اكتساح العولمة ارجع الشعوب إلى أصالتها الشعرية !

 تحت عنوان ( أين اختفت القصيدة الحرة – تراجع مشروع الحداثة في الشعر الشعبي) اقيمت ندوة ألقاها الأستاذ خلف الحربي الباحث في مجال الموروث الشعبي، وقدم للندوة الأستاذ سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، معرفا السيرة الأدبية للحربي والمناصب الصحافية التي شغلها ومؤلفات الباحث في أكثر من مجال، كما أن الحربي كاتب عمود يومي في جريدة عكاظ السعودية، وقد حظيت المحاضرة بحضور جيد من المهتمين بالموضوع وعدد من الأكاديميين والباحثين.
وقالت هيئة ابوظبي للثقافة والتراث اليوم ان الندوة تمحورت حول أسباب انحسار موجة التيار الحداثي في النص الشعبي وما هي نتائج هذا الانحسار – بغض النظر عن شكل القصيدة – بل اعتمادا على المضمون وما تحمله القصيدة من تجديد شعري حقيقي حتى ضمن قوالب الشكل التقليدي العمودي .
واستشهد الحربي بعدد من الأسماء المؤثرة في الساحة الشعبية والذين فرضوا قصيدة التفعيلة على مدى عقدين من الزمان في محاولة لإثبات جدارة الشعر الحر أمثال الأمير بدر بن عبد المحسن وفهد عافت وعلي الشرقاوي وغيرهم كثيرين .
 كما استشهد بتاريخ المنطقة في شبه الجزيرة العربية وكيف أثرت الأحداث السياسية منذ السبعينيات إلى التسعينيات على الشعر الحر باعتبار تلك الفترة بحاجة ماسة إلى شعر الخطابة والحماسة التي تكاد تكون أبعد ما يمكن من الشعر الحر، وباعتبار الأخير شعر غنائي أو مقروء لا يعتمد على موسيقاه في إيصال الفكرة ولا يتسم بالحماسة أو الخطابية بل يعتمد على مداراته الشعرية وما تحلق حوله من معانٍ وصور شعرية كثيفة وتراسل في الألفاظ.
وعرج الحربي في حديثه على أحد الأسباب المهمة لخفوت نجم الشعر الحر، وهي اكتساح العولمة التي أرجعت المجتمع في شبه الجزيرة إلى الانتماءات الصغيرة كالقبيلة والأسرة والدولة، إذ يعتبر الشعر النبطي أهم ما يعبر عن هوية المجتمع الخليجي والتي تصاعدت موجتها في الآونة الأخيرة كردة فعل غير مقصودة لما هو جارف من قبل العولمة الغربية، في عودة صريحة للتصالح مع البيئة الصحراوية وما تمثله من عادات ونظم وأصالة.
وتخلل المحاضرة نقاش طويل بين المتلقين والمحاضِر اختلفت فيه الآراء واتسمت القاعة بالهدوء في الحوار استنادا إلى مبدأ ( اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية)، واختتمت الجلسة الحوارية بتسليم درع تذكاري من أكاديمية الشعر للباحث خلف الحربي وشهادة تقدير عن حضوره وإثرائه ثاني أنشطة الأكاديمية منذ انطلاقتها.