بمناسبة اليوم العالمي لمرض السل (الدرن)
محليات وبرلمانالسفير الأمريكي يشكر جهود وزارة الصحة التوعوية
مارس 23, 2009, منتصف الليل 701 مشاهدات 0
حصلت على مقال للسفير الأمريكي بالكويت ديبورا جونز، سوف ينشر بالتزامن مع اليوم العالمي لمرض السل (الدرن) وفيما يلي نص المقال:
اليوم هو اليوم العالمي لمرض السل (الدرن). تتضافر جهود الدول والحكومات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم من أجل محاربة مرض السل الذي يشكل تحدياً للصحة العامة في العالم فهو السبب في موت أكثر من 1.7 مليون نسمة كل عام، ويصاب به أكثر من 14 مليون رجل و امرأة وطفل من جميع بلدان العالم. وتجدر الإشارة هنا إلى جهود وزارة الصحة في الكويت هذا الشهر التي أعلنت عن انطلاق الحملة التوعوية العامة الأولى حول مرض السل، وهي جهود تستحق الشكر والتقدير.
مرض السل أصبح السبب الثاني في التصنيف العالمي لحالات الموت من أمراض معدية، ويأتي مرض السل في التصنيف بعد مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) أو فيروس الإيدز الذي يودي بحياة أكثر من 2 مليون شخص كل عام. مرض السل يشكل تحدي صحي لجميع المجتمعات في العالم، ولهذا فمن الضروري جداً أن تقوم الحكومات والأشخاص على حد سواء بتركيز الجهود من أجل محاربة هذا البلاء، وخاصة في ظل الظروف الراهنة للأزمة الاقتصادية.
على الرغم من أن العقار الشافي من هذا المرض تم اكتشافه منذ أكثر من خمسين عاماً، إلا أن الكشف عن الإصابة به يأتي دائماً في مراحل متأخرة من المرض، أو أن المعالجة قد لا تكون فعالة، أو حتى أن المصاب لايتلقى العلاج أبداً؛ مما يؤدي إلى انتشار الوباء في المجمتع المصاب وبالتالي حدوث إصابات تؤدي في النهاية إلى الوفاة. وللأسف الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض هم الذين يواجهون الصعوبات في الحصول على الرعاية الصحية الجيدة. مرض السل هو داء يصيب الفقراء ويعتبرمسبباً للفقر في نفس الوقت، حيث تزداد فرص انتقال وانتشارالعدوى في المجتمعات الفقيرة والمكتظة سكانياً، وهذا بالتالي يزيد من مسببات الفقر.
مرض السل يصيب الأشخاص في سنوات الذروة من حياتهم الإقتصادية؛ فتأثيرالمرض على الفاعلية الإقتصادية لايقتصر فقط على الأشخاص المصابين به، وإنما يتعداهم ليشمل العائلات والمجتمعات والأسواق التجارية والدول التي تصاب بعبء كبير أيضاً نتيجة إصابة أفرادها بهذا الوباء. علماً أن معالجة المرض عادة ما تكون مجانية، ولكن المصاريف التي تتعلق بإجراءات الفحوصات في المختبرات الطبية، والكشف عن الإصابة، ونقل المرضى، بالإضافة إلى مصاريف الاحتياجات الغذائية، ومصاريف أخرى؛ وحسب تقارير البنك الدولي فإن مجموع هذه الأعباء تشكل ما يقارب 20% من إجمالي مصروف العائلة السنوي للمصابين.
الإصابة المزدوجة بوباء السل ومرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز):
وباء السل هو قاتل فتاك في بلاد عديدة تمتد من أفغانستان إلى دول القرن الإفريقي. ففي أفغانستان يعد مرض السل من أكثر الأمراض خطورة على الصحة في البلاد. تقدر تقارير منظمة الصحة العالمية أن عدد حالات الاصابة هناك تتجاوز 50,000 حالة في كل عام. في دول القرن الإفريقي السل هو سبب أساسي في الوفاة عند المصابين بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)؛ حتى أنه في بعض الدول تصل نسبة الاصابة المزدوجة بالمرضين إلى أكثر من 50%. الولايات المتحدة الأمريكية ليست بمنأى من هذا المرض حيث تقدر حالات الاصابة في عام 2007 بأكثر من 13,000 حالة.
الحكومة الأمريكية تعمل جاهدة في مجال مكافحة هذا الوباء والمساهمة في القضاء عليه. ومن هذه المساهمات التعاون مع برامج مكافحة المرض في الدول المضيفة من أجل تطوير برامج مكافحة السل لديها؛ وزيادة كفاءة المختبرات الطبية وتطوير البنية التحتية لها؛ وبناء القواعدالتقنية الصحيحة بهدف الوصول إلى نتائج أفضل في الكشف عن حالات الإصابة؛ بالإضافة إلى العمل مع منظمة الصحة العالمية وشركاء آخرين على إجراء دراسات إحصائية ورقابية حول مقاومة العقارات وفعاليتها.
في شهر يوليو / تموز من عام 2008 أصدر الكونغرس الأمريكيي قرار سمي قرار توم لانتوس وهنري هايد الخاص بالقيادة العالمية للولايات المتحدة الأمريكية في مكافحة أمراض الإيدز، والسل والملاريا. بموجب هذا القرار تم تخصيص مبلغ 48 مليار دولار أمريكي خلال السنوات الخمس التالية من أجل مكافحة أمراض الإيدز والسل الملاريا. كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل بشكل وثيق مع منظمة الصندوق الدولي لمحاربة مرض الإيدز والسل والملاريا حيث بلغ حجم المساهمة الأمريكية 3.3 مليار دولار أو ما يعادل حوالي 27% من إجمالي المساهمات الدولية.
مجابهة العقارات المقاومة لمرض السل:
حكومات دول العالم تشعر بالقلق تجاه المقاومة التي يبديها فيروس المرض تجاه بعض العقاقير وهو مايسمى بمقاومة مرض السل للعقاقيرالمتعددة أو بشكل أكثر شمولية مقاومة فيروس السل لمصل العلاج. الولايات المتحدة الأمريكية تتعاون مع الجهود الدولية في مكافحة فيروس مرض السل المقاوم للعقار، بالإضافة إلى إجراء دراسات إحصائية عن حالات مقاومة المرض للأدوية وبناء المختبرات الطبية التي تستطيع الكشف عن حالات مقاومة فيروس المرض للدواء، وزيادة قدرة الدول على تطوير برامج مكافحة فيروس المرض المقاوم للعلاج لدى المصابين به، وأيضاً تقديم الدعم إلى جمعية الضوء الأخضر التي تساعد في جهود إدارة برامج مكافحة فيروس مرض السل المقاوم للعلاج وإيجاد خط دفاعي ثاني من الأدوية المضادة لوباء السل.
حكومة الكويت تساهم بشكل فعال في الجهود المبذولة للحد من انتشار مرض السل، حيث قامت الكويت برعاية مبادرة محاربة مرض السل عن طريق تقديم عطاءات سخية لمنظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي الإسلامي الذي أعلن هذا الشهر عن مشاركته بشكل فعال في الصندوق الدولي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا.
وزارة الصحة الكويتية أطلقت مؤخراً حملة توعوية كبيرة حول مرض السل تضمنت تنظيم فعاليات في مارينا مول. تشجيع الوقاية ضد المرض والكشف عنه والعلاج المبكر هي عوامل أساسية في مكافحة مرض السل حتى في الدول الغنية مثل الكويت. وهنا يتوجب علينا التوجه بالتقدير والثناء لجهود وزارة الصحة في سبيل زيادة مستوى الوعي العام حول هذا المرض.
ضمن فعاليات يوم السل الدولي رفعت منظمة الصحة العالمية هذا العام شعار 'أنا سأضع حداً لمرض السل' وهو ما يعكس الحاجة للجهود والعناية الفردية ضمن المساعي الدولية التي تهدف إلى القضاء على مرض السل في العالم بشكل نهائي.
تعليقات