100 قتيل في قصف للنظام السوري على الغوطة الشرقية

عربي و دولي

725 مشاهدات 0


ارتفع عدد القتلى جراء الغارات والقصف المدفعي لقوات النظام السوري على الغوطة الشرقية الاثنين إلى مئة مدني، بينهم نحو عشرين طفلًا، في حصيلة يومية هي الأعلى منذ ثلاث سنوات في هذه المنطقة المحاصرة قرب دمشق، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء.

و قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس 'ارتفعت حصيلة القصف والغارات على مدن وبلدات الغوطة الشرقية الاثنين إلى مئة قتيل مدني، بينهم نحو عشرين طفلًا، في حصيلة يومية هي الأعلى في المنطقة منذ مطلع العام 2015'.

وكانت قوات النظام السوري استهدفت الاثنين بالغارات والمدافع والصواريخ منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق بعد تعزيزات عسكرية مكثفة تنُذر بهجوم وشيك على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب العاصمة. واكتظت مستشفيات الغوطة الشرقية بالمصابين وبينهم الكثير من الأطفال، في منطقة تعاني من نقص حاد في المواد والمعدات الطبية جراء الحصار المحكم الذي تفرضه قوات النظام عليها منذ 2013.

وأوقع القصف أيضاً مئات الجرحى ولا يزال الكثير من المصابين تحت أنقاض المباني المهدمة. واكتظ مستشفى في مدينة دوما بالمصابين القادمين من مدن وبلدات عدة. وشوهد طفلان يجلسان على احد اسرة المستشفى، الاول لف وجهه وعيناه بضمادات بيضاء اللون، والثاني لف جبينه بقطعة قماش.

وانهمك عدد من الممرضين في علاج طفل كان يصرخ من شدة الوجع، ولم يكن بالامكان رؤية معالم وجهه من كثرة الدماء عليه. وفي مشرحة المستشفى، شاهد مراسل فرانس برس 11 جثة ممددة على الأرض وقد لفت بأقمشة سوداء اللون.

وشهدت الغوطة الشرقية في الأسبوع الثاني من شهر فبراير الحالي وطوال أيام، تصعيداً عنيفاً تمثل بعشرات الغارات التي أودت بحياة نحو 250 مدنياً. وردت الفصائل باستهداف دمشق، موقعة أكثر من 20 مدنياً. وبعد التصعيد، ساد هدوء قطعه بين الحين والآخر قصف متبادل بين الطرفين، قبل ان يستأنف مجدداً مساء الأحد باستهداف قوات النظام الغوطة مجدداً، ما أودى بحياة 17 مدنياً.

حرب الإبادة

واتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ومقره اسطنبول، روسيا بأنها 'تريد دفن العملية السياسية' من خلال هذا التصعيد. واضاف بيان الائتلاف 'لم تكن حرب الإبادة الجماعية ولا الاعتداء الهمجي أن يقعا على أهالي الغوطة، لولا الصمت الدولي المطبق'.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن 'التصعيد الجديد يُمهد لهجوم بري لقوات النظام' بعدما استكملت تعزيزاتها العسكرية قرب الغوطة. تترافق هذه الاستعدادات مع مفاوضات 'بين قوات النظام والفصائل المعارضة' الهدف منها خروج هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) من الغوطة، وفق عبد الرحمن الذي اعتبر أن بدء الهجوم مرتبط بفشل هذه المفاوضات.

ويقتصر تواجد هيئة تحرير الشام في الغوطة على مئات المقاتلين في بعض المقار، وبشكل محدود في حي جوبر الدمشقي المحاذي لها. لكن 'جيش الإسلام'، الفصيل الاقوى في الغوطة، ينفي مشاركته في أي مفاوضات حالياً مع النظام. وقال مدير مكتبه السياسي ياسر دلوان لفرانس برس 'اذا اختار النظام الحل العسكري مرة اخرى سيرى ما يسوغه في الغوطة الشرقية'.

شارك 'جيش الاسلام' في المفاوضات برعاية روسية وايرانية وتركية التي جرت في أستانة مع قوات النظام وممثلين آخرين عن المعارضة. وأرست هذه المفاوضات مناطق 'خفض توتر' في سوريا، بينها الغوطة.

وأفاد مراسل فرانس برس مساء الاحد عن سقوط قذائف عدة على دمشق. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مقتل شخص. ويثير احتمال بدء هجوم لقوات النظام خشية لدى المدنيين في دمشق من القذائف التي تستهدفهم منذ سنوات على وقع التصعيد في ريف دمشق.

عفرين وتركيا

في شمال البلاد، تجري مفاوضات قد تؤدي إلى دخول قوات النظام إلى عفرين الواقعة تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، ما قد يغير مسار العمليات على الأرض، في ظل الهجوم التركي المستمر منذ شهر على المنطقة.

ونقلت وكالة سانا صباح الاثنين أن 'قوات شعبية ستصل الى عفرين خلال الساعات القليلة القادمة لدعم صمود أهلها في مواجهة العدوان الذي تشنه قوات النظام التركي'. إلا أن مراسل فرانس برس لم يرصد دخول أي قوات جديدة إلى عفرين، كما لم تتضح هوية تلك 'القوات الشعبية' وما سيكون دورها تحديداً.

وكانت الإدارة الذاتية الكردية في عفرين طالبت دمشق إثر بدء الهجوم التركي قبل شهر بالتدخل لحماية المنطقة عبر نشر قوات على الحدود مع تركيا. ورفض الأكراد في الوقت ذاته اقتراح روسيا والنظام بعودة مؤسسات الدولة إلى المنطقة.

إلا أن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو حذر الاثنين خلال زيارة الى عمان 'اذا كانت قوات النظام ستدخل (عفرين) لطرد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، لا مشكلة. لكن ان كانت ستدخل لحماية وحدات حماية الشعب الكردية، فلن يستطيع احد ايقافنا او ايقاف الجنود الاتراك'.

وأجرى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اتصالاً هاتفيًا بنظيره الروسي فلاديمير بوتين الاثنين ناقشا خلاله التطورات في سوريا. ونقلت وسائل اعلام تركية عن اردوغان قوله لبوتين إن أي مساعدة ستقدمها دمشق للوحدات في عفرين 'ستكون لها عواقب'.

وانسحبت القوات الحكومية السورية من المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال وشمال شرق البلاد في العام 2012، ثم أعلن الاكراد قيام إدارة ذاتية ونظام فدرالي في مناطق سيطرتهم. وهو أمر طالما رفضته دمشق.

الآن - فرانس 24

تعليقات

اكتب تعليقك