من استلب الهوية ومن استبدلها هو من «جنَّس»، وليس من تجنّس.. بوجهة نظر عبد اللطيف الدعيج
زاوية الكتابكتب إبريل 18, 2018, 11:47 م 602 مشاهدات 0
القبس
لوموا مَن جنَّس
عبد اللطيف الدعيج
يتباكى «أهل الكويت» على الهوية الكويتية وعلى الأصالة الوطنية اللتين اندثرتا أو طُمستا بفعل عامل التجنيس. وهذه الأيام يتفنن أهل الكويت في متابعة وملاحقة قضايا التزوير في الجنسية، وفي إعادة نشر ما يتعلق بهذه القضايا من أخبار.
التزوير في الجنسية أو في الجواز أو في أي وثيقة أخرى أمر عادي جدّاً. ويجري في كل زمان ومكان. وتشهده كل المجتمعات، اللصوص ورجال المافيا يُزوِّرون، الجواسيس وعملاء الدول الاخرى لديهم عشرات الوثائق المزوَّرة. ومن يخالفون من المواطنين يضطرون أحيانا إلى تزوير وثائق القيادة أو غيرها. التزوير ليس شيئاً جديداً ولا هو بكارثة. ويجب ألا يصور كذلك. ربما يبدو الأمر عندنا مبالغاً فيه بسبب «فساد» الجهاز الإداري للدولة وضعف الانتماء الوطني أيضا الذي يساعد على ارتكاب هكذا جرائم، لكن الأمر ليس بظاهرة خطيرة تهدد الأمن الوطني، كما يحاول جاهداً أن يصوّر البعض.
مرة أخرى.. لا التجنيس ولا حتى التزوير استلب أو غيَّر الهوية الوطنية الكويتية. من استلب الهوية ومن استبدلها هو من «جنَّس»، وليس من تجنّس. الذي جنَّس لأسباب سياسية سعى كما بيّنا مرات ومرات إلى «أدْينة» المجتمع منذ حل مجلس 1976. وهو من سعى إلى طمس الهوية الكويتية وإلى تحويل المجتمع المدني الكويتي إلى مجتمع بدائي ديني. وهو من أعاد إلى حد ما بثقافة وتقاليد وعادات المجتمع الانفتاحي المدني الكويتي، أعاد هذه الثقافة إلى العصور الوسطى.
المتجنس لم يطمس أو يغيّر مجتمع الستينات والعصر الذهبي للكويت في بداية السبعينات. بل مَن منع الفرح وألغى الرقص وحرّم الأغاني وفرض على الكويتيين فرضاً متابعة المسلسلات الدينية والبدوية.
المتجنّس لم يمنع الكتب الثقافية ولم يفرض على أبنائنا في المدارس ثقافة المتشدد حسن البنا وابن تيمية. المتجنِّس لم يمنعنا من الاختلاط ولم يغلق الشواطئ في وجه الناس.
المتجنّس لم يفعل أياً من ذلك.. من فعل ذلك أيها السادة أو يا «أهل الكويت» هو من «جنّس».
فكفوا عن خداع أنفسكم، والتنكر لمبادئكم ونظم وقوانين الرعيل الأول. وكفوا بالدرجة الأساسية عن لوم عباد الله ولوموا شياطينه.
تعليقات