صلاح العتيقي يكتب.. أسلحة الدول الفقيرة والصغيرة
زاوية الكتابكتب مارس 30, 2018, 11:40 م 710 مشاهدات 0
القبس
أسلحة الدول الفقيرة والصغيرة
د. صلاح العتيقي
تشعر معظم الدول بالرعب إذا سمعت أن دولة مجاورة تجري تجارب نووية أو بيولوجية أو كيميائية، لذلك قامت اسرائيل بضرب المفاعل في العراق وسوريا فما هي هذه الإمكانات التسليحية الرادعة؟
في عام ١٩٥٥ وضعت الولايات المتحدة قائمة تضم ١٥ بلداً تملك برامج للاسلحة البيولوجية، وهي: ايران وسوريا وروسيا وإسرائيل وفيتنام ومصر والعراق وكوبا والصين وكوريا الشمالية، وإذا كانت معظم هذه الدول لا تتعدى برامجها القليل من المعامل، فإن كوريا الشمالية من أخطرها، والبلاد المجاورة لها ككوريا الجنوبية تعيش في رعب، لان كوريا الشمالية لديها ٣ مصانع للاسلحة البيولوجية، اضافة الى ٧ مراكز بحثية وأشهرها «المعهد المركزي للبحوث البيولوجية» ومقره بيونغ يانغ، وقال باحثون اميركيون ان كوريا الشمالية قامت مؤخراً بتطوير اسلحتها البيولوجية وزودتها بأمراض الجمرة الخبيثة والتيفوئيد والحمى النزفية والتيفوس والحمى المالطية.
فما هذه الأسلحة؟ وهل ستصبح بديلا عن الأسلحة النووية؟
يقصد بالاسلحة البيولوجية زراعة وتنمية جميع العوامل المسببة للامراض والأوبئة، ويندرج تحتها البكتيريا والفطريات والفيروسات، ويمكن حملها على الصواريخ او الطائرات وإرسالها الى أي دولة في العالم، وخطورتها أنها من السهل استعمالها ومن الصعب اكتشافها، وتكفي كمية قليلة لقتل مئات الآلاف، فهي غير مرئيّة بالعين المجردة وعديمة الرائحة او الطعم، ويمكن نشرها في الهواء او في الطعام والماء، حيث تقوم بقتل البشر والحيوان وحتى النبات.
تقول الاحصائيات انه خلال القرن الماضي توفي اكثر من ٥٠٠ مليون شخص بسبب الأمراض المعدية بعد اطلاقها المتعمد لمسببات الأمراض والسموم، وكان معظمها من اليابانيين خلال هجماتهم على الصين في الحرب العالمية الثانية، وتقول التقارير ان اليابان قد قامت بعمل منشأة سرية بحثية بشمال شرق الصين، وقامت بتنفيذ التجارب على السجناء لرؤية مدى تأثير هذه السموم عليهم ثم اعدامهم، وفِي الحرب العالمية الثانية استعمل الألمان الجمرة الخبيثة والكوليرا.
سألني احد الإخوة ونحن نتحدث عن الأسلحة التي يمكن أو تستطيع الدول الصغيرة مثل الكويت اقتناءها، ولماذا لا يكون لنا مراكز بحثية نطور بها أسلحة بيولوجية كوسائل ردع لكل من تسول له نفسه الاعتداء علينا؟ ورغم وجاهة الفكرة فإن هذه الأسلحة محرمة دولياً وإنسانيا واخلاقياً ودينياً، ولكن السؤال جدير بالاهتمام.
تعليقات