افتتاحية الدار تستنكر دفاع نواب سابقين عن الطاحوس وصف انذاراته بأنها تعبير عن حرية الرأي التي كفلها الدستور
زاوية الكتابكتب إبريل 10, 2009, منتصف الليل 416 مشاهدات 0
افتتـاحيــــــة
قضية الكويت.. وظاهرة الطاحوس!
أنذر المرشح خالد الطاحوس في كلمة علنية وزارة الداخلية ومن ورائها الحكومة، بعدم تنفيذ القانون لمنع الانتخابات الفرعية، والا فان «المجاميع» البشرية سوف تنزل على الارض في كل مناطق الكويت، وقد ترتفع الجثث فوق الجثث..
ولقد كان طبيعيا ان تحيل وزارة الداخلية مطلق هذه التهديدات الى التحقيق كي يعرف الكويتيون ما اذا كانت انذاراته بالويل والثبور مرتكزة الى استراتيجية يتبناها حزب او فريق مستور، او انها مجرد فقاعات هواء انفلت بها لسان المرشح المذكور..بمثل ما هو عادي ان يتم تفتيش منزله ومكتبه واماكن تواجده بحثا عن سلاح أو وثائق..
كما انه من المحتمل ان يظهر التحقيق ان مواقف التحدي هذه باثارة البلبلة والشغب صدرت عن شخص يمكن وضعه تحت تصنيف.. ليس عليه حرج!.
لكن ليس من الطبيعي ولا من المحتمل أن ينبري نواب سابقون وسياسيون مخضرمون عاشوا الحياة البرلمانية سنوات طويلة وخبروها وأدركوا كنهها ومؤداها، للدفاع عن الطاحوس ووصف انذاراته بانها تعبر عن حرية الرأي التي كفلها الدستور.. فهل يكفل الدستور من يعمل على الاطاحة به؟ أو من يضرب بالقوانين عرض الحائط؟ أو من يهدد بتقويض النظام واستخدام وسائل غير ديمقراطية؟
واذا صنفنا التهديدات بالتخريب والقتل وتكديس الجثث وتسليح «المجاميع» البشرية وتحضيرها للمواجهة بأنها تندرج تحت عنوان الحريات، فلماذا لانكمل السلسلة نحو الانذار بالسرقة والنصب والاغتصاب وانتهاك المحرمات؟..
لقد أسقطت قضية الطاحوس أقنعة كثيرة، أقلها أن البعض ممن تخفى وراء ستار الديمقراطية ردحا من الزمن انما كان يمارس النفاق على الناس بشأن التزامه بالقانون والدستور ودولة المؤسسات، لان مقياسه لهذه القيم المجتمعية هو بمقدار ما تخدم مصالحه الخاصة.. ولان الوطن عنده مختصر الى حدود منطقته، وجماعته، وقبيلته، وصولا الى شخصه فقط.. ولان النظام بالنسبة اليه هو مجرد ورقة يصونها اذا استفاد منها، ويدوس عليها لقاء بضعة اصوات انتخابية.. ولأن الهوية الوطنية بكل ما تعنيه من حقوق وواجبات وانتماء للجماعة، هي رقم في بورصة سياسية يتحرك حسب المؤشر!
وفي كل الاحوال، فان قضية الطاحوس طرحت السؤال المهم: ماذا تنتظر الدولة بعد، بعدما تجرأ على هيبتها من تجرأ، لتثبت للجميع أن أركان الوطن وثوابته ونظمه التي ارتضاها الكويتيون، هي أقوى من المشاغبين، وأكبر من المصلحيين، وأمنع من دعاة الفوضى والتخريب؟..
لقد آن الأوان ليعرف المغردون خارج السرب، أن الكويت.. وحدها على حق!..
تعليقات