متعة إسلامية .. بأجواء إيمانية
مقالات وأخبار أرشيفيةأحلى حياة عاشها جمهور (ليالي فبراير)
مارس 10, 2009, منتصف الليل 684 مشاهدات 0
وتستمر اللقاءات الدينية ضمن فعاليات مهرجان (ليالي فبراير) والذي تنظمه قناة الوطن بالتعاون مع مشروع درر لرقي القيم التابع لمبرة طريق الإيمان.
فقد شارك أمس الاثنين كلا من الشيخ سليمان الجبيلان والشيخ محمود المصري والدكتور محمد الثويني في ندوة بعنوان : (أحلى حياة) جمعت بين المتعة والترويح وبين النفع والفائدة .
في حضور هاشد امتلأت به الصالة وقد تم نقل الندوة على الهواء مباشر عبر قناة الوطن .
حياة الإيمان
استهلت المحاضرة بكلمات للشيخ سليمان الجبيلان رحب فيها بالحضور وأثنى على جهود اللجنة المنظمة لهذه الفعاليات وذكر بأن الكويت كانت ولا تزال وستضل منبرا للدعوة ومنارة يستضيء بها الحيران فما إن تنتهي حملة إيمانية الا وتتبعها أخرى وما أن تقام ندوة إلا وتليها أخرى مشكلة عقدا من الألماس والدرر والنتيجة أفواج من التائبين والتائبات وقوافل من المهتدين والمهتديات .
وأكد الجبيلان على أن أحلى حياة وأطيب حياة هي الحياة في كنف المنهج الرباني والشريعة المحمدية الحياة في طاعة الله والتغلب في المباحات بلا إفراط ولا تفريط هذه الحياة هي حياة الإيمان والتي ما إن يطبقها المرء ويمتثلها واقعا في حياته إلا وتنعكس راحة وسرورا وانشراحا في صدره ونورا في قلبه ولسانه ..
خالق الحياة
وذكر بأن الله خالق الإنسان والحياة بلا شك أنه يعلم سبحانه بما يصلح ذلك الإنسان وما يحقق له سعادة أبدية في هذه الحياة واستدل بقول الله عز وجل : (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) .
وذكر دليلا على ذلك قصة 4 من الشباب والذين إلهتهم الدنيا وأسرفوا على أنفسهم في المعاصي والذنوب والآثام حتى ضاقت عليهم الدنيا بما رحبت واسودت الحياة في وجوههم .. وهم على هذه الحال أتاهم في يوم من الأيام وهم في جلسة حسرة وندامة وبؤس أحد الدعاة المصلحين فوجدوا الابتسامة لا تفارقه وروح المرح تلازمه وأخذ ينصحهم ويوجههم حتى تأثروا به وبدئوا معه بعد ذلك قصة الهداية والتوبة كل ذلك بفضل الله ثم بأسلوب ذلك الداعية الموفق .
حالات انتحار
ثم ذكر الشيخ الجبيلان انه في إحدى الصحف الخليجية تم نشر خبر عن انتحار 20 شخص خلال الثلاثة أشهر الماضية فقط وبين بأن هذه إحصائية خطيرة تجلي لنا واضحا مأساويا وتدق ناقوس الخطر .
وأضاف بأن الذي ينتحر ويقتل نفسه لا شك بأنه قبل ان ينتحر عاش أتعس حياة لأنه لو عاش أحلى حياة لما أقدم على الانتحار فالكثير من المنتحرين بعد أن يتقصوا أخباره وواقعه يجد الباحثون بأنه لم يكن على طاعة وعبادة أبدا بل أن كل المنتحرين كانوا بعيدين كل البعد عن كتاب ربهم وعن الصلاة حرموا أنفسهم من الراحة الإيمانية وأشبعوها من المتع الشهوانية الحيوانية حتى أوردتهم هذه المتع إلى هذا المصير .
وعدد الجبيلان كثيرا من القصص المؤثرة لحالات من الانتحار في البلاد الإسلامية وذكر بأنه يستقبل العديد من الرسائل الهاتفية والاتصالات لأشخاص يرغبون في الانتحار يحكون فيها واقعهم وأنهم سئموا من الحياة ولم يذوقوا طعم السعادة يوما من الأيام .
وبين بأن الحيوانات أفضل بكثير من هؤلاء المنتحرين فهل سمع أحد أو قرأ أو شاهد حيوانا ينتحر على مر التاريخ الإجابة بالطبع لا فلم يذكر أن حيوانا قد أقدم على الانتحار فهم بذلك أفضل من كثير من البشر والذين أزهقوا أرواحهم من اجل دنيا فانية أو متع زائلة .
وعدد بعد ذلك الجبيلان أسباب الانتحار وعلاجه ووجه كلمة لكل الجهات الدعوية بأن ينتبهوا لهذه الظاهرة وعليهم أن يتصدوا لها بشتى الوسائل المتاحة فنفس المسلم عزيزة عند الله وقتلها من كبائر الذنوب .
وأكد على ضرورة أن يتمسك الجميع بكتاب الله حفظا وفهما ودراية وتطبيق ما جاء فيه قولا وفعلا فالنبي صلى الله عليه وسلم قام ليلة يصلى حتى وصل إلى قوله تعالى : (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) فأخذ يرددها ويبكي صلوات ربي وسلامه عليه رددها لأنه فهم معناها ومراد الله منها .
واختتم الجبيلان كلمته بالتأكيد على ضرورة أن يستثمر كل واحد منا ذاته وأن نرتقي بها إيمانيا وسلوكيا وأخلاقيا حتى تسعد ونسعد بسعادتها هذه النفس تحتاج منا إلى مجاهدة والى مصابرة فإنما الحلم بالتحلم وإنما العلم بالتعلم .
وتوجه في الختام بخالص الشكر والتقدير لكل من حضر هذه الندوة الإيمانية وجدد الشكر والثناء لكل المنظمين لهذه الفعالية المباركة .
الحياة الطيبة
انتقل بعد ذلك الميكرفون للشيخ محمود المصري ابو عمار والذي أثنى في مستهل كلمته على هذا الإبداع في التنظيم وعلى الحفاوة الكبيرة والتي أولها له المنضمون وعبر عن سعادته الغامرة وهو يرى هذا الحضور الكبير من الرجال والنساء والصغار والكبار والذي يعكس حب أهل هذا البلد المبارك لمجالس الطاعة والايمان .
واستهل كلمته بتلاوة لقول الله عز وجل : (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .
وذكر بأن الحياة الطيبة هي حياة الإيمان هي حياة القرب من الرحمن وسلوك مسلك الصالحين الأخيار ، الحياة الطيبة هي الحياة التي ذاق طعمها الصالحون حتى أتعبوا بسبب نيلها الأجساد والأبدان ، الحياة الطيبة حرم منها الكثيرون فأضاعوا أعمارهم يلهثون وراء سراب السعادة الزائفة .
وبين الشيخ محمود المصري بأن أسعد رجل في العالم هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأنه استقرت في قلبه المعاني الايمانية الكاملة وجسدها بأبي هو وأمي إلى واقع ملموس فهو صلى الله عليه وسلم اسعد إنسان عرفته البشرية ، وبين بأنه واجه من شدة الحياة ومعاناتها الكثير ولكنه بصبره واحتسابه وإيمانه قلب المحن الى منح فعاش سعيدا منشرح الصدر صلى الله عليه وسلم .
روح وجسد
وذكر بأن الانسان جسد وروح ولكل منهما غذاء فغذاء الجسد التنعم بما أحله الله من المباحات وغذاء الروح هو كتاب الله عز وجل هذه المنهج الرباني والمنبع الصافي والذي فيه راحة وطمأنينة قال تعالى : (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
وأشار إلى أن كثيرا من الناس ينخدع بزخرف ومتاع هذه الدنيا الفانية فتراه يشبع الجسد بالحلال والحرام وينسى النفس التي بين جنبيه .
وحذر من الانخداع بالنعم وطول الأمل بحجة ان التوبة لم يحن وقتها وأنه سيتوب وسوف يرجع الى الله حتى يفاجئه الموت بغتة فلا ينفع بعد ذلك الندم واستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ) .
احتساب الأجر
وأكد على ضرورة أن يستثمر الواحد منا وقته حق الاستثمار كما يستثمر التاجر تجارته وينميها وذكر على ذلك مثالا بأن يحتسب الأجر مجرد احتساب في نومه وقيامه وفي أكله وشربه وحتى في اتيانه لأهله فإنه إذا احتسب الأجر ونوى بذلك خير وإعانة على طاعة الله فإنه لا شك يؤجر عند الله ويثيبه على هذه النية .
كما أكد على ضرورة أن يلهج اللسان بذكر الله الواحد الديان آناء الليل وأطرف النهار كما أن التبسم في وجه أخيك لك أجر وإماطة الأذى عن الطريق فيه أجر فهذه الأمور والذي يعتقدها البعض بسيط هي بلا شك ينال المسلم من خلالها من الحسنات ما الله به عليم مما يضاعف له عمر الإيماني والعبادي .
وحذر الشيخ محمود المصري من أن يجعل الواحد منا حياته وكأنها حقل تجارب فبالعض بحجة التجربة يقترف المنكرات والآثام والموبقات حتى ينقضي العمر وهو لم ينتهي من تجاربه الفاشلة وأكد على أن التجربة الحقيقية هي التجربة الايمانية هذه التجربة ستثبت نجاحها من أول مرة وسيعيش بعدها الانسان مسرورا.
الامر العجب
واختتم الشيخ محمود المصري محاضرته بالتأكيد على ضرورة الشكر على النعم والصبر على المصائب والكرب فأن المؤمن امره عجب فهو يعيش في السراء والضراء سعيدا وهذا لا يناله إلا المؤمن قال صلى الله عليه وسلم : (عجبا لأمر المؤمن كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له) .
عرض رائع
استهل الدكتور محمد الثويني محاضرته بعرض لمشهد كرتوني يحكي واقع شاب يعيش حياة بعيدة عن الله ثم تلازمه الكوابيس فيستيقض بعدها الى حياة جديدة حياة تشتمل على 4 مبادئ اساسية وهي (تعرف على ربك – واعتز بنبيك – واستثمر ذاتك – وعمر وطنك) .
ثم شرح الدكتور هذه النقاط الهامة في حياة كل شاب مستدلا بما جاء في كتاب الله من الآيات الدالة على هذه المعاني ومن السنة النبوية المطهرة.
وأكد أن محبة الله ومحبة رسوله محبتان متلازمتان وأنه كلما اقترب الشاب من كتاب الله ومن سنة نبيه إلا وازداد حبه لهما وتعلق قلبه بهما حتى تترجم هذه المحبة إلى افعال واقوال وسلوك ينظم كل جوانب حياة الشاب ويجعله يعيش سعيد فرحا مسرورا .
الايام الخمس
وعدد بعد ذلك الدكتور خمسة انواع من الأيام وهي فذكر بأن هنالك يوم مفقود وهو اليوم الذي مضى بحلوه ومره ويوم مشهود وهو الذي يعيشه المرء واقعا يتغلب فيه ويوم مورود وهو اليوم الذي سيأتي فلا يعلم الواحد ما فيه من امور ويوم موعود وهو اليوم الذي سيفارق كل واحد منا حياته فيه وهو يوم الوفاة ويوم ممدود وهو يوم القيامة .
وأشار إلى انه ينبغي على كل مسلم ان يتعايش مع هذه الأيام فلا يجعل يوما يمر إلا وقد اودعه اعمالا صالحا تسجل في صحائفه عند الله فالأيام تمر سريعا والكيس الفطن من استثمرها لصالحة واستعملها في طاعة مولاه فاليوم المفقود لن يعود ابدا .. فيوم الانسان هو يومه المشهود فلا يدعه سبهللا لا هو من عمل الدنيا المباح ولا من عمل الآخرة .
كلمات ممنوعة
ثم أورد الدكتور عددا من العبارات والكلمات والتي طالب بأن تحذف من قاموس الشباب وهي (عادي – كل الناس – أنا أحسن من غيري – كيفي – ما أقدر) .
وفصل الدكتور كل عبارة بأسلوبه الأدبي والتربوي الرائع وحذر من ان تكون في حياة الشباب فهي كلمات مدمرة تجعل الشاب سلبي اتكالي معجب بنفسه متخاذل لا يقدم لمجتمعه ولا لنفسه نجاحا ولا انجازا يذكر .
وقد أورد بعد ذلك الدكتور العديد من القصص والتي تأثر فيها الحضور وتفاعل مع وقائعها .
مشاهد
- قدمت الشيخة عائشة الصباح هدايا قيمة للمشايخ والتي عبرت من خلالها عن شكرها لهم وتثمينا لجهودهم في مجال الدعوة والإصلاح .
- دخل الدكتور محمد الثويني بطريقة لفتة الأنظار وكسرت الروتين وظل يتحدث قائما مما خلق جوا من المتعة والتنويع في الأسلوب والطرح .
- حاز العرض المرئي على إعجاب الحضور .
- ذكر الشيخ الجبيلان والشيخ محمود المصري عددا من المواقف المضحكة والتي أضفت على الندوة نوعا من المتعة والمرح .
- أجاد المقدم يوسف الأنصاري بإدارة الندوة بأسلوبه المميز .
- أثنى المشايخ على قناة الوطن وعلى مشروع درر التابع لمبرة طريق الإيمان على جهودهم .
- وجه الشيخ الجبيلان العديد من الأسئلة والتي تفاعل معها الحضور وتم توزيع الجوائز للمشاركين .
تعليقات