تنديد عربي ودولي بقرار ترامب
عربي و دوليتأكيدات على بقاء القدس عاصمة فلسطين واستنكار تجاه واشنطن
ديسمبر 6, 2017, 9:07 م 1164 مشاهدات 0
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في قرار تاريخي يطوي صفحة عقود من السياسة الأمريكية، ما يمكن أن يؤدي إلى موجة جديدة من أعمال العنف في الشرق الأوسط.
وقال ترامب، في كلمة من البيت الأبيض، «قررت أنه آن الأوان للاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل»، وأعلن أنه أمر ببدء التحضيرات لنقل سفارة بلاده في إسرائيل إلى القدس.
وقال إن القرار يعكس «مقاربة جديدة إزاء النزاع العربي الإسرائيلي». ويكون ترامب بذلك اتخذ قرارا أرجأ اتخاذه كل الرؤساء الأمريكيين منذ العام 1995.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعتبر أن قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل «تأخر كثيرا»، وذلك قبل ساعات من خطابه المرتقب بشأن القدس.
وأضاف خلال اجتماع في البيت الأبيض أن «العديد من الرؤساء قالوا إنهم يريدون القيام بشيء ولم يفعلوا، سواء تعلق الأمر بشجاعتهم أو أنهم غيروا رأيهم، لا يمكنني أن أقول لكم». وأضاف: «أعتقد أن الأمر تأخر كثيرا».
وأثارت الخطوة ردود فعل غاضبة من دول عربية وإسلامية، رفضا لها، فيما دعت الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لاجتماعات طارئة لبحث الردود المناسبة.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن هذه الإجراءات المستنكرة والمرفوضة تشكل تقييدا متعمدا، وتمثل إعلانا لانسحاب الولايات المتحدة من ممارسة الدور التي كانت تلعبه برعاية السلام.
وأضاف عباس أن أمريكا بما تفعله تقدم مكافأة لإسرائيل لتحديها الشرعية الدولية وتشجيعا لها لممارسة سياسة الاحتلال الاستيطان والتطهير العرقي، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات تصب في مصلحة الجماعات المتطرفة.
ومن جهته، علق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيرس على قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية لتل أبيب، قائلاً: القرار الأمريكى سيهدد السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين'.
وأضاف جوتيرس فى بيان: 'القدس هى أحد ملفات مفاوضات الوضع النهائي، وهى القدس مرتبطة بالحل النهائى بين الفلسطينيين والإسرائيليين'.
وشدد الأمين العام على أنه 'لا بديل عن حل الدولتين واعتبار القدس عاصمة لكل من إسرائيل وفلسطين.. مؤكدًا: 'سأبذل قصارى جهدى لإقناع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة للمفاوضات'.
فيما قالت دولة بوليفيا الأربعاء إنها ستوجه دعوة لمجلس الأمن الدولي لعقد جلسة علنية في حالة أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده بمدينة القدس المحتلة 'عاصمة لإسرائيل' وقراره بنقل سفارة واشنطن إلى هناك.
وقال سفير بوليفيا في مجلس الأمن ساشا سيرجيو سوليز إنه سيكون 'قرارا متهورا وخطيرا يتعارض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وسيضعف أيضا أي جهد للسلام في المنطقة وسيحبط المنطقة برمتها'.
واعتبرت حركة حماس الفلسطينية أن قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، 'سيفتح أبواب جهنم' على المصالح الأمريكية.
وقال اسماعيل رضوان، القيادى فى الحركة للصحافيين بعد خطاب الرئيس الأمريكى، أن القرار من شأنه أن 'يفتح ابواب جهنم على المصالح الاميركية فى المنطقة' داعيا الحكومات العربية والإسلامية إلى 'قطع العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الادارة الاميركية وطرد السفراء الأمريكيين لإفشاله'.
من جانبها، استنكرت وزارة الخارجية المصرية القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، رافضة أي آثار مترتبة عليه.
بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن قرار ترامب مؤسف، مؤكدا أن بلاده لا تؤيده، وشدد في مؤتمر صحافي عقده في الجزائر حيث يقوم بزيارة، على تمسك فرنسا وأوروبا بحل الدولتين إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمن، ضمن حدود معترف بها دوليا ومع القدس عاصمة للدولتين.
من جانبه، قال وزير الخارجية الايراني محمد ظريف اليوم الاربعاء ان القدس ستبقى الى الابد عربية اسلامية ردا على اعلان الرئيس الامريكي القدس عاصمة لاسرائيل.
وذكرت وسائل اعلام ايرانية ان ظريف قال في تغريدة له على موقع (تويتر) ان 'القدس ستبقى عربية اسلامية سواء شاؤوا ام ابوا ذلك' منتقدا بشدة قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب باعلان القدس عاصمة لاسرائيل.
كما نددت وزارة الخارجية التركية بقرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بوصفه «غير مسؤول»، ودعت واشنطن لإعادة النظر في هذا التحرك.
الى ذلك، قال الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني إن اعتراف أي دولة بالقدس عاصمة لإسرائيل لا ينشئ أي أثر قانوني في تغيير وضع القدس كأرض محتلة، وفق ما أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية في قرارها حول قضية الجدار العازل.
وحذّر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، من التداعيات الخطيرة لإقدام الولايات المتحدة على قرار الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.
ودعا لمؤتمر عالمي طارئ لنصرة القدس، مؤكدا أن هذا القرار الأميركي يشكل إجحافا وتنكرا للحق الفلسطيني والعربي الثابت في مدينتهم المقدسة، أولى القبلتين وثالث الحرمين، وتجاهلا لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، تهفو قلوبهم إلى مسرى النبي الأكرم، وملايين المسيحيين العرب الذين تتعلق أفئدتهم بكنائس القدس وأديرتها.
وشدد على أن القدس المحتلة، وهويتها الفلسطينية والعربية، يجب أن تكون قضية كل المنصفين والعقلاء في العالم، حتى لا يفقد الفلسطينيون، ومعهم ملايين العرب والمسلمين، ما تبقى لديهم من ثقة في فاعلية المجتمع الدولي ومؤسساته، وحتى لا تجد الجماعات المتطرفة وقودا جديدا يغذي حروب الكراهية والعنف التي تريد إشعالها في شرق العالم وغربه.
ودعا شيخ الأزهر هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين لاجتماع طارئ لبحث تبعات هذا الأمر، كما أعلن عن عقد مؤتمر عالمي عاجل حول القدس بمشاركة كبار العلماء في العالم الإسلامي ورجال الدين المسيحي، والمؤسسات الإقليمية والدولية المعنية، لبحث اتخاذ خطوات عملية تدعم صمود الفلسطينيين، وتبطل شرعية هذا القرار المرفوض الذي يمس حقهم الثابت في أرضهم ومقدساتهم.
تعليقات