عدنان فرزات يكتب.. عرس «السلطمارضين»
زاوية الكتابكتب نوفمبر 17, 2017, 12:20 ص 628 مشاهدات 0
القبس
عرس «السلطمارضين»
عدنان فرزات
أطيب أنواع الشوكولاتة، هي تلك التي كانت ابنة مسؤول كبير في دمشق وكيلتها في سوريا، قبل أن يُحرم الشعب السوري من هذه الشوكولاتة الفاخرة بسبب انشقاق والدها عن السلطة مطلع القرن الجاري ليتحوّل من سلطوي إلى معارض، وهذا النوع من «السلطمارضين»، أشبه بالمعاطف التي بإمكانك ارتداؤها على الوجهين، وفق المناسبة التي يلائمها لون وجه المعطف أو قفاه.
تذكرت هذه الشوكولاتة حين انتشرت قبل أيام فيديوهات لعرس، أقامه هذا المسؤول «المتقلب» لحفيدته. العرس كان أسطورياً، حتى إن المشاهد له يضطر الى فرك عينيه وقرص أذنيه عشرات المرات حتى يتأكد أن ما يراه من فخامة هي حقيقية وليست خيالاً أو «فوتو شوب»، فالسلالم التي سار فوقها والد العروس (ابن المتقلب) وهو يتأبّط ذراع ابنته ليسلمها إلى عريسها، كانت أشبه بالسلالم التي في خيال «هاري بوتر»، والابن كان متهماً في الثمانينات بدفن نفايات نووية مشعة في إحدى المناطق الصحراوية في سوريا.
العرس الأسطوري أقيم في قصر، ووفق تقديراتي، فإن ثمن هذا القصر ربما أغلى بقليل من ثمن خيمة لاجئين، حاول المسؤول استثمارهم في لقاءاته التي تحدث فيها عن آلام الشعب السوري من مقر إقامته الأوروبي، الذي اشتراه بكل تأكيد من مرتبه وكدّه، وإيرادات الشوكولاتة، وليس من خلال استغلاله نفوذه حين كان مسؤولاً «قد الدنيا»، قبل أن يصبح معارضاً للنظام الذي هو أحد مؤسسيه، أي إنه أصبح معارضاً لنفسه.
ولكوني مواطناً سورياً، فإنني أطالب بحقي في الثروة التي حملها هذا المسؤول السابق وأولاده إلى الخارج بعد انشقاقه عن «نفسه»، وحتى لا أكون جشعاً، فسوف أقبل بالقليل، مثلاً سأكتفي بباقة الورد التي تدلت مثل جبل جليدي من فوق إحدى الطاولات، وأضعها إكليلاً على أرواح الضحايا الذين وقف معهم هذا المسؤول موقفاً عظيماً من مقره الأوروبي حين صرّح لإحدى الصحف بأن: «حافظ الأسد كان يصلي بالمناسبات فقط»، على أساس هو كان يقوم الليل في الصحراء التي اتهم فيها ابنه بدفن النفايات النووية.
موجة غضب عارمة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب هذا العرس، الذي لا أحد يعرف كم بلغت كلفة علبة «الملبس» التي قدمت للمدعوين، ولكن الذي أعرفه أن المعترضين على العرس؛ من السوريين اللاجئين في الخيام خصوصاً، «غياريين» وعينهم ضيقة، «وما بيحبوا حدا يفرح»!
تعليقات