رغم شفافية عالم اليوم والاعلام والنشر الالكتروني لاتزال الرقابة التقليدية هي السائدة في معارض الكتب العربية.. كما يرى ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 635 مشاهدات 0

ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية- عولمة الفكر ورقابة معارض الكتاب

ناصر المطيري

 

بمناسبة فعاليات معرض الكويت الدولي الثاني والأربعين للكتاب تثور جدلية النشر والرقابة على الكتب، فالرقابة على معارض الكتب أصبحت متلازمة لحرية النشر والتعبير في عالمنا العربي.

حيث ان معارض الكتب الدولية في دول الخليج والعالم العربي تتوالى في مواسم تحتفي فيها هذه الدول وتتزاحم الصالات وتتراكم الكتب على الأرفف ويحضر الجميع ولكن تغيب الحرية أحيانا مع تواجد مقص الرقابة العربية الذي يجعل معارض الكتب الضخمة تفتقر للكتاب الذي ينشر الحقيقة ويعكس صورة الرأي الحر الموضوعي والمستقل.

رغم شفافية عالم اليوم والاعلام والنشر الالكتروني لاتزال الرقابة التقليدية هي السائدة  في معارض الكتب العربية، وفي هذه المرحلة ارتفعت حساسية الرقيب العربي مع المتغيرات التي طرأت على الساحة العربية سياسيا فأصبحت الكلمة الحرة المعبرة خصما لوزارات ومؤسسات الاعلام والثقافة الحكومية التي تحجب ما يطلبه القارئ من كتب موضوعية تبحث في العمق السياسي وأبعاده الحقيقية فيما يتعلق بالواقع العربي الراهن في هذه المرحلة الحساسة.

الكثير من الحكومات العربية تمارس الرقابة  في زمن مفتوح تنتقل فيه الكلمة ويسري الصوت بين أقصى نقطتين في مشرق الأرض ومغربها في ثوان قليلة فتتحطم الحواجز وتنكسر القيود أمام هذا التطور التقني في عولمة الفكر والثقافة، ومع ذلك يأتي الرقيب ليمنع ويمنح وفق مقاييس سياسية او اجتماعية ويضع  الخطوط الحمراء في حين يكون ذلك الكتاب الذي منعه الرقيب صار في حوزة القارئ قبل أن يتم منعه فينتقل عبر الفضاء الإلكتروني ويتم تداوله بلا حواجز، ومن ثم لا يعود للرقابة أي جدوى.

الفكر والثقافة مرتبطان بالحرية ولا يمكن أن ينموان ويزدهران إلا تحت الشمس، في حين نجد سياسة الوصاية على العقول هي السائدة في منهجية المؤسسات والهيئات الثقافية وكأن الناس يعيشون في كهوف منعزلة في حين أن العالم مرتبط بشبكة عنكبوتية، أصبح كل ما هو ممنوع عند أطراف أصابع أي مواطن عربي.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك