لست مع الذين يصعبون الحياة ويعقدونها ويحملون الناس فيها فوق ما يتحملون.. برأي محمد المطني

زاوية الكتاب

كتب 966 مشاهدات 0

محمد المطني

النهار

نقش-لا تخطط للسنة الجديدة

محمد المطني

 

كل عام والجميع بألف خير، كل عام وكويتنا وجميع دول المنطقة في امن وامان وتقدم ورقي، وكل عام وشعوبنا وقضايانا المصيرية في تقدم نحو الانفراج، خصوصاً وأننا نعيش دخول السنة الجديدة في وضع لا نحسد عليه في كل مناحي معيشتنا سياسياً واقتصادياً.

لست مع الذين يصعبون الحياة ويعقدونها ويحملون الناس فيها فوق ما يتحملون فيطلبون منهم في كل عام التخطيط الدقيق لحياتهم وأهدافهم فيتحول العام كله وحياتهم فيه الى عملية ميكانيكية مذلة يطاردون فيها اهدافاً في مشهد لا لذة فيه ولا راحة فيكتشفون في نهاية السنين أنهم لم يعيشوا حياتهم كما يحبون.

عش حياتك كما تحب لا كما يجب والفرق هنا دقيق جداً فالتعامل مع ما تحب أكثر لذة ومتعة من التعامل مع ما يجب عليك التعامل والتعايش معه وهو من وجهة نظري سر الحياة الحقيقي، الحياة اصغر بكثير من ربطها مثلاً بوظيفة مرموقة وبدخل معين وان كان هذا مهما لكنه ليس كل الحياة، وهي أقل من أن يكون هدفك فيها أن تعيش في المستقبل حياة باذخة بعد أن فرطت وسرقت حياتك الحالية، الحياة يا صديقي أقل من أن تعيشها بسوء ظن في المستقبل وخوف عليه.

لا أحرضكم على الفوضى وعلى المغامرة بل على البساطة وقراءة حياتك الحالية الحقيقية التي ان فكرت فيها وقارنتها بحياتك في ظل أهدافك العملية والوظيفية ستكتشف انها لا تمثل الا هامشاً ومسرحا للوصول لما تريد من اهداف ربطت نفسك ونجاحك بتحقيقها وان كانت النتيجة ضياع وقتك الحالي.

الحياة الحقيقية هي حياتك مع من تحب، حياتك مع اهلك واسرتك واهتمامك بهم، حياتك مع هواية تحبها وتمارسها وتتلذذ بها، لا تجعل كل بيض افكارك واوقاتك في سلة النجاح العملي والوظيفي والسعي لطبقة وحياة مالية معينة، لا اريد ان تلغي جميع خططك واهدافك التي تريد تحقيقها ولكنني أحرضك على أن يكون هدفك الأساس لا الثانوي في هذه الخطط هو المحافظة وتدعيم حياتك الحقيقية.

راقب حياة الناجحين من وجهة نظرك وستجد انهم في الغالب قد ضحوا في حياتهم الحقيقية وفقدوها في سبيل الوصول لما يريدون من نجاح ويبقى السؤال هل هذا النجاح نجاح حقيقي ام هو نجاح ظني يعودون بعد تحقيقه للبحث عما فرطوا به ولو كلفهم هذا كل ما حققوه من مال وثروة ؟ وبعد كل هذا ضع خططك التي تريد وفق هذا المفهوم لا غيره. تفاءلوا.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك