من دون تحديد دقيق للفساد ووضع الاصابع على اماكن هذا الفساد فان المكافحة المزعومة ستبقى ذرا للرماد في العيون.. برأي عبد اللطيف الدعيج
زاوية الكتابكتب مارس 17, 2018, 11:47 م 706 مشاهدات 0
القبس
للمرة العاشرة.. وين الفساد؟!
عبد اللطيف الدعيج
السيد رئيس الحكومة يأمر بمكافحة الفساد. هذا يعني ان السيد الرئيس يقر بوجود الفساد.. بل ويعلم ما هو واين اماكنه. انا شخصيا لا اعلم ما هو الفساد الذي يتحدث الجميع عنه. لا ماهيته ولا لدي فكرة عن أبطاله او ضحاياه.
المنظمة التي صكت رؤوسنا بتقارير الفساد، وحرصت على تأكيد تدني مكافحة الكويت له او ارتفاع ما يسمى بـ«مؤشراته». لم «تؤشر» لنا على هذه المؤشرات، ولم تشرح لنا كيف قاست وكيف حددت النسب المزعومة واين؟ رئيس الحكومة بدلا من ان يَنضم الى الزفة ويطمئن الى التقارير المزعومة، كان عليه ان يطالب المنظمة المعنية بتفاصيل دراساتها وبيانات عن مؤشراتها طالما انها، كما الزعم، ترصد وتراقب وتعرف اين وما هو الفساد.
صار لنا سنوات وعقود ونحن نحامي عن المال العام، او بشكل ادق ندعي انه يسرق، وان الحرامية منتشرون وشغالون على عينك يا تاجر. مع هذا لم يمسك احد ولم يتم الكشف عن اي سرقة. والقضية الوحيدة التي تم الكشف عنها هي اختلاسات مؤسسة التأمينات التي بالصدفة ليست مالا عاما بل ملكية خاصة للمنتسبين من موظفي وعمال دولة الكويت. ولما ملّ النواطير من حراسة الاوهام والتحذير من المجهول لجأوا هذه الايام الى دعاوى محاربة الفساد وتحميل الفاسدين مسؤولية العجز التجاري الذي نواجه والانحسار في الرفاه الذي يتهدد المجتمع الكويتي.
ولن تكون مفاجأة لأحد ان امضينا عقودا اخرى قادمة ونحن نطارد المجهول، ونتصدى للاشباح والاوهام، بينما نغرق اكثر واكثر في الازمات، وتلعب بنا وبمستقبلنا الاخطار الحقيقية.
كلنا نريد الانضمام الى السيد رئيس الحكومة والى جمعية الشفافية، والى كل المعنيين بمكافحة الفساد. لكننا نريد ان نعرف اولا ماذا ومن وما سنكافح. ونريد ان نعرف كيف وما الاسلحة التي ستلزمنا او ستتوفر لنا لهذه المكافحة الوطنية الملحة.. فهل يتكرم احد ويدلنا على اولى خطوات المكافحة؟!
من دون تحديد دقيق للفساد، ومن دون وضع الاصابع على اماكن هذا الفساد، ومن دون الاشارة الحقيقية الى ضحاياه وابطاله فان المكافحة المزعومة للفساد ستبقى ذرا للرماد في العيون، وتغطية مقصودة عن العجز وعن الاحتضان الذي يمارسه الجميع لهذا الفساد.
تعليقات