'حماس': تركيا وقفت سدا منيعا ضد قرار ترامب

عربي و دولي

539 مشاهدات 0


قال عضو المكتب السياسي لحركة 'حماس'، عزت الرشق، إن تركيا وقفت منذ اللحظة الأولى 'سدا منيعا' ضد القرار الأمريكي حول القدس، معتبراً خطوات الرئيس رجب طيب أردوغان لمواجهة القرار 'عملية وسريعة'.

وفي 6 ديسمبر/كانون أول الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده رسميا بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة، مما أثار غضبا عربيا وإسلاميا، وقلق وتحذيرات دولية.

ورداً على قرار ترامب، تقدمت تركيا واليمن، بمشروع قرار إلى الأمم المتحدة، أقرته جمعيتها العامة أمس الأول الخميس بأغلبية 128 صوتا، إذ يؤكد القرار اعتبار مسألة القدس من قضايا الوضع النهائي التي يتعين حلها عن طريق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وفي مقابلة مع الأناضول، أشاد الرشق، بموقف الرئيس التركي، واصفاً إياه بأنه 'كان قويا ومتقدما في اتخاذ خطوات عملية وسريعة ضد القرار'.

ومنذ انسحابه من منتدى دافوس عام 2009، بعد مشادة مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، اكتسب أردوغان شعبية كبيرة ازدادت بعد إعلانه عن الدعوة لعقد قمة إسلامية استثنائية بإسطنبول في 13 ديسمبر/ كانون أول الجاري، للرد على قرار ترامب حول القدس.

- تركيا تتصدر

ورداً على سؤال حول دور أنقرة في استصدار القرار الأممي بعدم تغيير وضعية القدس، أكد الرشق أن تركيا وقفت موقفا قويا ومهما منذ اللحظة الأولى ضد قرار ترامب، وكان ذلك واضحاً في تصريحات أردوغان وفي دعوته لقمة إسلامية استثنائية لمناقشة القضية.

ولفت إلى أن موقف تركيا كان متقدما أيضا على بقية الدول في دعم الشعب الفلسطيني ورفض قرار ترامب والعمل من أجل إلغائه.

وذكر أن حماس والشعب الفلسطيني يقدّرون الجهد التركي، مطالبا أنقرة بمواصلة التحرك على كل المستويات العالمية للضغط على الإدارة الامريكية لسحب قرارها ضد القدس.

وفي 13 ديسمبر الجاري، استضافت إسطنبول قمة إسلامية طارئة بشأن القدس برئاسة أردوغان، ومشاركة 16 زعيما، دعت 'كافة دول العالم إلى الاعتراف بالقدس الشرقية بحدود عام 1967، والواقعة تحت الاحتلال، عاصمة لدولة فلسطين مستقلة'.

- تحرك عربي

وعن دور الدول العربية، قال الرشق إننا 'نتحرك مع الدول العربية والإسلامية من أجل إسناد الحق الفلسطيني والضغط على الإدارة الأمريكية لإلغاء قرارها حول القدس'.

وأشاد الرشق بوقفة الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، مشددا أنه 'يجب أن نهيئ فرصة متكاملة للضغط على الإدارة الامريكية وتل أبيب'، فيما دعا جميع الدول العربية والإسلامية لدعم المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني لتمكينه من مواجهة الاحتلال الغاشم.

وعقب إعلان ترامب، جاء الرد العربي الرسمي 'متدنياً' بحسب مراقبين، حيث عقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية، وسط حراك شعبي رافض للصمت، كما جاء التمثيل العربي بقمة إسطنبول ضعيفاً مثيرا غضب القيادة التركية وكافة الشعوب الإسلامية.

- انتصار شعبي

وحول قيمة القرار الأممي، قال الرشق إن 'قرار رفض تغيير وضعية القدس، انتصار للشعب والقضية الفلسطينية'، كما اعتبره 'مؤشر على أن الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية يعيشون حالة عزلة وان إرادة المجتمع الدولي مع الحق الفلسطيني'.

و'حتى قرار مجلس الأمن الذي استخدمت فيه واشنطن الفيتو (في 18 ديسمبر الجاري)، فإنه يمثل إهانة لأمريكا وإسرائيل؛ لأنه أعطى مؤشرا أن العالم كله مع فلسطين، وأن إسرائيل لن تنجو إلا بحق النقض الظالم والجائر'، حسبما أكد الرشق.

- قرار منعدم

وبخصوص قيمة قرار الرئيس الأمريكي ضد القدس، شدد الرشق على أن 'القرار لن يغير التاريخ أو الجغرافيا، والمدينة المقدسة ستبقى عاصمة واحدة وموحدة لدولة فلسطين وعاصمة الأمتين العربية والإسلامية'.

وشدّد على أن 'حماس تؤمن أن القدس كاملة، الشرقية والغربية، عاصمة لفلسطين، وفلسطين من البحر إلى النهر'.

ولفت إلى أن ما ورد في وثيقة الحركة (في مايو/أيار 2017) عن القبول بدولة فلسطينية على حدود 67 وعودة اللاجئين وتفكيك المستوطنات والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، بأنه 'مشروط بعدم الاعتراف بالعدو الصهيوني (إسرائيل) وجزء من حل مرحلي، مقابل هدنة مع الحق الكامل في تحرير بقية فلسطين'.

وشدد على أن هناك فرق كبير بين حماس والسلطة الفلسطينية التي تنادي بدولة على حدود 1967 مع اعتراف بالعدو الصهيوني، مشيراً أنها تنازلت عن 78% من باقي الأرض الفلسطينية.

- تفكيك مرحلي

وعن احتمال محاولة حصر القضية الفلسطينية في القدس كما هي عادة السياسة الإسرائيلية المرحلية، قال الرشق إنه لا يمكن حصر القضية الفلسطينية في القدس ولا في غيرها، مؤكداً أن 'حماس والشعب الفلسطيني متمسكون بكل ذرة من تراب فلسطين'.

فيما اعتبر أن قرار الجمعية العامة 'وجّه ضربة قاضية لما يسمى بعملية التسوية، وحتى للأفكار التي تطرح لحل الصراع العربي الإسرائيلي سواء سميت صفقة قرن أو غيره'.

- لا راعي ولا بديل

وعن دور واشنطن في عملية سلام مقبلة، ذكر الرشق أن 'الراعي الأمريكي ليس نزيها ولا محايدًا بل منحاز بالكامل للعدو الصهيوني'.

وأوضح أن 'واشنطن حينما تقر بأن القدس عاصمة للكيان الصهيوني فقد أقر بقضية من قضايا الحل النهائي، كما يقال، وبالتالي غادر موقعه كوسيط'.

وأكد أن أي ضغوط أمريكية مستقبلية لن تكون مقبولة لأي طرف، مطالبا السلطة بأن تبقي على موقفها في عدم استقبال أي مسؤولين من الإدارة الأمريكية وعدم التعامل معهم.

وأضاف أننا نطالبهم (السلطة) ألا يكون البديل عن ذلك هو البحث عن راع أو عملية أخرى، مشددا على أنه 'يجب أن نوحّد الشعب الفلسطيني على خيار المقاومة'.

وأوضح أن 'حقوق الشعب الفلسطيني لا سبيل إليها إلا بالمقاومة، وأنه بعد 30 عاما من المفاوضات وصلنا إلى هذا الطريق المسدود'.

- مشروع وطني

ودعا الرشق إلى 'وضع استراتيجية وطنية فلسطينية ترتكز على المقاومة بكل أشكالها بما فيها المقاومة المسلحة'، كما طالب بـ'تعزيز كل الجهود من أجل إنجاح الانتفاضة على الأرض، وحشد كل طاقات الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال'.

وشدد على ضرورة إنجاز المصالحة الفلسطينية 'حتى تكون غطاء، يوفر مناخا مناسبا لاستمرارها (الانتفاضة)'.

'إبراهيم أبو ثريا (متظاهر فلسطيني مُقعَد قتلته إسرائيل في 15 ديسمبر الجاري) وعهود التميمي (طفلة فلسطينية اعتقلها الاحتلال فجر الثلاثاء الماضي)، شهادتان بأن قرار ترامب سيظل حبرا على ورق'، وفق الرشق.

- خطة حماس

وعن خطة حماس بعد قرار الجمعية العامة حول القدس، قال إنها تتحرك على ثلاثة مستويات، الأول على المستوى الفلسطيني لإنجاز المصالحة مع حركة 'فتح'، والثاني بالتعاون مع كل الفصائل والقوى الفلسطينية لاستمرار تصعيد الانتفاضة.

وأمّا الثالث، فإن حماس تسعى لضرورة عقد لقاء قيادي للشعب الفلسطيني، سواء كان للأمناء العامين للفصائل أو لإطار قيادة مؤقت أو حتى للمجلس المركزي الفلسطيني، بحسب الرشق.

وأوضح عضو المكتب السياسي، أن 'ذلك اللقاء سيبحث إعادة النظر في كل مسار القضية الفلسطينية وانتهاج سياسة جديدة'.

- سحب القرار

وعن خطة التحرك فيما إذا سحب ترامب قراره، أكد الرشق أن سحب القرار محطة من محطات كفاح الشعب الفلسطيني، وأن الهدف الأساسي هو دحر الاحتلال عن الأرض الفلسطينية.

وشدد على أن استمرار الانتفاضة والمقاومة وتعزيز الصمود مهم جدا لدحر الاحتلال والذي يعد آخر الاحتلالات الموجودة بالعالم.

وأشار، في ختام حديثه، أن الشعب الفلسطيني قدم تضحيات ومستعد لتقديم المزيد، ومن حقه أن ينال حريته واستقلاله.

 

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك