في محاضرة ضمن فعاليات مشروع رياض الجنة
مقالات وأخبار أرشيفيةالمطلق: تربية الأولاد عبادة سيسأل عنها الإنسان بعد الممات
إبريل 11, 2009, منتصف الليل 749 مشاهدات 0
نظمت وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ممثلة بإدارة الثقافة الإسلامية بالتعاون مع مبرة طريق الإيمان محاضرة قيمة ضمن مشروع رياض الجنة بعنوان (منابر من نور) وقد حاضر فيها فضيلة الدكتور / عبد الله المطلق عضو هيئة كبار العلماء من المملكة العربية السعودية وقد التف حول الشيخ عدد كبير من الحضور وعبر أكثرهم عن سعادتهم وهم يلتفون ويتحلقون حول عالم من علماء الإسلام عرف بغزارته العلمية وبنشاطه الدعوي البارز .
رحب الشيخ نبيل العوضي بالدكتور عبد الله المطلق وبالحضور الكريم مثمنا له جهوده ومقدرا له حضوره وتشريفه وبين بأن هذا الأمر ليس بغريب على عالم عرف عنه التواضع والتسامح ولين الجانب أحبه الكثيرون وانتفع بعلمه الدعاة والمصلحون واستنار بآرائه الفقهية الكثيرون ، شارك في العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية وله مؤلفات ومطبوعات علمية نافعة .
وقد حصل على الدكتوراه وكان وكيلا للمعهد العالي للقضاء وصار عضوا في اللجنة الدائمة للإفتاء وهيئة كبار العلماء ومستشارا لخادم الحرمين الشريفين.
ثم أثنى العوضي على جهود الأخوة القائمين في إدارة الثقافة الإسلامية والذين أتحفوا مشروع رياض الجنة بالعديد من الاستضافات المباركة لكوكبة من العلماء والمشايخ .
ثم استهل بعد ذلك فضيلة الشيخ عبد الله المطلق محاضرته القيمة بالتأكيد على أن تربية الأولاد عبادة تحتوي على عبادات ومسئولية عظيمة سيسأل عنها الإنسان بعد الممات مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)
وعدد جملة من تلك العبادات والتي تتعلق بموضوع التربية فبين بأن النفقة على الأولاد وتعليمهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وإعانتهم على طريق الخير والهدايه وإبعادهم عن أصدقاء السوء وتشجيعهم على الطاعات والعبادات كل ذلك من العبادات العظيمة والتي يؤجر عليها الآباء والأمهات .
وأضاف بأن المربي عليه أن يتحلى بالصبر والمصابرة والجد والاجتهاد كما يجب عليه أن لا يستعجل النتائج وألا يكل أو يمل فالتربية دأب الصالحين وسبيل الأنبياء والمرسلين فقد أثنى الله عز وجل على بعضا من الرسل فأسماهم (أولي العزم) لأنهم امتازوا وتميزوا عليهم السلام بالعزيمة الصادقة وبالإصرار على دعوتهم وتحملوا من أجل إيصالها الإيذاء البالغ فصبروا حتى نالوا الخير والرفعة من الله عز وجل قال الله تعالى : (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) .
وأكد المطلق على ضرورة ان يتحول الآباء والأمهات أبنائهم وبناتهم بالنصيحة والموعظة الحسنة مستدلا بقول الله تعالى : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) فدعوة الأبناء إلى الخير والصلاح استثمار في الدنيا له عواقبه الحميدة وأجر ورفعة في الدرجات يوم القيامة مستدلا بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) .
وحذر المطلق من اتخاذ أسلوب السب والشتم واللعن والضرب أسلوبا في التربية مشيرا إلى أن هذا الأسلوب له آثاره العكسية والتي تنعكس سلبا على الوالدين فكثيرا من حالات العقوق جاءت نتيجة لاتخاذ أحد الوالدين هذا الأسلوب في التربية.
مؤكدا على ان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قد وضع لأمته طرق التربية وأساليبها وسطرها عبر سيرته العطرة فعندما رأى غلاما يأكل وتطيش يده في الصفحة قال له موجها وناصحا ومؤدبا (سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك) .
كما ذكر المطلق في محاضرته القيمة ان البعض يحرص على معالجة ما يطرأ على أبنائه من أمراض بدنية وعضوية ولكنه في نفس الوقت يغفل عن علاج إمراض أبنائه القلبية والروحية والتي لا تقل خطورة عن الأمراض البدنية فعندما يمرض القلب وتمرض الروح يشقى بشقائها البدن فلا يشعر بطعم السعادة وتضيق عليه الأرض بما رحبت قال تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى).
كما أكد على أن الدعاء للأولاد آناء الليل وأطراف النهار يعتبر من أعظم الوسائل المعينة على إصلاح الأهل والذرية وذكر فضيلته بعضا من الأدعية الواردة والتي دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم ودعا بها الأنبياء والرسل من قبل كدعاء نوح ودعاء لوط ودعاء إبراهيم عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام .
مبينا أن البعض وللأسف الشديد قلب هذه النعمة العظيمة نعمة الذرية وما فيها من الخير والنفع والبركة إلى نقمة وحسرة وندامة فلم يحسن اختيار الأم الصالحة ابتداء ولم يعمل على تربية أبنائه ونصحهم وتوجيهم بل جعلهم همل بلا رقيب ولا حسيب حتى خسر هذه النعمة وانقلبت عليه نقمة قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) .
وعدد فضيلته بعضا من وسائل التربية والتي تساعد الآباء والأمهات على تربية أبنائهم التربية الصالحة عبر ربطهم في حلقات حفظ القرآن الكريم وحلقات العلم والذكر مع توفير البيئة المناسبة لذلك من أصدقاء صالحين وأساتذة فاضلين وإشراكهم بالأنشطة الإيمانية وتشجيعهم على أداء العبادات واصطحابهم في رحلات دعوية هادفة مع متابعتهم أول بأول.
مبينا فضيلته جزاء التربية الصالحة فالأب الصالح والأم الصالحة ستقر أعينهم بصلاح أبنائهم بالدنيا وسيلبسهم أبنائهم الصالحين البررة تاج الوقار يوم القيامة وعندما ينقطع عمل ابن آدم فإن دعاء الأبناء الصالحين لا ينقطع وسيصل ثوابه ونفعه إلى الوالدين بعد الممات .
واختتم محاضرته القيمة بدعاء الله عز وجل أن يصلح الآباء والأمهات وأن ينفع بصلاحهم الأبناء والبنات وأن يوفق الجميع للخير في الدنيا وبعد الممات .
وقام بعد المحاضرة الشيخ عبد الله المطلق بالرد على أسئلة الحضور واستفساراتهم الشرعية وقد أجاد وأفاد وبين كثيرا من المسائل والأحكام بأسلوبه العلمي المميز فمن تلك المسائل مسألة الخلاف الحاصل حول هدم المساجد الغير مرخصة من الدولة فبين بأن هذا الأمر لا يحق للمفتي أن يفتي فيه لأنه حصل فيه نزاع والحكم فيها سيؤثر على أحد الأطراف بل يجب أن يرفع الأمر للقضاء العادل ليحكم فيه .
كما ذكر الشيخ في معرض إجابته على بعض الأسئلة أنه يجوز ان يستخدم الدعاة الأناشيد والدراما والتمثيل وغيرها بضوابطها الشرعية لتكون بديلا ناجحا تستفيد منه القنوات الدينية لمواجهة قنوات الفساد والتي أصبحت تتخطف الشباب والشابات .
ثم وجه نصيحة غالية لكل المرشحين الإسلاميين والذين يخوضون الانتخابات الحالية بضرورة التكاتف والتعاون خصوصا وأن الجماعات الأخرى تتكاتف وتتعاون فيما بينها على أن يكون رائدهم الإصلاح وقائدهم التسامح والإخاء مؤكدا على أن الكويت بلد الخير والعطاء فعلى الجميع ان يصونوا سيادتها وأن يحافظوا على استقرارها وأمنها قال تعالى : (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) .
وتوجه بعد ذلك الشيخ نبيل العوضي بالشكر الجزيل للشيخ عبد الله المطلق وإلى إدارة الثقافة الإسلامية وإلى القائمين على مشروع رياض الجنة .
كما بشر محبي العلم الشرعي بأنه ستقام في الصيف بإذن الله أكبر دورة علمية شرعية ستقيمها مبرة طريق الإيمان بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية وسيشارك فيها كبار العلماء بتنظيم رائع ومتقن يجري الأعداد لها الآن .
كما أعلن مدير مشروع رياض الجنة الشيخ وليد الكندري بأن المحاضرة القادمة سيحاضر فيها القارئ فهد الكندري وستكون في مسجد جابر العلي في منطقة الشهداء بعد صلاة المغرب.
تعليقات