العسل القاتل!!

محليات وبرلمان

غياب دور الأسرة ساهم في انتشاره

7933 مشاهدات 0


(الصحة تاج على رؤوس الأصحاء) مثل يتردد دائما ومنتشر بين أوساط الناس يعرفه الصغير قبل الكبير ونراه دائما بالإعلانات والمنشورات الصحية، ومن نظرة أبعد نرى أن هذه العبارة يعرفها الكثير والذين يطبقون المثل هم أناس قليل، لو استرسلنا أكثر نجد أن الإنسان يتجنب كل شي يضره من مأكل ومشرب وغيره من الأشياء التي تضر بجسمه وعقله، وبتدقيق أكثر عادة انتشرت بين الشباب في وقتنا الحالي كما أنها وصلت أيضا إلى الفتيات وهي 'الشيشة' عند الخليج وبالمصطلح كويتي ' القدو' أو 'الأرجيلة' أو 'النرجيلة' عند أهل الشام وغيرها من المسميات، وهناك من يطلق عليها 'سم مسترسل إلى أعماق الإنسان' وهي عبارة لا يحب عشاق 'الشيشة' سماعها، ولو بحثت بين الشباب وسألتهم أيهما أخطر 'الشيشة' أم 'السيجارة' تنقسم الإجابة إلى قسمان، فهناك من يقول السيجارة أخطر بما تحمله من 1,1نيكوتين و1,2احادي أكسيد الكربون و1,3القطران, ولأنها دائما مع المدخن بخلاف 'الشيشة' التي تحتاج إلى مكان مخصص لها وطقوس معينه لتركيبها، أما القسم الآخر يقول أن الشيشة أخطر بما تحمله من أضعاف مما ذكرنا سابقا, ويرجح البعض ان 'الشيشة' أخف خطرا لأنها تحتوي على ماء ينقيها ويصفيها، وفي الحقيقة هي عكس ذلك فالدخان المحترق من 'التبغ' ويرجع إلى الماء يكون مكان أمن لنمو الفطريات والبكتريا, حتى أن بعض منهم يضع الثلج لتبريد الدخان المنبعث من 'الشيشة' لكي يعطي مذاق أكثر لذة, بالإضافة إلى ان بعض الناس تضيف  'ماء ورد' او بعض من حبات العنب او قطرات من الليمون أو المشروبات الغازية ليعطي مذاق أفضل.

ربما يكون القصور هنا من دور الإعلان عن خطورة الاثنين بما تحتويه من مخاطر ومهالك كثيرة فتركيبة 'السيجارة' أو 'المعسل' تحتوي على النيكوتين وغاز أول أكسيد الكربون والقطران، كما ذكرنا سابقا والمعادن والمواد المشعة والمسرطنة والمواد الكيميائية الزراعية ومبيدات الحشرات وغيرها الكثير من المواد السامة، وهناك من يقول أن 'المعسل' يتكون من 'عسل فاسد' وبعض المنكهات مثل التفاح والعنب غيرها وهي بالحقيقة فاكهة متعفنة يتم استخدامها لصناعة 'تبغ الشيشة' ليعطي المذاق المطلوب، كما أنها تدرجت إلى أنواع كثيرة وأصبح 'المعسل' بأنواع كثيرة أشهرها 'السلوم' و 'الزغلول' و 'الجراك' و 'التفاتحين' و 'العنب' و'خمس نجوم' ومسميات كثيرة، ومنتجين للتبغ من شركات كثيرة وعديدة.

كما ان هناك قصور في عملية التربية تقع على كاهل الأم والأب فكم رأينا أطفال لم يبلغ السن 15 والسيجارة في يده، والأدهى والأمر ان هناك بعض المقاهي تخالف القانون وتعطي الشيشة لمن دون السن 18, حيث أننا نرى شباب اقل من سن 15 سنة بيدهم 'الشيشة' ولا يبالون لأحد, فنقص التربية له دور أساسي ومهم في هذا الشأن، واهمال دور الأب والأم هو ما اوصلنا إلى هذا الطريق المسدود، والعرف السائد بأن 'الشيشة' تقتصر على الشباب فقط  هو عرف ولى زمانه، الآن نرى الجنس الناعم ينافس الشباب على هذا 'السم القاتل' ففي اغلب المقاهي والمنتزهات ترى الفتيات وهن يدخن 'الشيشة' سواء كانوا مواطنات أو وافدات.
ولو جئنا إلى الشرع فاالله سبحانه وتعالى نهى عن كل شيئ يضر الانسان بقوله جل جلاله في كتابه الكريم 'وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا' النساء الأية 29, وقد جاءت فتوى لإبن عثيمين 'رحمه الله' قال ووجه الدلالة من الآية أنه قد ثبت في الطب أن شرب الدخان سبباً لأمراض مستعصية تئول بصاحبها إلى الموت مثل السرطان، فيكون متناولها قد أتى سببا لهلاكه.

كما أن الشيشة ليست من العصر الحديث بل هي قديمه، ويعود أصل صناعتها للأتراك،  وقال الشاعر البيروتي فيها:

تبا لشيشة التنباك ولعت بها
                         من عهد طهماز كانت في الأذى شركا
تهيج البلغم المكنون في كحتها
                           وتترك الصاغ من صدر الفتى شركا

بالإضافة إلى انها مهدرة للوقت والمال فيقعد صاحب 'الشيشة' ساعات متواصلة ولا يبالي بوقته، ومن المعروف ان الساعات التي يضيعها الإنسان هي من عمره، فإذا أضاعها بالمعصية فهي عليه حسره وان استثمرها بالفائدة فهي عليه غنيمة، ولو سألت شاب لماذا تذهب إلى هذه الأماكن فيكون رده سريعا لا تجود أماكن نقضي فيها أوقاتنا وهي المتنفس الوحيد لدي، كما أن الدولة ملامة في ذلك لعدم توفر الأندية والمنتديات الشبابية التي تستوعب الكم الهائل منهم، ولكن هذا الأمر ليس مبررا ليقضي الشاب والفتاة أوقاتهم في هذه الأماكن الخربة.
نسأل الله ان يعافينا في أجسادنا وأبداننا.

الآن - تقرير: خالد العنزي

تعليقات

اكتب تعليقك