أمر عجيب وغريب هو الاصرار السلطوي على تقييد حرية الرأي ومصادرة حقوق التعبير.. برأي عبد اللطيف الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 1002 مشاهدات 0

عبد اللطيف الدعيج

القبس

حكومة الفاهم فيها جلال الدين.. ما ينشرِه عليها

عبد اللطيف الدعيج

 

 

أمر عجيب وغريب هو الاصرار السلطوي على تقييد حرية الرأي ومصادرة حقوق التعبير. والأغرب ان هناك مبالغة وبحثاً دقيقاً عن كل ما هو حر وخارج حدود الفكر الرجعي لتقييده وكبحه.

التدخل في الحقوق الشخصية لرواد «تويتر».. هو ذات التدخل في حريات رواد «لاس فيغاس» او «مونت كارلو»، او نوادي القمار في «لندن»، التي يذهب إليها بعض الكويتيين.

الكل هنا خارج سيطرة وملكية حكومة دولة التخزيم والتكعيم. وإذا حل لهذه الحكومة مراقبة ومحاسبة رواد «تويتر» فإن لها ذات الحق، وعليها ذات الواجب ايضا في محاسبة من يرتكب المعاصي في شوارع لندن او صالات لاس فيغاس. ليس هناك فرق.. اللهم الا اذا كان اللهو وحتى الفسق في لندن ولاس فيغاس حلالاً، والتعبير عن الرأي في «تويتر» حراماً.

رغم انني افترض ان حكومتنا ليس لديها القدرة على المجادلة.. لكن لنفترض انها تجادل بأن «تويتر» يدخل كل بيت في الكويت، ويؤذي مشاعر اهل العفة والبراءة من المواطنين، الذين وضعت من نفسها وصية عليهم وعلى سلوكياتهم حكومة دولة التخزيم والتكعيم، لنفترض ذلك. يبقى ان احدا لم يفرض على ذوي العفة من مواطني دولة الكويت ان يشتروا جهاز كمبيوتر، ولم يجبرهم احد على الاشتراك في الانترنت، وبالتأكيد لم يغصبوا على فتح حسابات في تويتر، حتى لو افترضنا ان كل هذا صحيحاً، فإنه في النهاية لم يجبرهم احد على الدخول الى صفحات التواصل الاجتماعي، التي تعكر مزاج حكومتهم او تخدش حياءهم!

وبعد كل هذا.. الحكومة او السلطة مسؤولة عن تنظيم امور الناس، ولكنها ليست لا في الكويت ولا في الواق واق مسؤولة عن تربية خلق الله او مراقبة سلوكهم وأخلاقياتهم، حتى لو كان الامر كذلك، وهذا ضرب من الجنون لا يتحمله إلا عقل بمستوى عقول التخلف لدينا، حتى لو كان الامر كذلك يبقى السؤال: ما هي الاخلاق؟ وما الفاصل بين المقبول به اليوم والمستنكَر غدا؟ الكثير من العادات والقيم سادت ثم بادت، وبعضها انتكس وانقلب الى ضده، فكيف لحكومة بتواضع فهامية حكومتنا ان تفرق بين كل هذا؟! بس ما عليه الظاهر شادين الظهر بجلال الدين.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك