تحت شعار 'فرحة عربية فلسطينية'

عربي و دولي

تفاعل جماهيري كبير مع العرس الجماعي الفلسطيني في أبوظبي

902 مشاهدات 0


أبوظبي للسنة الثانية على التوالي وبحضور فاق عن الألف ومائتين شخص نظمت اللجنة الاجتماعية الفلسطينية، في أبوظبي، (البيارة) يوم الجمعة، العرس الفلسطيني، الذي تم الاحتفال به وفق التقاليد التراثية الفلسطينية الأصيلة مع إعطاء اهتمام خاص هذا العام للاحتفال بالقدس باعتبارها عاصمة الثقافة العربية للعام 2009، وتأكيدا لتشبث الفلسطينيين والعرب بالحق في أن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.
الحفل جرى برعاية سفير فلسطين لدى دولة الإمارات د. خيري العريدي، وبحضور عدد كبير من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي العرب والأجانب، ووسط تواجد إعلامي واسع لافت للفضائيات العربية ووسائل الإعلام المختلفة.
في تعليقه على الحفل قال د. العريدي إنّ هذا الاهتمام من الجالية الفلسطينية، والمؤازرة من قبل مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة وباقي الجاليات العربية دليل إدراك للمعنى الثقافي والوطني لمثل هذا الحفل، الذي يأتي في سياق وسائل النضال الفلسطيني المتنوعة للتشبث بالهوية والتراث وبالحقوق الوطنية، وقال إنّ حفل العام الماضي تمت المبادرة له في وقتها بالتزامن مع عام الهوية الوطنية في دولة الإمارات، وكان تنظيم الحفل استلهاما لفكرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وتوجيهاته بضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية، وجاءت مبادرة الجالية الفلسطينية وقتها نوعا من التناغم مع هذه التوجيهات وتأكيدا لوحدة الهوية العربية، ومن هنا أيضا انعقد حفل هذا العام تحت شعار 'فرحة عربية فلسطينية'، وقال إنّ مثل هذه الفعاليّات هي تجسيد لأهمية 'الدبلوماسية الشعبية' التي ربما يحتاجها الشعب الفلسطيني أكثر من أي شعب آخر.
بدأت الاستعدادات لحفل أمس، منذ الصباح الباكر حيث  تحول مكان الاحتفال إلى خلية نحل من قبل مجموعة كبيرة من الشباب المتطوعين لتنظيم الحفل، حيث بدأ إعداد ديكور الموقع، بإشراف المهندس عبد المعز عودة مشرف النشاط، بدءا من تعليق جدارية ضخمة على امتداد 18 مترا لمدينة القدس، حملت شعار لجنة احتفالية 'القدس عاصمة الثقافة العربية'، وشعار 'البيارة'، وجاء عرض الجدارية على مسرح ضخم على شكل هلال بحيث ضم الهلال في وسطه ثمانية كراسي لأربعة عرسان وأربع عرائس، إضافة لتزيين المسرح ومجمل المكان بألوان العلم الفلسطيني. وفي توضيحه لرمزية هذا الديكور قال عودة إنّ الهلال له رمزه المعروف إسلاميّا أمّام العدد ثمانية (عدد العرائس والعرسان)، فهو أيضا له رمزيّته القائمة على فكرة 'المثمن' في التراث المعماري الإسلامي، حيث بنيت قبة الصخرة على شكل 'ثماني' وهو الكل البارز في شعار احتفالية 'القدس عاصمة الثقافة العربية'.
ومع بداية الحفل الذي أحياه الفنان الفلسطيني نعمان الجلماوي الذي جاء من مدينة جنين الفلسطينية خصيصا لإحياء الحفل، دخل العرسان على ظهور الخيل، وفق التقليد الفلسطيني المتبع، حيث توجهوا لركن في مكان الاحتفال تم تجهيزه على شكل منزل صغير ليرمز للتقليد المتبع لذهاب العريس وأهله لاصطحاب العروس من منزلها، حيث شاهد الحضور أيضا قبل ذلك بعض طقوس الحناء الفلسطينية، ومن ثم تم زف العرسان والعرائس يرتدون الملابس التراثية الفلسطينية إلى المسرح، وتمت طقوس 'تلبيسة' العروس التي تمثل تقديم العريس للهدايا الذهبية للعروس، وسط رقصات تعبيرية تقليدية لأهل العريس.
وتفاعل الجمهور الذي لوحظ حرصه على ارتداء الزي التقليدي، حيث كان واضحا وجود الزي الوطني الإماراتي ومعه أزياء كالعراقية والمغربية إلى جانب الزي الفلسطيني الذي حرص كثير من الحضور على ارتدائه، مع  أغاني نعمان الجلماوي التي تتميز بارتجال الكثير من الكلمات والتعابير من وحي الأجواء المحيطة، فغنى معه الجمهور طويلا موجهين التحية لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، مؤكدين في الوقت ذاته على مكانة القدس لديهم، وعلى أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية، مستذكرين القائد الفلسطيني الراحل ياسر عرفات فغنوا له ولإنجازاته ومبادئه التاريخية، في أغان نوهت في الوقت ذاته باعتزاز بالمغفور له بإذن الله الشيخ زايد آل نهيان، وأياديه البيضاء في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
في نهاية الحفل أعلن عمّار الكردي رئيس اللجنة الاجتماعية الفلسطينية عن مجموعة من النشاطات المنتظرة التي تنظمها سفارة دولة فلسطين احتفاءً بالقدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009، وأهمها ندوة ثقافية يوم الثلاثاء القادم 31/3/2009م في المجمع الثقافي في أبوظبي، وحفل تراثي يوم الجمعة الموافق 17/4/2009م تؤديه فرقة وشاح للرقص الشعبي القادمة من رام الله، وذلك على خشبة المسرح الوطني في أبوظبي بالتعاون مع وزارة الثقافة الإماراتية، منوها إلى أن الدعوة عامة لهذه الأنشطة.

الآن - ابوظبي

تعليقات

اكتب تعليقك