جائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة لعام 2009
عربي و دوليتُمنح للصحافي السريلانكي لاسانتا ويكريماتونج بعد وفاته
إبريل 6, 2009, منتصف الليل 463 مشاهدات 0
منحت جائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة لعام 2009 الصحافي السريلانكي، الفقيد لاسانتا ويكريماتونج، رئيس تحرير صحيفة ساندي ليدر، الذي اغتيل في 8 يناير من هذا العام. ووافق اليوم، المدير العام لليونسكو، كويشيرو ماتسورا، على هذا الاختيار الصادر عن لجنة التحكيم الخاصة بالجائزة والمؤلفة من 14 شخصا من مهنيي الصحافة من مختلف أنحاء العالم.
وفي هذا الصدد، صرَّح رئيس لجنة التحكيم، أمين مظالم الصحافة لدى مجلس الصحافة في جنوب أفريقيا، جوي اثْلولوي، قال: 'وجد أعضاء اللجنة أنفسهم مندفعين إلى خيار شبه إجماعي بفضل رجل كان مدركا بوضوح للمخاطر التي يواجهها، لكنه مع ذلك فضَّل أن يرفع صوته، حتى من وراء القبر'، مشيرا بقوله هذا إلى الافتتاحية التي نُشِرت بعد وفاته وكان قد عبَّر فيها عن الالتزام بحرية الصحافة حتى خطر الموت. وأضاف اثْلولوي: 'ويظل لاسانتا ويكريماتونج يلهم الصحافيين في شتى أرجاء العالم'.
وسيسِّلم المدير العام لليونسكو الجائزة العالمية لحرية الصحافة، أثناء احتفال يقام في 3 أيار/مايو، اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي تحتفل به اليونسكو هذه السنة في الدوحة، عاصمة قطر.
ولد لاسانتا ويكريماتونج عام 1958، وتدرب على المحاماة، وقُبِل في عضوية نقابة المحامين السريلانكية. وفيما كان يعمل كوكيل قانوني، بدأ يعمل كمراسل استطلاعي لصالح صحيفة 'صن دافاستا'.
وفي عام 1994، أسس ويكريماتونج صحيفة 'ساندي ليدر' بالاشتراك مع أخيه، وحمل بها حملة شعواء على الحرب الدائرة بين الجيش السريلانكي ومتمرِّدي التأميل.
وفي عام 2000، بعدما أغلقت الحكومة صحيفة 'ساندي ليدر'، أحرز ويكريماتونج انتصارا في المحاكمة أسفر عن إلغاء القانون الذي كان سمح للحكومة بإغلاق الصحيفة. ولكن في نوفمبر 2007، أُلحق ضرر بمبنى صحيفة ' ساندي ليدر' بإحراق متعمَّد وصفه لاسانتا بأنه كان شبه 'عملية كوماندو'.
وكان ويكريماتونج يتوقع أن يجري اغتياله، حتى إنه ذهب به التوقع إلى حد كتابة افتتاحية تُنشَر بعد وفاته. وصدرت في صحيفة 'ساندي ليدر' بتاريخ 11 يناير 2009، بعد اغتياله بثلاثة أيام. وفي هذه الافتتاحية عبَّر ويكريماتونج عن التزامه بحرية الصحافة، قال:
'لا مهنة تدعو ممارسيها إلى بذل حياتهم في سبيلها إلا مهنة القوّات المسلحة، وفي سريلانكا الصحافة. وفي غضون السنوات القليلة الماضية تزايدت الهجمات على وسائل الإعلام المستقلة. إذ إن مؤسسات الإعلام المطبوع والإلكتروني تعرَّضت للإحراق، والتفجير بالقنابل، والإغلاق، والقمع. ولقي عدد لا يُحصى من الصحافيين المضايقات والتهديد والقتل. وكان لي الشرف أن أنتمي إلى جميع هذه الفئات والآن إلى الفئة الأخيرة على وجه الخصوص'.
وفي هذه الافتتاحية تساءل ويكريماتونج: 'كثيرا ما أتساءل: لماذا إذًا نمارس هذه المهنة؟ إذ بعد كل حساب، أنا أيضا زوج، وأب لثلاثة أطفال رائعين. أنا أيضا عليّ مسؤوليات والتزامات تتجاوز مهنتي، سواء كانت المحاماة أم الصحافة. فهل تستحق المخاطرة؟ كثير من الناس يقولون لي لا (...). ولكن هناك نداء يتعالى على المهنة والسمعة والربح والأمن. إنه صوت الضمير'.
والجائزة العالمية لحرية الصحافة أنشأها المجلس التنفيذي لليونسكو في عام 1997، وصارت تُمنح كل عام لمكافأة عمل فرد أو منظمة في سبيل الدفاع عن حرية التعبير أو تعزيزها في أي مكان من العالم، ولاسيما حيث يعرِّض هذا العمل حياة الأفراد للخطر. المرشحون تقترحهم الدول أعضاء اليونسكو، والمنظمات الإقليمية أو الدولية التي تدافع عن حرية التعبير وتعمل على تعزيزها.
ومنذ إنشاء هذه الجائزة بقيمة 000 25 دولار أمريكي – بتمويل من مؤسستَيْ غيرمو كانو وأسرة أوتاوي، ومن مؤسسة JP/Politiken Newspaper LTD – تم منحها للفائزين التالية أسماؤهم: ليديا كاتشو (المكسيك، 2008)، وآنّا بوليتكوفسكايا (الاتحاد الروسي، 2007)، ومي شدياق (لبنان، 2006)، وشِنغ ييجونغ (الصين، 2005)، وراؤول ريفيرو (كوبا، 2004)، وأميرة هاس (إسرائيل، 2003)، وجوفري نياروتا (زِمبابوي، 2002)، و أُو وين تين (ميانمار، 2001)، ونزار نيّوف (سوريا، 2000)، وخيسوس ابْلانكورنيلاس (المكسيك، 1999)، وكريستينا أنيانوو (نيجيريا، 1998)، وغاو يو (الصين، 1997).
تعليقات