لا توجد آلية لاختبار قدرات المرشحين للمناصب القيادية.. بوجهة نظر صلاح العتيقي
زاوية الكتابكتب يناير 6, 2018, 12:26 ص 887 مشاهدات 0
القبس
العاصمة التي لا يسكنها أحد
د. صلاح العتيقي
هل توجد عاصمة في العالم لا يسكنها أحد؟ نعم، إنها الكويت بلد العجائب. عندما نتكلم عن العاصمة فإننا نتكلم عن داخل السور، إنها مجموعة من العمارات الحديثة، وجميعها مكاتب ومساحات فارغة من الأراضي لا تدخلها الخضرة، والباقي عبارة عن خرائب وعمارات آيلة للسقوط. انظر إلى شارع «فهد السالم»، الذي كان في ما مضى من اجمل الشوارع وانظفها، انظر الى البيوت في شرق والسوق والطرقات، وتجول في العاصمة، فلن تجد حمّاماً واحداً في كثير من شوارعها، وإذا وُجد فهو غير صالح!
من المفروض أن تكون العاصمة من أجمل العواصم بوجود متنزهات وأماكن ترفيه. المفروض ان تخصص أماكن لسكن المواطنين هناك. الآن في المرقاب أرض كبيرة تزيد مساحتها على ٤٠٠ الف متر مربع، هي أساساً لوزارتي الكهرباء والاشغال، تمتد من صندوق التنمية إلى السور، الاستعمال الذي خطط وخصص لها ان تكون مجمعات تجارية ذات استخدامات مختلفة، كمركز لمؤتمرات ومكاتب وغيرها من الأنشطة التجارية. المأمول ان يعيد المسؤولون النظر في تخصيصها، اما ان تكون سكنا عموديا يستوعب اكثر من ٣٠ الف وحدة سكنية للذين ينتظرون الإسكان منذ مدة طويلة، وإما ان تكون حديقة عامة ومتنفسا للعاصمة؛ لان المعايير الدولية وقرارات منظمة المدن العربية تشترط ان يكون %25 من المساحة في العواصم مناطق خضراء، فهل تستجيب الدولة؟ أرجو ذلك.
* * *
هل توجد معايير علمية لكيفية انتقاء القياديين، سواء كانوا وزراء او وكلاء وزارة او رؤساء شركات عامة، بحيث نتلافى ما يحصل من قصور، سواء لدى هؤلاء او من في حكمهم؟ تتردد هذه الكلمات كلما ثار جدل حول اداء هذا الوزير او القيادي او فساد رئيس الشركة الفلانية، وتزداد هذه الوتيرة عند كل تشكيل وزاري جديد كما يحصل هذه الأيام.
مع الأسف، لا توجد آلية لاختبار قدرات المرشحين للمناصب القيادية، ولا يوجد مركز معلومات موثوق به ولا مقابلات لمعرفة جدارة هذا الشخص أو ذاك. إذاً، نحن في أمسّ الحاجة إلى خلق هذه الآلية، خصوصاً ونحن نسمع الأجراس تدق بقوة في السعودية من محاسبة لرؤوس كبيرة.
أقول هذا الكلام لما نسمعه هذه الأيام من فساد وتربح من المنصب، حيث لدينا الشيء الكثير مما يستوجب المساءلة لإضراره بالمال العام، كقضية التأمينات وقضية الداو وحرائق الجامعة المتكررة وفساد الطرق والغبن في المناقصات المليونية والعلاج السياحي، وما خفي أعظم. كلها أمور تسبّب فيها قياديون لم تتم مساءلتهم.
صحيح ان القيادة ملكة وموهبة تصقلها التجارب وتتوجها الدراسة والعلم ونزاهة اليد، لكن الآلية المطلوبة يجب ان تكون بعيدة عن هذا ولدنا او ابن العائلة الفلانية. لا شك في ان الكويت لا تخلو من النزيهين والمميزين، ولكن الحكومة لا تتعب نفسها في البحث عنهم وإقناعهم بقبول المنصب. فالبلد يمر الآن بمرحلة حرجة؛ فالنيران مشتعلة في بعض الدول العربية، وتحتاج إلى من يتعامل معها بطريقة احترافية، بعيداً عن الفساد والمفسدين، نريد حكومة تكون عوناً للوصول إلى بر الأمان.
تعليقات