القوى الحية في المجتمع بدأت الحراك.. بوجهة نظر عبد اللطيف الدعيج
زاوية الكتابكتب مارس 27, 2018, 11:50 م 790 مشاهدات 0
القبس
الحراك مستمر
عبد اللطيف الدعيج
قبل أيام كتبت ان «الحراك» قد بدأ، أي حراك القوى الانفتاحية والحية وانتفاضتها ضد التحجر والتشدد والكبت. نلاحظ منذ مدة حركة بطيئة، ولكنها حثيثة إلى الأمام، سواء من جانب السلطة التي تخلت في بعض الأحيان عن تعنتها في تطبيق النواهي والزواجر الاجتماعية، أو من جانب القوى الحية في المجتمع، التي أخذت في التململ وفي التمرد على الأصولية والارتداد أو ما سمي زوراً وبهتاناً بـ«الصحوة» الإسلامية.
القوى الحية في المجتمع بدأت الحراك، سواء عبر عمليات نزع الحجاب التي لفتت أنظار الكثيرين أو عبر انتصارها الدؤوب في الآونة الأخيرة للحريات ولحقوق الناس في التعبير عن آرائهم، أو في الشجاعة التي أظهرها بعض الأفراد ــ حالياً البنات ــ في التصدي للهيمنة والاستبداد الرجعي، والتمرد العلني على المعتقدات القديمة والسقيمة، مثل الفتاة التي تظاهرت ضد التمييز والحجر الممارس ضد المرأة، الذي تمثل في حرمانها من العمل، ومن السكن الخاص، لا لشيء إلا لأنها أنثى، والأخرى التي تظاهرت أمس الاول ضد شيوخ الأوقاف الذين أهانوا المواطنات وقللوا من شأنهن.
الحراك الانفتاحي أو التقدمي قد بدأ. وأتمنى أن يستمر طويلا بعفويته وصدقه، وألا تهيمن عليه أو تجيره لمصلحتها مجاميع المتزلفين والعجزة مما يسمى بالقوى الديموقراطية، الذين كان ولا يزال، وفي ظني سيبقى، ديدنهم هو مهادنة مجاميع التخلف القبلي والديني، لا لشيء إلا لأنهم يشعرون برهبة السير وحيدين في طريق النضال التقدمي الديموقراطي، لهذا يلجأون دائما وبغباء الى الاحتماء والاستعانة بالمجاميع الدينية المتخلفة في كل خطوة نضالية أو حتى سياسية يكون توجهها ضد السلطة. يشعرون منذ منتصف السبعينات وحتى الآن بالعجز عن مواجهة السلطة منفردين. لهذا ينضمون ــ ومع الأسف لا يضمون ــ الى مجاميع التخلف، ويسلمونها قيادة العمل الوطني الديموقراطي.
لهذا كان النشاط السياسي منذ التحرير، او بشكل دقيق اكثر منذ وفاة المرحوم عبد العزيز الصقر، نشاطا للمجاميع القبلية الدينية، وموجها ضد الاطراف الاصلاحية او المحايدة في السلطة لمصلحة الاطراف المعادية للنظام الديموقراطي وللانفتاح والتقدم بشكل عام. إذ فقدت الحركة الوطنية بوفاة عبد العزيز الصقر الحماية الاجتماعية العامة التي كانت تتمتع بها.
تعليقات