لنضع التعصّب والتمييز الديني أو الطائفي جانبا ولنجعل المصلحة والسلامة العامة للشعوب هدفا حقيقيا.. يطالب عبد اللطيف الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 670 مشاهدات 0

عبد اللطيف الدعيج

القبس

ردينا على طير ياللي

عبد اللطيف الدعيج

 

خلصنا من إسرائيل التي كانت، وحاليا إلى حد ما، وأيضا وإلى حد ما، لا تزال خنجرا في خصر المنطقة العربية، خلصنا من إسرائيل أتتنا إيران. حاليا الجامعة العربية، وهذا يعني جميع أنظمة المنطقة العربية تعتبر إيران خنجرا في خصر المنطقة العربية، أي خطر يوازي، أو بالأحرى يحل محل الخطر الإسرائيلي الذي زال، أو هو في طريقه للزوال، بعد أن أصبح طريق التطبيع سالكا أمام كثير من الدول العربية.

إيران خطر على المنطقة العربية، مقولة قد تكون صحيحة، بل نميل إلى اعتبارها كذلك، فإيران دولة لها مصالحها، ولها مثلنا مخاوفها وقلقها من احتمالات التمدد، أو على الأقل المحاصرة العربية. إيران خطر قد يكون هذا صحيحا. وقد يكون الأكثر صحة أن هناك من اختلق ويختلق الخطر ربما للتغطية على الكثير من الأمور وهذا كان ديدن الأنظمة العربية مع إسرائيل. وكلنا يذكر تعاليم وشعارات أغلب الأنظمة والحكام العرب التي سادت في بداية القرن، والتي دعت إلى تأجيل كل صراع ونبذ كل خلاف وتناسي ــــ وهذا هو الأهم ــــ كل حق.. والالتفاف حول الحاكم بحجة محاربة إسرائيل، أو الاستعمار بوجه عام. والآن بعد اضمحلال الخطر الإسرائيلي، فإن إيران تبدو «مشجبا» مناسبا تعلق عليه مشاكل بعض العرب.

إيران خطر علينا.. ونحن أيضا خطر على إيران، هذه حقائق يجب الوعي والاعتراف بها، لكن يجب أيضا العمل على التعامل معها بإنسانية وتحضر، وقبل كل شيء بحسن نية، والعاقل من يتعظ بما جرى في المنطقة منذ الصحوة الدينية غير المباركة. صحوة العرب في 1973، وصحوة الإيرانيين في 1979.

لنضع التعصّب والتمييز الديني أو الطائفي جانبا، ولنجعل المصلحة والسلامة العامة للشعوب هدفا حقيقيا ومقياسا لكل سلوك وتعامل دولي، فالشعب الإيراني مثلنا، لا نعتقد أنه يسعى إلى الحرب أو حتى معني بها، شعب، كما قلنا لكم سابقا، علم العالم كله معنى «الفردوس» والعيش بسلام وأمان، شعب مثل هذا لا يمكن أن يكون من الصعب التفاهم أو التعايش معه. توقّفوا عن قرع طبول الحرب وأحسنوا النية، فإن الآخر يجتاحه القلق نفسه، وتسيطر عليه الهواجس نفسها، والكل ترى مثلكم «على طريف».

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك