عبد اللطيف الدعيج يكتب.. ملاحظات سائح
زاوية الكتابكتب إبريل 7, 2018, 11:35 م 921 مشاهدات 0
لقبس
ملاحظات سائح
عبد اللطيف الدعيج
أنا طبعاً أقضي عشرة أيام إلى أسبوعين في الكويت كل عام. وعادة تنحصر علاقتي أو رؤيتي للكويت بشكل عام بـ«الشيراتون» والقبس ومنازل الأهل والاقارب. هذه السنة الأمر اختلف قليلاً. فأنا بالأساس حضرت لتجديد الجواز أو بالأحرى للتبصيم. كما أنني زرت بعض المستشفيات من أجل الفحوص والتحاليل الطبية. هذا إضافة إلى أن هناك من أصر على أن الكويت تغيرت وأن علي زيارة الظواهر الجديدة مثل مركز جابر وحديقة الشهيد.
هذا وفر لي بعض الملاحظات الجديدة والغريبة أيضا. اول ملاحظة هي أنني لم أجد موظفين ذكوراً في الإدارات الحكومية التي اضطررت إلى التعامل معها. أغلب العاملين هن من النساء وأغلبهن مبرقعات ومحجبات. في البنوك (القطاع الخاص) الوضع مختلف أقرب الى هيمنة الإناث واختفاء البرقع واضمحلال الحجاب. البعض يدعي أن عدم وجود الموظفين الذكور يعود إلى أن اغلب الرجال يلتحقون بالسلك العسكري بينما أنا أعتقد أن الموظفين أكثر جرأة في التغيب عن العمل.
ثانياً: لفت نظري الكم الهائل للمطاعم والمقاهي ومحال العصائر والمثلجات. ليس في السالمية أو مناطق التسوق لكن في المناطق النموذجية. وداخل الجمعيات التعاونية. حسبت أكثر من خمسة عشر مطعماً ومقهى في إحدى الجمعيات. الله يرحم أيام الستينات وحتى السبعينات عندما كانت الجمعية خبازاً وصيدلية وكهربائياً مع الصحي وبس. الوالدة تقول أصبح تقليدًا ان البنات يتريقن في المطاعم والرجال يتغدون بعد الثالثة فيها. بينما عموم العائلة تتربع على العشاء.
الملاحظة الثالثة ان رواد المقاهي في النهار أو الصبح يختلفون عنهم في المساء. والقعدة مختلفة تمامًا. فرواد الصبح يتحلقون أو يواجهون جميعًا جهة معينة. عدا واحد بالطبع، هو الذي يواجهونه. الواحد هذا هو المحاضر أو المدرس. بالعربي المقاهي صباحًا تحولت الى فصول دراسية يلتقي فيها الطلبة أو الدارسون عمومًا بمعلميهم بدلاً من الصفوف الدراسية. هل يرجع هذا الى «الوناسة» البحتة أم إلى صعوبة التنقل ومواقف السيارات.. الله اعلم.
الملاحظة الأخيرة هي بروز النقاب او البرقع بشكل لافت للنظر. إذ رغم أن المحجبات قل عددهن، فإن المبرقعات زدن أو بالاحرى ظهرن بشكل اوضح. اعتقد ان السبب يعود الى ما يمكن تسميته بالانفراج الاجتماعي لدى ابناء وبنات بعض القبائل. حيث تم على ما يبدو رفع بعض القيود او التشدد على «المرأة» فبدأت نساء أبناء قبائل في الظهور في الأماكن العامة.. أو الترويحية بالذات، وبشكل خاص مركز جابر الثقافي الذي يحتل السواد «عبي ونقاب» تقريبًا %80 منه.
تعليقات