دهيران أبا الخيل ينعى مجلس الأمة

زاوية الكتاب

كتب 633 مشاهدات 0


على الطريق إلى جنات الخلد يا مجلس! كان رمزا للطموح ومثالا أعلى لكل من يريد الوصول للقمة, بل ان ديوانه كان ملتقى لكل رجالات البلد الذين يأتونه من كل حدب وصوب, يلتمون عنده ويتشاورون في كل ما هو في مصلحة هذا البلد وأبنائه. قلبه يتسع لجميع مشكلات أهل الكويت واحتياجاتهم ولديه الحل لكل عائق يقف في طريقهم , بل إنه يرسم للأجيال طريقهم ومستقبلهم , ولا يرتاح باله إلا عندما يحل مشكلاتهم ويوفر طلباتهم, إنه الملجأ والملاذ لكل صاحب حاجة يجد عنده الحل فيخرج منه مسرورا ومرتاح البال. ضحى من أجل الكثيرين , وقدم لهذا الوطن أروع الانجازات, وكانت له اليد الطولى في كثير من المشاريع والقوانين التي حفظت لأبنائه كرامتهم ومستقبلهم. لم تغيره السنون ولم تتغير ملامحه, بل ظل شامخا عند الازمات التي مرت بنا يشد من أزرنا ويخفف عنا لوعات هذا الزمن وتقلباته. كان يقول لنا دائما : اجعلوا مصلحة هذا البلد نصب أعينكم, تناقشوا واختلفوا ان كان هناك اختلاف , ولكن للمصلحة العامة وليست للمصالح الضيقة, واعلموا أنها نعمة من رب العالمين, فلا ترفسوا هذه النعمة, واجعلوا همكم الأكبر الكويت, ثم الكويت ثم الكويت. ولكننا, مع الأسف الشديد , لم نصغ لهذه النصيحة بل استهنا بها, فزدات خلافاتنا وعظمت مشكلاتنا, وأصبح كل واحد منا ينظر لمصلحته الخاصة ويقدمها على مصلحة الوطن. أصبحنا لا نعي ما نقول, ولا نستمع لنصيحة ولي الأمر, ونعارض من أجل المعارضة, ونؤيد من أجل التأييد, وكأننا نسير بالريموت كنترول وصلنا إلى حالة لاتسر الصديق , وتفرح العدو, وتجعل الآخرين يكفرون بديمقراطية هكذا تكون, بل إنهم لا يريدونها ان كانت توصلهم للحالة التي وصلنا لها. أهذه هي الديمقراطية التي يتشدق بها أهل الكويت? أهذه هي الحرية التي تجعل عضو البرلمان يقول ما يشاء تحت قاعة عبد الله السالم? لا والله, إنها ليست الديمقراطية التي نريد وليست الحرية التي نحلم بها. رحمة الله عليك يامجلس الأمة, واسكنك فسيح جناته, فقد كنت رحيما بأبنائك عطوفا عليهم, قدمت لهم الشيء الكثير ولم تبخل يوما في اسداء النصيحة والرأي السليم, وحفظتنا من غدر الأيام ورسمت لنا المستقبل وكانت النتيجة أننا لم نحفظ لك هذا الجميل.
السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك