المسجات ... ايجابيات وسلبيات

محليات وبرلمان

أصبحت أهم وسيلة للتهنئة والتعزية وتبادل الأخبار

1024 مشاهدات 0


كثيرة هي العبارات السلبية التي تتردد على ألسنة البعض من الرجال والنساء وحتى الأطفال أحيانا  لشعورهم بعدم قدرة من حولهم على فهمهم بالصورة الصحيحة التي يرغبون أن يشعر بها غيرهم، وليس المستغرب أن تسمع أحدا من أصدقائك يقول لك أنه لا يوجد أحد من أسرته أو المقربين له يشعر به نتيجة للأوضاع التي نعيشها الآن في زمن السرعة المتنامية في التطور لكل ما يحيط بنا، وأصبحت العلاقة بين الأفراد  مجرد روتين يومي  يمارسه الإنسان، والعبارات أصبحت أكثر رسمية، والغضب هي السمة التي تعلن الظهور عند محاولة بدء الحديث بين أحد أفراد  الأسرة أو الزوجين أو الأخوة أو حتى الأصدقاء المقربين، أصبحنا نعيش الآن بزمن الرسائل النصية (المسجات)، فعندما ترغب بشيء لابد من المسج أن يكون هو الوسيط والرابط بينك وبين من ترغب أن تتحدث معه، سواء كان شخصا بعيدا أو قريبا، وعندما ترغب بتقديم تهنئة أو ايصال معلومة أو تعزية لشخص عزيز عليك،  فلا يوجد إلا هذه الطريقة لاختصار الوقت والمسافة، وللأسف أنها بالمقابل جعلت العلاقة تبتعد أكثر إلى أن تختفي تلك الرسائل تدريجيا، ويختفي معها شخص كان في يوم من الأيام قريبا له.
فهل أخطئنا عندما استخدمنا هذه الوسيلة للتعبير عما يجول بخاطرنا بالمختصر المفيد، وعندما جعلناها أحد الوسائل التي توفر علينا عناء مواجهة الشخص الذي نرغب بمحادثته، كما أنها جعلت المحاورة أسهل من أن ترى ملامح الشخص و هي تتفاعل معك، مما تجعل لا أهمية من توقع ردة الفعل في وقتها، وحتى لو حدثت لن تصيبك أحد شظاياها ولن تؤثر بك بقدر لو أنك واجهتها بنفسك وجها لوجه، وحتى السماع للصوت الآن غير مرغوب لبعضهم حيث بالإمكان التقاط بعض ذبذبات الحزن والغضب والفرح من خلال سماعة الهاتف أو الموبايل مما يجعل الشخص أكثر قربا لمن يحدثه، إلا أنها باتت أقل استخداما بين الأهل والأصدقاء، لذلك ربما المحبين هم من استمروا على هذا النمط رغم تكلفته العالية لفترة من الزمن على أمل إيجاد نهاية أما سعيدة أو حزينة لهم.
وللأسف أن الهاتف الآن وبالأخص بين الأزواج بات يشكل رعبا عند أحد الطرفين فكل منهما لا يرغب أن يرن هاتفه النقال من زوجته أو أبنائه وكذلك العكس،   لعلمهم أن اتصالهم ليس بذا أهمية بالنسبة لبعضهم البعض، أو أنها وسيلة محاولة لإبعادهم عن الممارسات اليومية  كجلوس الأب في الديوانية أو زيارة أهله أو خروج المرأة للسوق وغيرها من الأماكن التي من الممكن أن تفضح مكان متلقي الاتصال بمجرد سماع مايدور حوله. واعتاد كل من الزوج والزوجة أيضا أن يجعلوا المسجات هي لغة الحوار فيما بينهم و فيما يرغبون به، فليس من المستغرب أن نرى مستقبلا أن ينجبوا طفلا قد أطلقوا عليه لقب 'مسج'  أو تتم حالات طلاق عبر تلك المسجات المرسلة بين الأزواج، كما حدث قبل أيام في السعودية، حيث قام زوج بإرسال مسج لزوجته يعلمها به طلاقه لها، وحكمت المحكمة بإنهاء اجراءات الطلاق .
للمزيد أنظر للرابط أدناه:-
http://ara.reuters.com/article/entertainmentNews/idARACAE5380PC20090409
 
تواصلنا الآن  مع الآخرين ممن يحيطون بنا أصبحت عبارة عن  مسجات ولغة الحوار ضائعة، وسوف تكثر العيادات التي يدفع لها المال حتى نجد من ينصت فقط لنا حتى لو كنا لا نشتكي من شيء، لكن نرغب من يستمع لشكوانا و مشاكلنا وقضايانا، خاصة أنها أصبحت مزدحمة جدا بزمن مليء بالتعقيدات.

واحقاقا للحق فإن الرسائل النصية لها نصيب كبير من الايجابيات، ولعلها حاليا تساهم الى حد كبير بالتواصل بين الأشخاص في العديد من المناسبات، وقد لعبت دورا كبيرا في الوقت الحاضر بتناقل أهم وآخر الأخبار أولا بأول، وأصبح الشخص على علم واطلاع بما يدور من أحداث وهو جالس في أي مكان من خلال هاتفه المحمول، وكذلك بات في امكانه متابعة ايميلاته وحساباته البنكية من خلال الرسائل النصية على هاتفه.
ولانعلم هل العيب فينا أم في التكنولوجيا، ولكن قد يكون الشاعر محقا حين قال:

نَعِيْـبُ زَمَانَنَـا وَالعَيْـبَ فِينَـا ... وَمَـا لِزَمَانِنَـا عَيْـبٌ سِـوَانَا
و
َنَهْجُـوا ذَا الزَّمَانِ بِغَيرِ ذَنْـبٍ ... وَلَوْ نَطَـقَ الزَّمَـانُ لَنَا هَجَـانَا

وَلَيْـسَ الذِّئْبُ يَأْكُلُ لَحْمَ ذِئْـبٍ ... وَيَأْكُـلُ بَعْضُـنَا بَعْضـاً عَيَـانَا
 

 


 

الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك