لنكن صرحاء وحددوا سبب خصومتكم للإسلاميين لا تقولوا بسبب الاضطرابات السياسية ولا توتير الأجواء.. يطالب مبارك الدويلة

زاوية الكتاب

كتب 414 مشاهدات 0

مبارك فهد الدويلة

القبس

حصاد السنين- بشارة.. وخوض الحديث

مبارك فهد الدويلة

                   

لم نستغرب تحميل الأنظمة القمعية جماعة الإخوان المسلمين والتيارات السياسية، التي تسير على منهجها بلاوي الأمة ومشاكلها من المحيط إلى الخليج؛ لأن في ذلك إلقاء بالمسؤولية على الحلقة الأضعف، ولم نستغرب شيطنة الكثير من أنظمة الحكم الفردي للتيار الإسلامي المعتدل، ولم نستغرب كذلك تسابق الأقلام المأجورة في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المقروء إلى نعت تيار الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) بالتيار الوصولي والنفعي والانتهازي.. وغيره من المصطلحات الثورية الفجة، لكنني استغربت من قلم شيخ الدبلوماسية في الكويت!

كتب الأستاذ عبدالله بشارة في جريدة القبس يوم الأحد الماضي مقالاً، بعنوان «وزارة تغرد لها الكويت»، خلاصته أنه يدعو رئيس الحكومة إلى عدم إشراك الإخوان والسلف في تشكيل الحكومة المقبلة، وليته اكتفى بذلك، بل برر لما يدعو إليه بتحميل التيار الإسلامي في الكويت كل مشاكل الديرة وتخلفها، واعتبر هذا التوجه المحافظ دخيلاً على البلاد، ووقّت لهذه المصائب مع دخول التيار الإسلامي للحكومة، الذي انتهت بدخوله أجواء الهدوء كما ذكر، وعطل مسار اعتدال الدولة!

يا ترى كيف تناسى الأستاذ الفاضل – وهو السياسي المحنك – المطبات السياسية التي عاشتها الكويت منذ نشأتها إلى قبل دخول التيار الإسلامي السياسي أول حكومة له عام 1992؟! لن أتحدث عن أزمة 1920، ولا أزمة 1938، بل سأبدأ منذ عهد الدستور! من أضاع أجواء الهدوء في أزمة 1964؟! بل أين هو الهدوء في أزمة 1967 وتزوير الانتخابات؟! ما دخل الإسلاميين في حل مجلس 1975؟! كل هذه الأحداث لم يكن التيار الإسلامي السياسي دخل الحياة السياسية بعد، بل كانت التيارات القومية واليسارية والحكومية هي التي كانت تتحكم في اللعبة السياسية! إذن هناك من أثار وتسبب في كل هذه المشاكل التي أقلقت الناس، وهددت الأمن والاستقرار وأضاعت هدوء الديرة، كما يقول، من دون أن يذكرهم الكاتب المحترم. أما حديثك عن أزمة الاستجواب الأخير، فأنت تدرك قبل غيرك أن الإخوان والسلف، كما تسميهم، لم يكن لهم علاقة في تقديم الاستجواب الذي قدمه بعض من يعتبر نفسه خصماً لهذه التيارات!

أستكثر عليك أن تخوض وتردد اتهامات الآخرين للإسلاميين وأنت السياسي الخبير! اترك عنك هذا الترديد من مدعي الثقافة وخبراء Google، الذين قال أحدهم بالأمس أن مشكلة التخلف سببها سيطرة الإسلاميين على «التربية»! وعندما تفاجئه بمعلومة أن معظم الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة التربية في الكويت، إن لم يكن جميعهم، كانوا أقرب إلى الليبراليين من الإسلاميين، يقول إن الوزراء كانوا مقيدين وغير قادرين على عمل شيء لتغيير المناهج، ويستدل بجمعية المعلمين التي سيطر عليها التيار الإسلامي ردحاً من الزمن! تفضل…! جمعية المعلمين هي التي تحدد المناهج! الغريب أنهم يمدحون الزمن الجميل للكويت ويقصدون به الكويت في الستينات والسبعينات، أي قبل ظهور التيارات الإسلامية في الثمانينات والتسعينات، وتناسوا أن المناهج في «التربية» هي نفسها لم تتغير خلال تلك الحقب الزمنية، والمحاولة الوحيدة للتغيير كانت أيام الوزير الربعي ـ يرحمه الله ـ وكانت حول إلغاء فصل طبيعة التعامل مع اليهود من منهج التربية الإسلامية!

لنكن صرحاء وحددوا سبب خصومتكم للإسلاميين، لا تقولوا بسبب الاضطرابات السياسية ولا توتير الأجواء، فقد تبين لكم أن غيرهم كان له تاريخ طويل ومليء بمثل هذه المطبات، ويتكلم بعضكم عن الانفتاح والحرية، وليتكم تقصدون الانفتاح على من سبقنا بالعلم والتطور، أو حرية التعبير والرأي، بل قصدتم الانفتاح على التحرر من قيود الدين وضوابطه الشرعية، وحرية لباس المرأة وسلوكها، هذه حدود فهمكم للحرية والانفتاح، ولقد أثبتت ثورات الربيع العربي أن معظم التيارات السياسية والفكرية ضد حرية الرأي، بل كانت الذراع اليمنى للأنظمة القمعية وعودة الحريات بمفهومها الحقيقي إلى المربع الأول!

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك