الحس العربي تجاه القضية الفلسطينية بشكل عام مصاب بالشلل.. بوجهة نظر ضاري الشريدة
زاوية الكتابكتب نوفمبر 20, 2017, 12:48 ص 886 مشاهدات 0
الراي
حديث القلم-69 سنة... بين الحرب والتطبيع
ضاري الشريدة
خلال 69 سنة فقط، مر الصراع العربي - الإسرائيلي بمراحل عديدة على المستوين الرسمي والشعبي، فقد اندلعت حرب بين العرب والاسرائيليين في 1948، أي في العام ذاته الذي أعلن فيه عن قيام دولة اسمها إسرائيل، الأمر الذي أثار حفيظة العرب، حيث أرسلت كل من السعودية وسورية ومصر والعراق والأردن ولبنان وبعض المنظمات العربية، قوات لمحاربة الميليشيات الصهيونية في فلسطين، ولكن هذه الحرب انتهت بهزيمة العرب، وإحكام سيطرة الصهاينة على الأراضي الفلسطينية.
النزاع انتقل إلى مراحل مسلحة أخرى، تمثلت في العدوان الثلاثي عام 1956 وحرب نكسة 1967، وأخيرا حرب الانتصار على الصهاينة في أكتوبر 1973. ومن ثم بدأ الصراع يأخذ منحى جديدا بعد أن أجبر بعض العرب على تقبل الأمر الواقع، وخضوعهم لرغبة الدول الكبرى، وبالتالي اعترافهم بدولة إسرائيل والدخول معها في صفقات سياسية واتفاقيات سلام بل وتبادل سفراء، وبالتالي الدخول لاحقا في مفاوضات سلام مع دولة لا تحترم المواثيق والعهود في الحرب أو السلام.
على الصعيد الرسمي اليوم وعلى مستوى بعض الحكومات، هناك تعاون اقتصادي ليس بالبسيط مع الكيان الصهيوني، وهناك اتفاقيات اقتصادية كثيرة، ودول أخرى تتظاهر بمعاداة إسرائيل ولكنها تملك علاقات محدودة مع الصهاينة في الخفاء ومن تحت الطاولة. وهناك تعاون استخباراتي وعسكري بين بعض العرب والإسرائيليين، خصوصاً بعد أن التقت مصلحة الاثنين في محاربة التيار الإسلامي المتشدد.
أما على الصعيد الشعبي، فإن الحس العربي تجاه القضية الفلسطينية بشكل عام مصاب بالشلل، بسبب فتور الإحساس والتأثر من جهة، وانشغال العرب بمشكلاتهم الداخلية من جهة أخرى، بالإضافة إلى وجود قضايا ملفتة ومثيرة للاهتمام كالثورات والحروب التي تعصف بالمنطقة العربية خلال السنوات الست الماضية، الأمر الذي ساهم بظهور بعض الشخصيات العربية الإعلامية أو السياسية، هم يحملون في أجسادهم دماء عربية ويلتقون جينيا بشهداء فلسطين وشهداء العرب خلال مراحل الصراع العربي - الإسرائيلي، ويدينون بنفس دين الشهداء من عهد سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أول فاتح للقدس، ولكنهم يتهكمون على أبناء جلدتهم ويدعون بعدم أحقيتهم في إقامة دولة لهم، ويمتدحون تعاظم قوة الكيان الصهيوني ويتباهون بعظمة وسطوة الإسرائيليين العلمية والعسكرية، وبعضهم يدعو للرضوخ التام وإزالة العوائق النفسية وتقبل وجود إسرائيل في جوف الجسد العربي والتعامل معه!
الخلاصة: فلسطين دولة عربية تعرضت للاغتصاب من قبل الصهاينة وتحت غطاء وتواطؤ دولي كبير. فلسطين قضية كتب لها الضياع بسبب تخاذل العرب، أمثال هؤلاء، وضعفهم وتشتتهم وانقسامهم، وهي معرضة للنسيان والاندثار أكثر جراء ظهور بعض العرب الخونة الذين يفوقون الصهاينة في خيانتهم ونذالتهم وعمالتهم.
وخزة القلم:
هناك ملفات كبيرة تمثل قضايا جوهرية وتعكس شخصية وتوجه أمة بأكملها كالقضية الفلسطينية، أما من يرد لفت الانتباه، فليتبن قضية إعلامية جزئية هناك، ولا يدس أنفه بين وجوه تأبى إلا أن تفاخر بكل قطرة دم سالت من أجل بقاء فلسطين عربية.
تعليقات