنع ابنتها بأن تؤخر موضوع لبس الحجاب إلى ما بعد الزواج فما نصيحتكم لهؤلاء الأمهات ؟
انا شخصيا اعتبر هذا الأمر فيه كثير من الجهل في واقع الأمر فإنني ومن خلال إطلاعي وتتبعي لواقع الزواجات أجد ان الاقبال على المحجبة اكثر بكثير من تلك الغير محجبة لأن أكثر الشباب في مجتمعنا الاسلامي ولله الحمد يغارون على أهلهم وعلى زوجاتهم فلا يرضى أن يخرج مع زوجته وهي لا ترتدي الحجاب الشرعي والله أمر المسلمة بالعفاف والستر قال تعالى : (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ).
بعض البنات تود أن تتحجب ولكنها تستحي من نظرة الناس لها ومن انتقاد صديقاتها لها فما نصيحتكم لهذه الفتاة ؟
نصيحتي لها بأن تتقي الله وتسعى في رضاه وألا ترضي الناس بسخطه سبحانه فقال صلى الله عليه وسلم : (من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس) فلتحذر كل فتاة من هذا المنزلق الخطير والذي يصدها عن كثير من العبادات ومن القربات بسبب ان الناس لا يرضون هذا الفعل ، ثم إنه ومن المعلوم بأن الفتاة المحجبة مقدرة ومحترمة في البيت وفي المدرسة وفي العمل وليست كما يظن البعض أنها محط أنظار الناس وتعليقهم .
ثم إن الفتاة المحجبة إضافة الى أنها مقدرة عند الناس فإنها مبلغة وداعية لدينه سبحانه فما أن تخرج متحجبة إلا وتبث رسائل دعوية غير مباشرة للناس بأن الحجاب عفة وطهارة ونقاء .
هل لكم أن تحدثونا حفظكم الله عن الأسلوب الأمثل والذي يجب ان تنتهجه الفتاة المحجبة لإقناع زميلتها ؟
الأسلوب الأمثل هو ان تكون قدوة حسنة لزميلاتها فلا يخالف ظاهرها باطنها فعليها أن تتخلق بالأخلاق الطيبة وتنتهج الأسلوب المحافظ والذي يمكنها من اقناع زميلاتها فيما بعد بلبس الحجاب ثم عليها بعد ذلك أن تقوم بالدعوة المباشرة والتبليغ لدين الله والترغيب في الحجاب وفي تعاليم الشريعة السمحة بأسلوب طيب عبر الوسائل الدعوية المتاحة كما أنصح بناتنا المحجبات والداعيات لدين الله بأن يتحلين بالصبر والحكمة إذا ما واجهن عقبات أو انتقادات خلال مسيرتهن الدعوية حتى يحزن الأجر العظيم من الله عز وجل .
في ختام لقاءنا معكم هل من كلمة تشجيعية للفتيات تحثهن من خلالها على ارتداء الحجاب ؟
انصح بناتي بأن يضعن نصب أعينهن رضى الله عز وجل والفوز بجناته فإن هذا هو الهدف الأسمى والغاية العظمى والتي خلقنا الله من أجلها وهذه الهدف وتلك الغاية هي أعظم دافع لكل فتاة بأن تصبر وتصابر وتبذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيقها فإن صلت وصامت وحافظت على عباداتها فلتكمل ذلك بلبسها للحجاب وبسترها حتى تتحقق لها السعادة في الدنيا والنعيم في الآخرة والجلوس مع نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد قال بأب هو وأمي الصادق المصدوق في الحديث الصحيح : (إن أحبكم إلي و أقربكم مني في الآخرة مجالس أحاسنكم أخلاقا و إن أبغضكم إلي و أبعدكم مني في الآخرة أسوؤكم أخلاقا) .
هل من كلمة أخيرة ؟
أحب أن أتوجه لكل القائمين على هذه الحملة الطيبة بالشكر الجزيل وأقول لهم ابشروا فإنكم على خير فجهودكم مباركة ومساعيكم موفقة فكم من شاب هداه الله على أيديكم وكم من فتاة استقامت على طريق الهداية بعد الله من خلال أنشطتكم وبرامجكم الإيمانية المميزة .
ويسرني أن أدعو كل فتاة بأن تشترك في نادي ريماس هذا النادي والذي تدير نخبة من الأخوات الفاضلات هو نادٍ تميز وتألق في سماء النوادي فهو بحق أنموذج فذ ومحضن طيب لبناتنا يتعلمن فيه الخير والصلاح ويتربين من خلاله على الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة.
تعليقات