هدوء الشعوب وقبولها بالوضع الراهن بكل فساده وفقره وظلمه في أي زمن ومع أي سلطة أمر مؤقت..هكذا يرى محمد المطني

النهار

نقش- في الديموقراطية

محمد المطني

 

هدوء الشعوب وقبولها بالوضع الراهن بكل فساده وفقره وظلمه في أي زمن ومع أي سلطة أمر مؤقت ومرتبط بامتلاء كأس صبر الشعوب وبمدى قوة وبطش السلطة ولكن تأتي في بعض الأحيان ساعة الصفر دون النظر لكل هذه المؤثرات وعندها تصبح الفوضى هي الحل. تتجاوز الدول الذكية هذه الأزمات بأسلحة عديدة أهمها واكثرها سلمية هو اعتماد الديموقراطية كطريقة لإدارة الأزمات واختيار طرق حل المشكلات التي تواجه الشعب ويعاني منها، فيتحمل الشعب في الديموقراطية مسؤولية نفسه عن طريق اختيار من يدير اموره ويحل مشكلاته.

الديموقراطية سلاح العصر السلمي الذي يعطي كل صاحب حق حقه في الاعتراض وعرض نفسه للعامة وهي من تقرر استمراره في سدة السلطة أو ابتعاده، ميزة الديموقراطية هي باعتبارها أداة فض منازعات راقية لا تخلف أي ضحايا وتحترم الضعيف قبل القوي. للديموقراطية باعتبارها نظاماً عيوب كثيرة حلها في الغالب بممارسة الديموقراطية اكثر واكثر، ومتى ما تعززت الديموقراطية وآمن بها الجميع تتضاءل مشكلاتها وتنحصر، قد لا تحل الديموقراطية كل المشكلات فهي في ذاتها ليست حلاً لكنها وسيلة للوصول للحلول بطريقة آمنة ومرضية للجميع.

لا أعلم سبباً يجعلنا نبتعد عن الديموقراطية إلا حب الذات وشهوة التملك، فالسلطة لها لذة تحكي عنها تصرفات الأقوياء في بداية انهيارهم امام تحركات الشعوب ومطالباتهم، تصرفات تلغى فيها الحكمة ويصبح فيها الصراع على البقاء في أشده وحينها لا قانون يمنع ولا نظام ينظم وبقليل من الصبر بعد ذلك لا قوة تنفع ولا قمع يعطي نتائجه أمام موج الشعب العاتي، في هذه الصراعات النصر محسوم للشعب ان استمر وتكاتف وصبر. تفاءلوا.