ناصر المطيري يكتب.. «خذ العفو»
زاوية الكتابكتب نوفمبر 29, 2017, 12:07 ص 960 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية-«خذ العفو»
ناصر المطيري
في السنوات القليلة الماضية مرت بالكويت أحداث هزت المجتمع واضطربت بعض الأوضاع وبرزت بعض الفتن التي أغوت العقول وغررت بالنفوس فشحنت القلوب وتنافرت الأنفس، ومن نعم الله على هذه البلاد أن حباها بحكمة القيادة وبعد نظرها وصبرها بروح أبوية .. قيادة جمعت بين الحزم وسعة الصدر وهي معادلة صعبة لم تكن تتحقق إلا في عهد رجل الإنسانية الأول صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد - حفظه الله -. واليوم وبعد أن هدأت النفوس وأدرك الجميع المصلحة العامة وأهمية الحفاظ على أمن الوطن واستقراره، وبعد أن أخذ القانون مجراه في التطبيق وتحققت سيادة الدولة والقانون، وتحقق الردع العام، أقول بعد هذا فإن الناس يتشوفون ويعلقون الأمل وحسن الظن بأن تشملهم الرعاية الأبوية في المبادرة بالعفو العام لما فيه تحقيق التعايش الاجتماعي والتآلف الوطني، وطي صفحة الماضي بروح طيبة ونوايا حسنة، ولتبقى الكويت وطن الحرية والأمان والمحبة.
يقول رب العزة والجلال في محكم كتابه الكريم: «.. فمن عفا وأصلح فأجره على الله».
العفو والتسامح من شيم الكرام الأقوياء، فالقوي القادر هو من يعفو ويصفح، أما الضعيف العاجز فلا يملك العفو وليس أهلا له.. والناس في كل مجتمع متعايش بأمان بينهم من يخطئ ومن يقترف الجريمة ومن يتجاوز الحدود الأخلاقية والقانونية وهذه طبيعة النفس البشرية التي ألهمها الله فجورها وتقواها، لذلك يحتاج المجتمع إلى الرعاية الأبوية الحانية دائما التي تمد يد التسامح والعفو وتحتضن المجتمع حفاظا على الأمن والسلم الاجتماعيين وإشاعة أجواء الألفة والمحبة بين المجتمع ونبذ الفرقة والتنافر بينهم.
ونختم بقول الله تعالى: «خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين».
تعليقات