لم يتغير في الإعلام شيء إلا أنه صار للأسوأ.. هكذا يرى محمد السداني
زاوية الكتابكتب مايو 19, 2018, 12:12 ص 3618 مشاهدات 0
الراي
سدانيات- أنتَ مزيون...!
محمد السداني
تتداول المقاطع في وسائل التواصل الاجتماعي ولا ضابط لها، فتجد مقطعا مضحكاً يتلوه مقطعاً لمشهد مؤثر، ومن ثم تجد جزءاً من مقابلة سياسية... خليط من المنشورات يجعلك في حيرة بسبب نمط الحياة المتسارع.
ومن بين تلك المتسارعات، رأيت مقطعا لمذيعة تقول لزميلها: أنت مزيون! في حوار عادي جدا بين مذيع ومذيعة يعملان في المؤسسة نفسها في بث مستمر لمدة 12 ساعة. ولم أتخيل أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي ستشتعل انقساما بين مؤيد ومعارض لهذه الكلمة العادية. بل وتعدى الأمر حتى صرح نائب من مجلس الأمة بأنه سيحاسب المسؤولين في وزارة الإعلام إذا لم يتخذوا إجراء عقابيا مع هذه المذيعة التي قالت هذه الكلمة التي اعتبرها البعض أكثر فسادا من مناقصات الشوارع المتهالكة، وأقسى من ازدحام المرور القاتل، وأعمق من مشاكلنا في التعليم والصحة وغيرها.
ولم أستغرب أنَّ وزارة الإعلام هرعت فأوقفت المذيعة عن العمل وأحالتها على التحقيق؛ لأنَّ وزارة الإعلام بهذه الخطوة تعتقد أنَّها اتخذت إجراء رادعا ضدَّ هذه المذيعة التي هزت عرش الإعلام الحكومي! وبعيدا عن السخرية فالوزارة لم تكن لتحيل هذه المذيعة لولا وجود نائب صرح وتوعد، فالمثل الشعبي: ناس تخاف ما تستحي، ممكن أن تراه في الكثير من إجراءات الحكومة التي تفعلها إرضاء للنواب وتهدئة لوعيدهم.
عشت مقتنعا بأنَّ حكومة التكنوقراط هي حل جميل لبعض الوزارات الفنية والتي تحتاج إلى خبرات معينة تدير دفة هذه الوزارة بشكل حرفي فني مناسب، وقد أثبتت الأيام صحة كلامي، فوزارة مثل وزارة الإعلام بميزانية ضخمة ومبانٍ عملاقة وجيش من الموظفين لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون هذا حاله، إلا ولا بد أن نعلم أن هناك خللا في مكان ما.
وأعتقد أنَّ الخلل يكمن في من يرسم السياسات العامة للإعلام ولا يعرف الهدف من إعلام أطلق عليه مسمى «إعلام ودَّع واستقبل»... وإعلام البرامج التي تسبح بحمد المسؤولين والوكلاء وغيرهم ممن يطلب رضاهم. فهل يعقل أننا في العام 2018 وما زلنا نرى برامج تلفزيونية بنمط الخمسينيات؟ وهل يعقل أن نستمع لبرامج الراديو بنفس نمط برامج القرن الأول؟
باختصار لم يتغير في الإعلام شيء إلا أنه صار للأسوأ، فالرعيل الأول قدَّم أساسا صلبا بنيت عليه الكثير من المدارس الإعلامية، والتي جعلت الكويت في الصدارة على مستوى الخليج والعرب والمنطقة. ولم يأتِ هذا من فراغ، بل أتى عندما وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، فلنعد تفكيرنا مرة أخرى في مجال الإعلام ونحاول أن نستعيد أمجاد الماضي ليس شفقة وتحسرا، بل نعيد هذا المجد محاكاة وإبداعا وتميزا.
خارج النص:
- أتمنى من مسؤولي وزارة التربية مراجعة موقفهم من دوام المعلمين، فبعد الانتهاء من لجان الاختبارات نحتاج تفسيرا واحدا لوجود المعلمين في المدارس! فمن باب توفير الازدحام والكهرباء والماء والمشاكل، فلتبدأ العطلة الصيفية بتاريخ قريب وننتهي من هذه المعاناة التي لا منطق فيها.
تعليقات