وكالات أنباء جديدة و متطورة لنقل الأخبار .. مجانا

محليات وبرلمان

خدم المنازل أبرز مصادرهم لنقل أدق التفاصيل

871 مشاهدات 0


كنا نرمي التهم على الجنسية الهندية وما شابهها  في كثرة التحدث وتناقل الأخبار فيما بينهم، وأحيانا نشبههم بجهاز الراديو الذي لا يتوقف عن الكلام، لتدور الدوائر ونجد بعض نسائنا وفتياتنا امتلكن نفس السمات لكن بشكل آخر وبطابع كويتي.
لقد أصبحت هواية البعض من هؤلاء النسوة البحث عن الأخبار وعن كل شيئ من حولهن يتعلق بعالم الخبر المثير والسعي المتواصل للحصول على أدق الأخبار المحلية (للعائلة ) والخارجية، وهي التي تحدث على العائلات والأسر الأخرى على مستوى الكويت، فتجدها قادرة وبإمتياز في هذا المجال،  لاينفسها مذيعي الأخبار في انفعالاتهم أوالمراسلين المتنقلين من مكان لآخر، والعجيب بالأمر أنه أحيانا هناك أمور تحدث لعائلتك لاتعلم بها إلا من هذه النوعية من النساء، وتتساءل كيف وصلت لها هذه المعلومة، ولو علمت بكيفية وصولها لدهشت أكثر من التعقيدات والمراحل التي تمر بها الأخبار لهذه الوكالة الإخبارية العجيبة.
وبات اعتياديا عند البعض أن تمتلك العائلة لديهم أحد أشهر محركات البحث من خلال وجود امرأة نالت شهرة بينهم بسبب هذا الأمر، واستطاعت نيل هذا المنصب بجدارة لا يتفوق عليها أحد، كما أن البعض إذا أراد أن يتأكد من صدق الأخبار ومعرفة كافة تفاصيلها وكافة المعلومات عنها، يتصل فورا على هذه الوكالة المتنقلة.
ومن سماتهم حب التنقل من منزل لآخر وتأدية الواجبات الاجتماعية المتنوعة بمختلف أشكالها وقدرتهم على التفاعل معهم، كما أن الوسيلة الأهم والتي تختصر عليهم الذهاب لعدة أماكن باليوم هو الهاتف وخاصة أن الهواتف الأرضية الآن مجانا مما يعطيهم حافزا أكثر لملاحقة الهدف المراد عن طريق النقال، بعد أن كانت مسبقا تشكل حرجا عليهن.
أيضا من مصادرهم الإخبارية هم الخدم الذين يحملون أسرار البيوت ويعرفون أدق التفاصيل فيكرمونهم دوما بالمال أو الهدايا، كما أن من تأخذ منهم الأخبار لاتقوم بالتبليغ عن مصدرها حتى لا تنقطع عنها ما تحصل عليه من أخبار شيقة تحصل عليها من هذه الخدامة فتجد أخبار الزواج والطلاق والحمل والولادة والسفر والمعارك العائلية بين الأزواج  والعمليات الجراحية السرية وزيارات الناس التي تتم لهذا المنزل تصل لها بسهولة عن طريق الخدامة، بالإضافة لوجود مصادر كثيرة لها كالأطفال والأغبياء والسذج.
وللأسف أن هؤلاء الأشخاص توضع لهم أهمية لدى البعض، بسبب شغف النفس البشرية لمعرفة الأخبار وخاصة المثيرة منها، فتجدهم دوما مرحب بهم وأحيانا من يرغب بتغيير الجو ومعرفة ماذا حدث للناس من تغيرات وتطورات يقومون بزيارة منزلية لهم لتقصي بعض الأخبار المنقطعة عنهم،  ولا يحتاجون عند مقابلتهم لنطق عبارة واحدة، بل عليهم فقط استقبال المعلومات والاستماع بقدر ما شاؤا من أخبار.

وقد قالت إحدى الأخوات معلقة على هذا الموضوع :  المضحك في الأمر أن بعضهم تجدها تتخصص بنوع الخبر فمنهم من تمتلك الأخبار المأساوية، وعندما نرى رقمها بالهاتف النقال علمنا أن هناك مصيبة قد حدثت، مثل وفاة لأحد ما في العائلة أو حادث سير أو إصابة بمرض،  مما يجدر بنا تخزين رقمها باسم مراسل الشؤم والمصائب.
وأخرى تقول: علمت بأدق التفاصيل لخطبة إحدى الفتيات من عائلة أخرى على لسان إحدى نساء عائلتنا، على الرغم أنني أخت الشخص الذي تقدم لخطبة هذه الفتاة، ولم أعلم بها لأنها دارت وحدثت بين الرجال،  لكنني دهشت كثيرا عندما استمعت حرفيا منها لما جرى من مفاوضات ونقاش، وعلمت منها أن زوجها ينقل لها كل مايجري في الدواوين التي يقوم بزيارتها، فهل يعقل أن هناك من يبحث عن الأخبار التي لا تخصه.  
وأضافت أيضا قائلة: لابد أن نحذر من هذه الفئات، فكما سمحنا لهم بنقل الأخبار لنا، سنكون نحن أحد أبطال أخبارهم عن غيرنا، ويتم نشر غسيلنا على العائلة أولا ومن ثم تتوسع الدائرة، لذلك يجب الانتباه من هذه الوكالات الإخبارية النسائية من هذا النوع؟!!

وأخيرا الحكمة تقول: من راقب الناس مات هما.

 

 

الآن - تحقيق: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك