عدنان فرزات يكتب.. حرب الفستق القادمة
زاوية الكتابكتب نوفمبر 3, 2017, 12:38 ص 422 مشاهدات 0
القبس
حرب الفستق القادمة
عدنان فرزات
لم أكن أعرف، وربما كثيرون غيري لا يعرفون، أن «الفستق» يشكل حالة تنافس بين أميركا وإيران، حيث «تسيطر الولايات المتحدة وإيران على تجارة الفستق العالمية، ما بين 70 في المئة و80 في المئة من الإنتاج السنوي». حتى قبل لحظات من قراءتي للخبر على موقع الـBBC، كنت أظن أن الخلاف أكبر من ذلك، ويدور حول الاتفاق النووي، الذي جرى في عهد أوباما، واستهجنه الرئيس دونالد ترامب، كما كنت أظن مثل غيري أن الصراع بين الدولتين قائم على النفوذ في الوطن العربي، أما أن يكون الفستق هو محل الخلاف، فصدقاً سوف نزعل من الاثنين.
هل يعقل أن ننزل من مستوى صراع نووي إلى مستوى حبة فستق؟ وماذا لو وقعت، لا سمح الله، حرب الفستق، أليس القضامة هي الكسبانة من هذا الصراع؟ وماذا لو نفد الفستق من العالم، كيف نعيش بلا فستق؟ وماذا نرش على الكنافة؟ ألا تكفينا الحروب من أجل النفط والماء والحدود، حتى تطلع لنا حرب الفستق؟!
الخبر المنشور يشير فعلياً ــ وليس مزحة ــ إلى ارتباط الفستق بالاتفاق النووي، وسأنقل هذه الفقرة حرفياً، حتى لا أكون أوّلت من نفسي: «الانتشار الذي شهده الفستق الإيراني في الأسواق الدولية قد يواجه تحديات، حيث قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الاتفاق النووي الإيراني، الذي تم التوقيع عليه في فترة حكم سابقه الرئيس باراك أوباما، أسوأ اتفاق شاركت فيه الولايات المتحدة». ربما أن المسألة فيها وجهة نظر، ولكن لو كان الأمر يتعلق بالزعفران الإيراني، فهذا واقعي أكثر، فالزعفران يستحق الصراع، وهو أرقى وأندر من الفستق.
الآن قد يخرج لي أحدهم ويقول إن حرب البسوس عندكم أنتم العرب قامت من أجل ناقة. بصراحة سوف يفحمني أيضاً، ولكن على الأقل الناقة في ذاك الزمان كانت كياناً اقتصادياً ومعيشياً وحربياً، وكانت مرتبطة بالشخصية العربية، وأي مساس بها يعني مساساً بالكرامة، وليس حبة فستق.
يبدو أن العالم «متحجج» على بعضه، يفتش عن أي صراع أو حرب، أو هكذا يتهيأ للإعلامي الذي كتب تحليل صراع الفستق. ولكن حتى لو أخذنا فرضيته بعين الاعتبار، فيتوجب علينا أن نجرب «الفستقين» بأنفسنا حتى نحكم أيهما يستحق الفوز. بالنسبة لي ذقت الفستق الإيراني، وأصبح على أميركا أن تقدم لي فستقها حتى أحكم أيهما أفضل.
وحتى تتأكدوا أن كل مصيبة تحصل اليوم في العالم سببها الأزمة السورية، فإن الفستق المتنازع عليه هو من نوع «الفستق الحلبي».
تعليقات