خالد الطراح يكتب.. الوطن ليس من خزف

زاوية الكتاب

كتب 820 مشاهدات 0

خالد الطراح

القبس

من الذاكرة- الوطن ليس من خزف

خالد الطراح

 

حين نشرت في ديسمبر 2017 مقالا بعنوان «المسرحية.. أبطالها كثر»، تلقيت تعليقات وتساؤلات عن السبب في اللجوء الى كلمات اغنية وجدانية للفنان السعودي الراحل طلال المداح للتعبير عن وضع سياسي مختلف عن المضمون الغزلي للأغنية، وكانت اجابتي ان ثقل الوضع السياسي العام بات يجثم على الصدور في كل مكان وزمان، لذا تحولت اغنية «المسرحية» بالنسبة لي الى متنفس جديد يترجم الآلام والمعاناة الوطنية!

حضر نفس الوضع بخاطري حين سمعت اغنية «المزهرية» للفنان السعودي عبادي الجوهر، الملقب باخطبوط العود، لكنني حاولت ان اصد التأثير السياسي وعدم مزجه في جوانب وجدانية، لكنني وجدت نفسي امام نفس الظروف التي قادتني الى ربط كلمات المسرحية والمزهرية!

فعلا الوطن ليس من «خزف» ولا نقوى على «الصمت» حين نشعر اننا اصبحنا اغرابا في وطننا، فهي «رحلة حزينة للأسف»!

لعل كلمات «المزهرية» تعبر بشكل اكثر وضوحا عن الضمور السياسي حين نستبدل جانبا معقدا ماثلا امامنا منذ سنوات بالجانب الوجداني!

لا انتي وردة .. ولا قلبي مزهرية من خزف

صدفة وحدة جمعتنا .. شوفي وشلون الصدف

التقينا في مدينة .. وفرقتنا الف ميناء

اغفري للريح .. والموج .. والسفينة

كانت الرحلة حزينة .. للأسف

كنت أحلم لما ناديتك بسافر

مع عيونك في شعاع الفجر باكر

والله اعلم إني صادق

كنت أحلم إني عاشق

لا أخاف ولا أضيع.. ولا أفارق

ويش اقول غير إني آسف ويش اقول

انا خانتني العواصف والفصول

آه .. يا تعب المسافر

في أراضي الجرح وفي بحر المحاجر

ما لهذا الحزن آخر .. او لهذا الجرح آخر

يا شمسي الأخيرة .. في اللحظة الأخيرة

أنا .. لي كلمة أخيرة

اغفري لي ابتسامي.. قبل جرحي

حاولي تنسي كلامي.. قبل صمتي

ولو زعلتي.. يا أعز الناس إنتي

***

نعم حلمنا كشعب ان نستكمل مسيرة الاجداد والآباء، لكن عواصف سياسية فرقتنا وجعلت الرحلة حزينة، لذا لابد ان ننشد المعذرة على التقصير من وطن اعطانا ولم يبخل علينا!

كلمتنا الاخيرة: تظل الكويت اعز واكبر من الكل وتستحق التضحية، فالكويت ليست وطنا من خزف.

كويت الدستور الذي بناه المؤسسون بتضحيات، من المستحيل تجاوزها او تناسيها حتى لو الفساد والإفساد كانا ماردين، فمثلما قامت الكويت بسواعد رجالات هزموا امواجا عاتية ستظل الكويت وطنا يجمعنا لا يفرقنا مهما كانت الفصول مؤلمة ورحلتنا حزينة!

نعتذر للكويت الوطن، ونتعهد بمواصلة رحلة المؤسسين بصحبة جيل اليوم والمستقبل الواعد.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك