فارس الثقافة.. بين التكريم والتحقيق!.. بقلم خالد الطراح
زاوية الكتابكتب مايو 20, 2018, 11:48 م 3571 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة - فارس الثقافة.. بين التكريم والتحقيق!
خالد الطراح
منحت سفيرة فرنسا الصديقة لدى الكويت السيدة ماري ماسدبوي نيابة عن الحكومة الفرنسية الاخ الفاضل المهندس علي اليوحة، امين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وسام السعف الأكاديمية بدرجة فارس تكريما لدوره في دعم الثقافة في وطنه ومع بلدان العالم ايضا.
اجواء الاحتفالية كانت جميلة من حيث المناسبة وحضور مميز تقدمه الاخ الكبير الاديب عبدالعزيز السريع والأخ وليد النصف رئيس تحرير القبس، والأخت الفاضلة فارعة السقاف الى جانب اسرة فارس الثقافة علي اليوحة وعدد اخر من الجانبين الفرنسي والكويتي ودبلوماسيين ايضا، ولكنها كانت امسية مصحوبة، للأسف، بألم شديد اكبر من فرحة التكريم على الاقل لمن كان على علم مسبق بأنه بضحى نفس اليوم وهو الثلاثاء 15 – 5 – 2018، خضع امين عام المجلس الوطني علي اليوحة للتحقيق بموجب قرار النائب المنتخب وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب السيد محمد الجبري رقم 24/2018 الذي استند الى تقرير من قبل «فريق العمل المشكل بموجب القرار الاداري رقم 112 لسنة 2018 ومذكرة مستشار (قانوني) المؤرخة 28 – 4 – 2018 التي كما يبدو انه تم اعدادها بشكل لا يختلف عن مثيلاتها من مذكرات مبنية على كلام مرسل وليس على يقين قاطع في وزارة يترأسها نائب منتخب!
فليسمح لي بعض الاخوات والإخوة ممن كان لهم نصيب من صدمة قرار التحقيق بالاعتذار نيابة عنهم الى سعادة السفيرة الفرنسية على عدم القدرة على تقاسم الفرح بحفل تكريم المواطن علي اليوحة بصفته الرسمية والشخصية ايضا، فقد ساءنا ان يحال الى التحقيق امين عام المجلس الوطني بنفس يوم نشر القبس لخبر التكريم لفارس الثقافة الذي اختارته فرنسا وليس الحكومة الكويتية، ربما بسبب ان بصر بعض المستشارين والفريق المكلف كان منصبا على التكييف القانوني لتوجيه تهمة التطاول على المال العام من قبل امين عام المجلس الذي لا يملك بندا للمصروفات السرية او الاعلامية، كما هي واردة في ميزانية الوزارة والتي تتأرجح بين صلاحيات معروفة ولأهداف غير مشروعة قانونا ومحاسبيا من قبل الجهات الرقابية، لأنها ببساطة لتقديم دعم مادي نقدي لمحيط لا يعرفه إلا البعض في وزارة اعتادت على استضافة من يوجه النقد غير المباح لرموز وطنية اثناء مناسبات انتخابية، وهو موضوع سبق لي تناول تفاصيله في مقالات سابقة، ولكن يبدو ان الوزارة عازمة على التحدي، وسيتم تناول المخالفات من ناحية قانونية بموجب قانون المال العام 1/1993.
سعادة السفيرة ماري:
نعتذر بأسمائنا كمواطنين حضرنا حفل التكريم بنفس يوم التحقيق مع السيد علي اليوحة ومضي خمسة اشهر على عملك في الكويت، فقد تعودنا على هذه الصدمات من حكومة تندفع نحو تجاهل المستحقين، وهي ممارسة لها تاريخ في وزارة يترأسها وزير منتخب سبق أن وجه انتقاداً للوزارة التي يترأسها اليوم بإقامة احتفالية جلال الدين الرومي الذي يرقد جثمانه تحت التراب!
شخصياً، شكرت السيدة السفيرة الفرنسية على المبادرة الطيبة، واعتذرت لها ايضا على عدم انصاف حكومتنا للثقافة وهي ممارسة سياسية تاريخية، فالثقافة في بلدنا ليست محل اهتمام رسمي، ولكنها محل فخر واعتزاز شعبي.
شكرا لوزارة الاعلام على الاهتمام الاستثنائي الذي توليه لبعض المستشارين الوافدين، فلولا هؤلاء الخبراء لما نسبت الاتهامات الباطلة لشرفاء من بلدي وأجهضت جهود البعض الاخر!
اخيرا وليس اخرا، عميق الشكر لمن تسلح بالشجاعة والجرأة الرسمية في الوقوف مع الفارس علي اليوحة، وأملنا اكبر في التصدي للعبث لمن امتهن نسب التهم كمن يوزع ويطرز الاقمشة!
جمرة الصيف هذه السنة ستكون قاسية اعلاميا. أما رواد الثقافة وفرسانها، فهم في «صدور العارفين».
تعليقات