مبارك الدويلة يكتب.. حقوق المرأة بين الإسلام والليبرالية

زاوية الكتاب

كتب 1144 مشاهدات 0

مبارك فهد الدويلة

القبس

حصاد السنين- حقوق المرأة بين الإسلام والليبرالية

مبارك الدويلة

 

 

‏ما زال الجدل مستمراً بين التيار الإسلامي والتيار الليبرالي في الكويت حول قضايا رئيسية مرتبطة بالحياة العامة للناس ويومياتهم، فالتيار الليبرالي يرى في التطور الاجتماعي والمعيشي للناس ضرورة للتغيير في أخلاقهم وسلوكهم، وهو ما يسميه بالانفتاح، فتجده يطالب بتغيير العادات والتقاليد انسجاماً مع التقدم والتطور الحاصل في التكنولوجيا والعلوم، والذي انعكس على نوع المسكن والملبس ووسائل النقل ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي! في المقابل، يرى التيار الإسلامي أن التطور العلمي لا يستدعي بالضرورة تغيير السلوك والعادات، بل يرى أن هناك ثوابت أخلاقية يجب تحصينها من أن يمسها التغيير، خصوصاً أن هذه الحصانة لا تتعارض مع التقدم الحاصل في المرافق العامة للحياة اليومية!

التيار الليبرالي يصور للناس أن التطور الحقيقي والحضاري مرتبط بمدى تحرر المرأة من قيودها الاجتماعية، وان التزام المرأة الشرعي شكل من أشكال التخلف، ويعتبر الحياة الغربية هي قبلته في هذه المطالبة.. التيار الإسلامي يرى أن التطور الحقيقي يكمن في السلوك الإنساني الراقي واحترام الذوق العام، وأن التزام المرأة الديني لا يعيق هذا النوع من التطور.

التيار الليبرالي يحرص على أن تتمرد المرأة على التقاليد وضوابط السلوك، ويحرص على توفير البيئة المناسبة والمشجعة لهذا التمرد، فيوفر لها الأنشطة والبرامج التي تمارس فيها ذلك بكامل حريتها، وليس للأحكام الشرعية أي اعتبار في منظوره، كما أنه مستعد لتسخير كل إمكاناته المتاحة لتحقيق هذه الأجواء، ولا أدل على ذلك من قرار بورصة الكويت الاحتفال بيوم المرأة العالمي في تظاهرة ليس لها علاقة بعمل البورصة لكنها الرغبة في استغلال كل منبر متاح لمحاولة كسر حاجز الحياء عند المرأة وتمردها على تقاليدها!

الغريب في هذه القضية أن الهدف المعلن لهذه السياسة الليبرالية هو نشر الفرح والبسمة، وأن خصومهم هم أعداء الفرح، كما صرحت بذلك إحدى النائبات، ولا يتورعون عن الفجور مع خصومهم ونعتهم بأقسى العبارات ولو كانوا زملاء لهم في مجلس الأمة؛ كذلك النائب الذي قال عنهم إنهم أبواق لـ «داعش» والإرهاب! بينما قبلها بيوم كان يعلن للصحافيين أنه سيقدم اقتراحاً بقانون للعفو عن إرهابيي خلية العبدلي! والآخر الذي نعت زميلاً له بأنه «معارض الغفلة»! أما ثالثهم فأطلق عليهم «كفار الحرية»!

التيار الإسلامي يرى أن للمرأة في المجتمع دوراً مهماً يتجاوز اعتبارها عنصراً للمتعة والفرفشة والفرح كما يراها الليبراليون! ولكي تمارس هذا الدور لا بد من تحصينها من دعاة الانحراف والمجون الذين لا يرون في المرأة إلا أنها متاع ولذة، والدليل على ذلك طريقة استعمالها كعنصر لتسويق البضائع! انظروا كيف احتفل الليبراليون بيوم المرأة؛ حفلات غنائية وترفيهية ليس للمرأة فيها دور إلا الحضور بكامل زينتها بين الرجال، وكم من إهانات تتعرض لها المرأة في هذا النوع من المناشط!

***

إذا صحت معلومة أن إحدى الممثلات أجرت مقابلة مع إحدى المأجورات على أنها والدة «البدون» الذي أحرق نفسه بينما هي غير ذلك، فهذا تضليل للرأي العام ولمجريات التحقيق، لذلك وجب على الجهة المختصة اتخاذ إجراء سريع لوضع حد لهذه المهزلة والاستهتار في حقوق الناس!

 

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك