الطلاق أمر هين

محليات وبرلمان

وتعدد الزوجات مرفوض مهما تكن الظروف!!

1395 مشاهدات 0


كان الرجل في الماضي يعدد بين الزوجات،  وكان أمرا طبيعيا أن تكون لديه أكثر من زوجة, ولايكاد يخلوا بيت من (سي السيد) كما يقال بالمصري، رغم أن الحياة كانت صعبة والمال قليل والحصول على لقمة العيش تحتاج جهودا جبارة, على عكس الحياة الحالية التي نعيشها  من توفر جميع  مستلزمات الحياة وسهولة  الحصول على متطلبات التي تساعد على حياة كريمة, وبات الأمر عاديا جدا حين تسمع أن فلان طلق زوجته أو فلانه طلبت الطلاق، من زوجها، وهو أبغض ما أحل الله، بينما ترتفع حواجب الاستغراب وتكثر الأسئلة حين يقوم الرجل بالزواج من امرأة أخرى، وهو لم يرتكب معصية أو جناية، بل فعل ما أحل له الله في قوله تعالى (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً).
 ولو دققنا نجد أن نسبة الطلاق والعنوسة بين النساء كبيرة رغم كثرة ووفرة المادة (الفلوس) بعكس ما كان سابقا، إضافة لتفوق أعداد الإناث على أعداد الذكور في مجتمعنا,كما أن مسببات الطلاق غير مستحقة للجوء لها نظرا لتافهة معظم الحالات, فتجد  الرجل بسهولة يطلق زوجته وهو لم يمض على زواجه  سوى عدة  أسابيع أو أشهر, ويحدد صلاحية الزوجة من عدمها خلال هذه الفترة الزمنية القليلة.
اختلاف شاسع بين رجال ونساء الأمس وبين من هم موجودين في زمننا الحالي,المرأة سابقا لا يشكل لها عبئا ان شاركت امرأة أو اثنتان بزوجها، بينما الآن نجد الأسرة بكاملها ترفض أن يقدم هذا الزوج على الزواج بأخرى وكأنها مغامرة صعبة سيدفع ثمنها لو أنه قرر تنفيذها, وبعضهم يعلم أن زوجة واحدة قد أثقلت عليه الأحمال فما السبب من زيادة الأثقال على ظهره .
والمرأة الكويتية اختلفت صورتها عما كانت قديما, فأصبحت الآن تمتلك حرية بعض السمات التي لم تكن موجودة مسبقا، فنالت شهادات دراسية عالية ودخلت ميادين كثيرة في العمل, واستطاعت أن تبدي رأيها بكل ما هو متعلق بها وبأسرتها وزوجها، مما كان من المفترض أنها تساهم برغد الحياة وترفع نسبة الوعي لديها, ولكن عند توجه الزوج حتى بإعلان رغبته بالزواج من امرأة أخرى, تجد جيوش الغضب تهجم عليه وأولها من زوجته , وتبدأ عملية المساومة بإبعاد الرجل عن أبنائه من خلال طلب الانفصال والطلاق وما يترتب عليه من التزامات مقابل أن يتجه للزواج بأخرى, كذلك تجد هناك من يساند الزوجة برأيها ويقف معها من أهلها ليست في حالة الزواج فقط بل كل ما يتعلق بحياتها معه، فتجدهم رهن إشارتها وقت ما أرادت, مما يجعل الرجل يلجأ للصمت أفضل من إثارة الفوضى التي هو في غنى عنها.
ونستغرب كثيرا من عدم  محاولة بعض الأسر من التدخل للإصلاح فيما بين الزوجين,  وقد يلجأ بعض الأخوة للعنف مع الزوج, ولعل أغلب أسباب الطلاق التي تحدث بين الأزواج هي أسباب تافهة جدا لا تستحق أن يحدث لأجلها  الطلاق, و أيضا ظاهرة الزواج بأكثر من امرأة  هي حكاية انطوت مع الزمن لتصبح أحد روايات الرجال بوقتنا الحالي,  وتجده يذكر بأحاديثه  مستغربا من تمكن جده مسبقا من الارتباط بالعديد من النساء بينما  تكفيه حاليا امرأة واحدة، ولا يفكر بأن يغامر بأخرى غيرها حتى و إن كانت هناك رغبة لا يفصح عنها حتى أمام من كان.  
ولو نظرنا للقانون الكويتي نجد أنه ينصف المطلقة إنصافا كبيرا, فتجدها في جميع الأحوال هي الرابحة , وهو أمر يحق بها دامت هي الحاضنة للأبناء , ولكن الذي سيتعرض للاضطهاد هو الزوج الذي أقدم على طلاقها أو فكر بالزواج من أخرى، لذلك أغلب من يمر بزواج فاشل يبقى دون زواج، مكتفيا بما عليه من التزامات مادية نحو طليقته وأبنائه حتى تتزوج من رجل آخر لتنفك العقدة منه,  ولحظتها  قد يفكر بالزواج بامرأة أخرى بعدها.
 لذلك الحل هو أن يجد كل من يطلق زوجته زوجا آخر يتقدم للزواج بها كي يتخلص من الأعباء المادية الملزمة عليه تجاه الأسرة التي كانت يوما من الأيام  أسرته الوحيدة. 
 
  كثيرة هي العوامل التي تحيط بالطلاق والعنوسة وعزوف الشباب عن الزواج و رغبة الرجال بتعدد الزوجات، لكن هل سيسترجع الرجال ما كان أجدادهم يتمتعون به, أم يبقى الحال كما هو عليه دون تغيير وزوجة واحدة تكفي !!
الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك