أين نحن من مدركات الفساد؟.. يتسائل صلاح العتيقي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 1, 2017, 11:25 م 535 مشاهدات 0
القبس
الفساد
د.صلاح العتيقي
يعرف الفساد السياسي بأنه إساءة استعمال السلطة العامة او الحكومية لأهداف غير مشروعة، وذلك لتحقيق مكاسب شخصية، كالمحسوبية والرشوة والابتزاز ومحاباة الاقارب.. وما الى ذلك. ويختلف من بلد الى آخر، بل ويجرم في بلد ولا يجرم في بلد آخر.
قياس الفساد ليس أمراً سهلاً، ولكن بالإمكان معالجته، وهناك ثلاثة معايير دولية هي: مؤشر ادراك الفساد، وهذا يعتمد على آراء الخبراء في ما يدور في البلدان الفاسدة. وباروميترات الفساد العالمي، وهو قائم على استطلاعات الرأي العام وخبرتهم مع الفساد واستطلاع دافعي الرشى. وكذلك تقارير البنك الدولي الذي يجمع معلومات مختلفة وينشرها في موقعه.
وتقوم المنظمة العالمية لمراقبة الفساد بإجراء استطلاعات وحسب تقاريرها الاخيرة، فإن اقل عشر دول فساداً في العالم هي وحسب الترتيب: استراليا، النمسا، الدنمارك، فنلندا، أيسلندا، نيوزيلندا، النرويج، سنغافورة، السويد، وسويسرا. وأكثر الدول فساداً هي: بنغلادش، تركمانستان، تشاد، ساحل العاج، غينيا الاستوائية، نيجيريا، وهاييتي (حسب حالات النهب للثروة)، وتقع معظم الدول العربية في موقع ليس بعيدا عن القاع.
ان الحملة ضد الفساد التي تقودها السعودية الآن بقيادة الأمير محمد بن سلمان أوجدت صدمة مفاجئة لأركان الفساد في العالم العربي، وفتحت آفاقاً جديدة للحديث عن هذه الظاهرة المدمرة للشعوب والحكومات، وبما اننا غير قادرين على قياس الفساد في الدول العربية، فلا اقل من ان نقوم بترشيده والحد منه ومساعدة القائمين على إيقافه.
الآن أين نحن من مدركات الفساد؟ مع الأسف لا توجد مصادر موثوقة يعتمد عليها الادعاء بفساد الدولة ولا توجد أدوات محلية لتحديد حجمه، لدينا بعض المؤسسات المنوط بها محاربة الفساد، كجمعية الشفافية وديوان المحاسبة والهيئة العامة لمكافحة الفساد التي يجب تشجيعها وتفعيل عملها من خلال دراسة الواقع المعاش، فهناك مؤسسات تقوم بدراسة هذه الظاهرة ويجب ان نستعين بها comparative corruption التي تقوم بعمل دراسات مقارنة بين الفساد في البلدان المختلفة لفهم هذه الظاهرة والحد منها او ترشيدها.. ليتنا نفعل مثلها.
تعليقات