هل تتفوق الآلة على الأطباء؟.. يتسائل صلاح العتيقي
زاوية الكتابكتب إبريل 6, 2018, 11:37 م 700 مشاهدات 0
القبس
هل تتفوق الآلة على الأطباء؟
د. صلاح العتيقي
هل تتفوق الآلة على الطبيب في التشخيص والعلاج؟ وهل انتهى عصر التشخيص الإكلينيكي؟ لقد تعلمنا في كليات الطب على بروتوكولات وخطوات معينة للوصول الى تشخيص المرض يوم لم تكن هناك وسائل تشخيصية آلية، وذلك بالنظر الى المريض، أي بالملاحظة الأولية، ثم بالسؤال عن تاريخ المرض وأوقاته ومواضعه، ثم الانتقال الى الفحص اليدوي، والطرق على الجسم لمعرفة حدود الأجهزة الداخلية وأحجامها كالقلب والكبد وبقية الأجهزة، ثم استعمال السماعة إذا لزم الامر، وانتهاءً بالفحوصات الإشعاعية والمخبرية.
الآن تغيرت الحال كثيراً عما سبق، لقد حلت المناظير والقسطرة كثيرًا من الإشكالات، وساعدت على كشف ما كان يعتبر صندوقاً مغلقاً، لا نعلم ما يدور في داخله، وساعدها كثيرًا الرنين المغناطيسي وفريقه السي تي وغيره، وكذلك الفحوص النووية وغيرها.
هناك نسبة معينة لا يصل بها الطبيب الى التشخيص الصحيح، وسببها أولاً الطبيعة المعقدة للمرض، أو نقص في وصفه من قبل المريض، أو إنهاك لبعض الأطباء، كما في الخفارات، أو نتيجة لبعض الأخطاء التي يقع فيها الأطباء نتيجة لتشابه بعض الأمراض، أو لتداخلها، او عدم الخبرة والتخصص، فهل يحل ما يسمى بالذكاء الاصطناعي هذه الإشكالات، وذلك باستعمال الروبوت الذي لا يعرف التعب أو العواطف بعيدا عن التقلبات البشرية، حيث يتم ذلك عن طريق ضبط الأجهزة واستخدام بيانات المرضى وسجلاتهم للحصول على تشخيص أدق من تشخيص الطبيب؟ وهل يمكن تعليم الآلة وتعديل معالجتها بناء على هذا التعلم، لتصبح أداة تشخيص معتبرة وموثوقة؟ وهل يثق المريض بآلة قد تتعطل لسبب ما؟
لقد تمكن حديثاً باحثون يابانيون من وضع لاصق على الساعد، يقوم بقراءة جميع البيانات الحيوية الصحية ونقلها للهواتف الذكية، حيث تقوم هذه الشاشة بمقام الطبيب بالتشخيص ووضع العلاج، لا شك أن المستقبل يحمل لنا الكثير من المفاجآت.
***
عندما لم تكن الطبابة متقدمة، كان الناس يلجأون الى المجالس لعرض أمراضهم، وكل واحد يدلي بدلوه، بعضهم يصف أعشاباً للعلاج، وبعضهم يصف بعض المستحضرات اليدوية، وبعضهم ينصح بأكلة معينة، أو الامتناع عن أكل معين، والآخر يلجأ الى الكي. أما الآن بعد التقدم المذهل في وسائل التشخيص والعلاج، ومع انتشار التعليم، فقد أصبح من الضروري الاستفادة من هذه النهضة، ورغم هذا لا يزال بعض المرضى يلجأون الى الدواوين لعرض أمراضهم، ويستمعون الى النصائح المناقضة للعلم، في ما يطلق عليه بالعلاجات الشعبية من دون معرفة الجوانب المصاحبة لهذه العلاجات والأعشاب، وقد يسبب بعضها مضاعفات خطرة، وبخاصة تأثيراتها على الكلى او الكبد، او تأثيرها على المعدة والأمعاء، كتقرحات المعدة وغيرها، وقد تسبب هذه العلاجات تأخر العرض على الطبيب، مما يسبب تفاقم المرض.
كنّا في ضيافة أحد الإخوة الأفاضل في الوفرة، اشتكى أحدهم من ألم في البطن، سألته عن تاريخ المرض، فقال انه يعاني من جرثومة المعدة، وقبل أن أجيبه، تبرّع أحد الجالسين، وقال لا بد ان تستعمل الوزر أو بول الإبل، فهو شفاء لجميع الأمراض، وبما اننا ليست لدينا براهين علمية تثبت ذلك، نصحته بمراجعة طبيب الأمراض الباطنية، وعدم الالتفات الى هذه الأقاويل، فالبول عموماً من الخبائث، فالحديث مختلف عليه، نرجو من الإخوة عدم الاستماع الى طب المجالس، وليحفظكم الله من الأمراض.
تعليقات