خالد الطراح يكتب.. التميز بإحسان النية!
زاوية الكتابكتب إبريل 9, 2018, 11:55 م 811 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة- التميز بإحسان النية!
خالد الطراح
لم أعرف أن ثمة علاقة بإحسان النية مع التميز المؤسسي والاستراتيجي، إلا حين قرأت كلمة وكيل وزارة الأوقاف، فريد عمادي، اثناء ملتقى التميز المؤسسي، الذي نظمته الوزارة في 11 ــ 2 ــ 2018، حيث ذكر السيد الوكيل «أن التميز سبيل الريادة، ولا تميز ولا ريادة إلا بالإتقان، وهذا له مراحل استراتيجية وخططية وأول ذلك إحسان النية».
لست مرجعاً في علوم الإدارة والاستراتيجيات، ولكن من واقع خبرة عمل في مجالات مختلفة والتعامل مع جهات استشارية ومتابعة ما ينشر من دراسات علمية على صعيد التطوير الإداري والعمل المؤسسي، لم أقرأ إطلاقاً أن من شروط التميز الاستراتيجي توافر «إحسان النية»، كما ورد في كلمة وكيل الوزارة!
ربما طبيعة عمل وزارة الأوقاف تفرض واقع «إحسان النية» حتى في العمل الاستراتيجي، وهو ما يستوجب ديوان الخدمة المدنية إضافة معايير جديدة في تقييم الموظفين على أساس إحسان النية للموظف المتميز في أدائه، وسوء الظن في تقييم الموظف الضعيف!
«إحسان النية» في التميز المؤسسي وردا بخصوص «تطبيق وزارة الأوقاف للنموذج الأوروبي العالمي في التميز»، وهو ما دفعني إلى الظن بأن ثمة خطأ ربما مطبعي، وأن المقصود تطبيق نموذج خيري أو دعوي في التميز وليس أوروبياً، حيث لا يوجد في قاموس العمل الأوروبي ما يشترط إحسان النية!
تطبق دول الاتحاد الأوروبي معايير التميز المؤسسي الصادرة من المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة، والمعروفة اختصارا EFQM على أساس معايير غاب ذكرها في حديث وكيل وزارة الأوقاف، منها:
1 ــ القيادة عبر أنظمة تطوير الرؤية والرسالة، وتجسيد مفاهيم تطبيقات التميز، ودعم تحفيز العاملين والتحسين المستمر لأنظمة العمل.
2 ــ تطوير السياسات ومؤشرات الأداء وتطبيقها لتحسين الأداء.
3 ــ الاستغلال المهني الصحيح للمهارات في بيئة العمل وتطوير خطط التدريب بشكل مستمر.
4 ــ تنفيذ الخطط المنهجية والاستراتيجية بعيداً عن الاجتهادات الفردية.
5 ــ قياس أداء القيادات والموظفين على أساس جودة الخدمة والإنجاز.
6 ــ التفاعل والتناغم مع المسؤولية الاجتماعية.
تطوير العمل على أساس نماذج أجنبية مبادرة مهنية سليمة، ولكنها تتضارب مع قانون الخدمة المدنية ولوائح العمل الحكومية، ولا أظن أن الدكتور فهد العفاسي، وزير الأوقاف، وهو مستشار سابق في إدارة الفتوى والتشريع، ليس على علم بهذه التفاصيل.
من الأجدر أن يكلف ديوان الخدمة المدنية بتطوير لوائحه وقوانينه، وكذلك الأجهزة الحكومية على أساس النموذج الأوروبي أو غيره قبل وزارة الأوقاف، تفاديا للدخول بمفردات لا علاقة لها بالعمل المؤسسي والتميز كإحسان النية!
ينبغي على الوزارة إحسان النية في النساء غير المحجبات حتى تتميز في نهجها وعملها.
تعليقات