لماذا يتجاهل العالم العربي مأساة الشعب العربي في الاحواز ؟ تساؤل يطرحه داود البصري

زاوية الكتاب

كتب 486 مشاهدات 0



 


داود البصري
لماذا يتجاهل العالم العربي مأساة الشعب العربي في الاحواز
 
 مطالب العالم العربي الكامل على ملف نضال الشعب الاحوازي ولا أن يتفرج على القوى الدولية
لعل واحدة من أهم مآسي العالم العربي المنسية في عصر الفتنة العربية الكبرى الجديد هو المأساة الدموية المروعة التي يعانيها ملايين من العرب الخاضعين للإحتلال العنصري و الإستيطاني الإيراني منذ أكثر من ثمانين حولا ونيف في إقليم الأحواز العربي السليب الذي عاشت قضيته ظروفا معقدة وشهدت ملفاته تقلبات و تحولات ستراتيجية كبرى بينما العالم العربي مشغول بمصائبه و متغيراته عن ذلك الملف الحيوي الذي يمثل واحدا من أقوى ملفات إدارة الصراع الإقليمي المنسية أو المركونة في ثلاجة الأزمات , و إذا كانت عمليات التعتيم الإعلامي المقصود الطويلة وحالة الامية السياسية السائدة في العالم العربي لعصور وقرون قد حجبت عن الرأي العام كل أوراق و تفاصيل ذلك الملف فأحسب اليوم أن عصر الإنفتاح المعلوماتي و الثورة المعلوماتية قد نسفت كل حجب وموانع التعتيم بعد أن تحول العالم بأسره الى قرية كونية صغيرة , وبعد أن وضعت كل الملفات على الطاولة , وكشفت جميع الأوراق أمام الناظرين , ولعل في تصاعد الكفاح الشعبي الأحوازي خلال السنوات القليلة المنصرمة و الصحوة الوطنية و القومية التي يعيشها أبناء الإقليم و تبلور ظهور و نمو التيارات و القيادات الشعبية العامة , وإتساع إرهاب الدولة الإيرانية ليشمل التعدي الصريح والواضح على الحقوق الوطنية و القومية للشعوب الخاضعة للإحتلال الكهنوتي المتخلف قد رسم صيغا جديدة للكفاح النضالي وبما أتاح لأحرار الأحواز من رفع صوتهم و إبراز قامتهم النضالية و التعبير الحر و المباشر و الجريء عن حقوقهم الوطنية و القومية المستباحة فضلا عن حالة السرقة العلنية التي يمارسها نظام الكهنوت الإيراني لمصادر الثروة الوطنية الأحوازية من بترول وخيرات طبيعية أخرى تشكل ما حصيلته 80 في المئة من الدخل القومي الإيراني , فيما يعيش الأحوازيون في أسوأ وضع إقتصادي وفي ظل فقر مدقع و تدني فظيع للخدمات وضعف الطاقة الكهربائية و إنعدام المياه الصالحة للشرب في إقليم وبلد يعج بالأنهار و مصادر المياه! و يضطر أهله و شبابه للهجرة لدول الجوار في الخليج العربي إلتماسا وطلبا للرزق! فيما تصرف موارد الإقليم المسروقة على مغامرات النظام النووية وعلى دعم و رشوة عملائه في العراق ولبنان وفلسطين و العالم , كما تلعب تلك الأموال و الموارد دورها في إحداث الفتن في العالم العربي من المغرب وحتى البحرين , و الشباب العربي الأحوازي الذي يكافح بصمت طيلة العقود الثلاثة الدموية المنصرمة قد مر نضاله بتحولات تاريخية كبرى نتيجة لمآسي الحرب العراقية - الإيرانية التي غلفت بالضباب و الشكوك قضية حرية الشعب العربي الأحوازي بعد أن أساء النظام العراقي السابق لتلك القضية الوطنية و القومية المقدسة كما أساء لقضايا كثيرة أخرى في العالم العربي , فالأحوازيون في البداية و النهاية ليسوا زمرا من العملاء بل أنهم طلائع نضالية قومية يتلمسون طريقهم الحافل بالصعاب و الأشواك ويقاومون نظاما شرسا متسلطا يتصف بالخبث و الدهاء التاريخي الموروث و المعروف و يمتلك خزينا لا ينضب من علاقات التخادم و من مصادر القوة و بما يشوش على المطالب الوطنية و القومية العادلة لملايين العرب الأحوازيين الهادفين للتخلص من سياسة الهيمنة والتطرف و الظلم و التطهير العرقي الإيرانية التي تمارس ضد أهل الإقليم منذ أكثر من ثمانين عاما دون أن تنجح في نزع جذوة العروبة و الحرية, والعالم العربي الذي تعاني أجزاء مركزية منه اليوم من شدة الهجمة الظلامية الإيرانية مطالب بالإنفتاح الكامل على ملف نضال الشعب العربي الأحوازي و متابعة و تشجيع ودعم طلائعه الحرة و لا ينبغي للعالم العربي أن يتفرج على القوى الدولية وهي تعبث بملفات و أمن المنطقة وتقرر الأولويات بينما هو غافل بالكامل عن معاناة أشقائه الأحرار المتمسكين بعروبتهم التي جعلوها في المرتبة الأولى في أولويات نضالهم و بشكل بعيد عن الطائفية و التطرف السائد حاليا في العالم العربي , و للمناضلين الأحوازيين دورهم المركزي و الستراتيجي في إعادة تعريف الأجيال العربية الناشئة بملف القضية الأحوازية والتي هي واحدة من أهم و أكبر أدوات إدارة الصراع في الشرق الأوسط خلال العقد المقبل , حرية الأحواز مسألة وقت ليس أكثر , و الأحوازيون على موعد مع حريتهم المقدسة , وعلى العالم العربي أخذ زمام المبادرة و إلتقاط الفرصة , فالفرص تمر مر السحاب , و الأحواز العربية الحرة ستكون إحدى العلامات الفارقة في الشرق الأوسط , قد يرونها بعيدة , ولكننا نراها قريبة.
كاتب عراقي

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك