مسخرة «الفاشينستا».. بقلم صلاح العتيقي
زاوية الكتابكتب إبريل 20, 2018, 11:56 م 606 مشاهدات 0
القبس
مسخرة «الفاشينستا»
د. صلاح العتيقي
لقد جُبلت الفتاة الكويتية، منذ نشأة البلد، على الخلق القويم والعفة والستر، ولم تكن تعرض جسمها لكل من يريد الفرجة أو لكل منحرف أخلاقياً يريد استغلالها كسلعة.
إنني استغرب لماذا لا نقلّد الغرب في الأعمال المثمرة والمنتجة التي تعود علينا بالمنفعة بدلاً من تقليد أسوأ ما أنتجته الحضارة الغربية!
اعترف بأن التركيبة السكانية قد تغيّرت كثيراً في السنوات الأخيرة ودخل علينا أقوام لهم عادات وتقاليد وديانات منفتحة للآخر. لست من مناصري النائب محمد هايف في اقتراحاته، ولكني أؤيده في هذا الجانب الأخلاقي بوجوب وضع قواعد للإعلانات التي يقوم بها الأفراد في حساباتهم، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بهدف مراعاة التوازن بين مصلحة المجتمع وثوابته الشرعية، فنحن أولاً وأخيراً مسلمون حريصون على أن تمتاز بناتنا بالعفة والشرف، وفي الوقت نفسه خائفون على أجيالنا القادمة التي أصبحت تقلد هذه النماذج المشوّهة، فالجمال ليس بهرجة إعلامية وتعرياً ووضع أطنان من الأصباغ والألوان بهدف الترويج لأنفسهم ولبضاعتهم بأسلوب مخالف للقانون والآداب والنظام العام، بل إنه مخالف للدستور في مواده التاسعة والعاشرة التي تنص على حماية النشء من الاستغلال وتقيه الاهمال الأدبي والجسماني والروحي.. كما ينص على أن الأسرة قوامها الدين والأخلاق.
إن الاصابع الملونة بــ«المانكير» لا تصلح للإنتاج والفساتين المفتوحة لا تصنع نجماً، إن العمل الجاد هو الذي يصنع النجوم. سأل المذيع في إحدى القنوات الفضائية إحداهن: لماذا تسلكين هذا الطريق؟ قالت في معرض إجابتها أريد أن أصبح شيئاً.. يا إلهي! إنها أشياء كثيرة، ولكنها تحرص أن تكون الإطار وليس الصورة، بل الخيال وليس الواقع، باستطاعتك يا سيدتي ان تكوني شيئاً عظيماً بشرط ألا تنسي أنك امرأة لها رسالة عظيمة في هذه الحياة. أجمل امرأة في العالم هي المرأة الطبيعية التي تستطيع أن تحسب سنين عمرها من منظرها، وأقبحها المرأة المصطنعة فهي كحائط الديكور الذي يخفي خلفه التشوهات، كثير من النساء بلغن السبعين من العمر ولا يزلن جميلات؛ لأنهن لم يكثرن من الأصباغ الكيماوية على وجوههن.
للعلم فقط، بالأمس القريب حكمت محكمة الأسرة بنزع الحضانة عن إحدى الفاشينستات، وذلك لكثرة سفرها وتركها أبنائها وحدهم.
يجب على أولياء الأمور ضبط سلوك أبنائهم وبناتهم، كما يجب على الدولة وضع أطر السلوك القويم، لعل وعسى.
* * *
تابعت ردود الأفعال الغاضبة التي أثارتها خطبة الجمعة، لذلك رجعت إلى الخطبة الأساسية من موقع وزارة الأوقاف، وبعد قراءتها بإمعان، اكتشفت انها لم تسئ إلى المرأة، حيث إنها حذّرت من الإلحاد والتشكيك في الدين؛ ونحن نتفق معها في ذلك كمسلمين، وكذلك تحذيراتها من قانون الجذب السيئ الصيت، أمّا عن المرأة وانحلالها والطعن بغير المحجبات فلم ترد في هذه الخطبة. ولا أعلم، لِم هذه الضجة؟!
تعليقات