دماء في المساجد.. يكتب ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب نوفمبر 27, 2017, 12:08 ص 639 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية- دماء في المساجد
ناصر المطيري
ما نشهده في السنوات الأخيرة من اعتداء على المساجد وأماكن العبادة لغير المسلمين، بدأت في مسجد الصادق في الكويت ثم بعض المساجد في المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وأخيرا الدماء التي سالت في مسجد الروضة بسيناء المصرية يوم الجمعة الماضي وهزت ضمير الإنسانية والعالم، هذه المشاهد تعيدنا الى زمن مضى لتجعل المشهد التاريخي يعيد نفسه بلون جديد وبتقنية أحدث تنقله الفضائيات كشاهد إثبات عن فظاعة الجرم وبشاعة المجرم . انه يوم التروية في مكة المكرمة ذلك اليوم الذي لم تشهد العصور من قبله ولا من بعده اشد فظاعه منه و لم يسجل التاريخ الإسلامي أكثر سوادا منه ففي ذلك اليوم دخل ابو طاهر الجنابي المسجد الحرام ليريق دماء ثلاثة آلاف مسلم بملابس الإحرام لتتوزع جثثهم الطاهرة وهم في ملابس الإحرام بين الصفا والمروة ولم يسلم منهم حتى من تعلق بأستار الكعبة.
لقد قتلهم ابو طاهر الجانبي دون أن يراعي حرمة للمكان او للزمان فالمكان مكة المكرمة والزمان ذو الحجة وبفعلته الغادرة الكافرة استباح جميع الحرمات حرمة المكان والزمان والنفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق.
فما اشبه اليوم بالبارحة فعلى الرغم من الحرمة التي اقرها الله لبيوته ممثلة في المساجد إلا أننا نجدها اليوم أهدافا لزمر إجرامية من أتباع ابو طاهر الجانبي تترقب المساجد ومريديها من المصلين و تترصدهم ذهابا وإيابا لتقتلهم في باحات المساجد او في الطرقات المؤدية اليها .
وأمام هذه الجريمة الأخيرة في ظروف زمانها ومكانها وحجم الأرواح التي أزهقت ومشهد الدماء الرهيب في أرض سيناء المصرية نعتقد أننا أمام تحول جديد ومرعب في الأعمال الإرهابية كونها تستهدف بيوت الله وتريق الدماء بلا وازع من دين أو أخلاق.
المعضلة في هذا النوع من العمليات الإرهابية أنها من الصعوبة بمكان الوقاية منها لأنها هدف واسع ومكشوف بينما يد الإجرام الإرهابية خفية لا يمكن السيطرة عليها مهما بلغت الاحترازات الأمنية من حزم وشدة.
على السلطات الأمنية ألا تركز في بحثها وتحرياتها على الجماعات الدينية المتطرفة فقط، وهي التي لم تعلن أي منها مسؤوليتها عن حادث مسجد الروضة، بل يجب عدم إغفال الأيادي الاستخبارية الاسرائيلية لاسيما ما تحمله اسرائيل من أطماع في سيناء، وربما يكون هناك هدف تسعى له اسرائيل، فالجريمة بهذا الشكل وتلك الوحشية ليست بعيدة عن المجازر وعمليات القتل التي اقترفتها أيادي القوات الاسرائيلية في فلسطين ولبنان.
تعليقات