الكراهية والتطرف... وجهان لعملة واحدة.. بوجهة نظر عبد العزيز الكندري
زاوية الكتابكتب مارس 21, 2018, 11:46 م 816 مشاهدات 0
الراي
ربيع الكلمات-الكراهية والتطرف... وجهان لعملة واحدة
عبد العزيز الكندري
لا شك أن الأمم المتقدمة حضارياً هي التي استفادت من تاريخها كي تعمل وتجتهد لمستقبلها، ولكنها لم تسقط أسيرة للتاريخ لتنطلق منه في كره الآخر والبحث عن الثارات والثأر حتى لا تكون أسيرة لخطاب الكراهية والتطرف، لأن من يأسره التاريخ من دون النظر بعين ناقدة فاحصة كاشفة سيكون كمن يدخل كهوفا ومناجم مظلمة من دون ضوء، تحي جروح الماضي من دون الدخول في بوابة المستقبل التي لن ترحم من لا يحترمها.
ما حدث وما زال يحدث في العالم العربي هو جنون وفوق المعقول، المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والفساد كأنه مولود في العالم العربي، حجم القتلى الهائل وكأننا في حرب عالمية غير منتهية أول حرب ثالثة، أصبح العالم العربي مسرح لتجربة كل الأسلحة المنتهية الصلاحية والجديدة في الوقت نفسه على رؤوس العرب، طائرات تقصف جاءت من كل مكان، مصير دول عربية تحدده دول غير عربية كما هو الحال في سورية.
نسمع خطاب الكراهية المنتشر، والبعض يعيشون كارهين مكروهين متطرفين، ملايين اللاجئين المتدفقة إلى جنة الغرب بحثاً عن حياة كريمة، نشاهد قتل الأبرياء باسم الاسلام ودولة الاسلام وبعد القتل نسمع «الله أكبر»! نشاهد الثأر والثارات والمسالخ لدرجة أننا أصبحنا لا نطيق حتى الذي يتشابه معنا إلى حد التطابق.
ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مليئة بصورة اجرام المتطرفين بخصومهم السياسيين أو العسكريين، درجة غير عادية من التوحش والسادية والعنف على حد سواء. لدينا وسائل إعلام مريضة أجيرة تكرس القطيعة والفرقة فقدت روح المنافسة فأصبحت لا تحترم عقل المشاهد.
إذن كيف يتكون الفكر المتطرف؟
الفكر الاجرامي السادي المتطرف يتشكل في الفراغ وفشل الدولة في ذوبان أفرادها بالدولة الوطنية، وفقدان الثقة فيها من قبل المواطنين، وخير مثال نشأة فكر مثل «داعش» وهو نتيجة سنوات من الظلمة والظلام والكوارث في البلدان المنكوبة، ومع الأسف أنها المجتمعات نفسها التي يبحر أبناؤها بقوارب الموت بحثاً عن الحياة والعيشة الكريمة.
إن أفضل بيئة لصناعة التطرف وتغذية تيارات مثل «داعش» في عالمنا العربي هي هذه الأمور، البطالة، الجهل، وسوء التعليم، عدم وجود وظائف حقيقية والحروب الطائفية والقتل على الهوية.
ومعظم هذه الحركات المتوحشة جاءت من بيئات استبدادية ونتيجة عنف الأنظمة لسنوات طويلة وليست وليدة اليوم والليلة، وهي حركات آنية زائلة بسبب وقوفها ضد روح العصر والمدنية والتسامح وتقبل الطرف الآخر وضد الإنسانية.
يجب فتح الآفاق أمام الشباب العربي، حتى لا يشعر بالإقصاء والتهميش، نعم فتح آمال الحياة والبحث عن الأمل الذي يتصورونه في أذهانهم، ولا أجمل وأفضل من نشر ثقافة التسامح بين كل المكونات المختلفة.
تعليقات