هل تعي الحكومة الدرس؟.. يتسائل مبارك الدويلة

زاوية الكتاب

كتب 621 مشاهدات 0

مبارك الدويلة

القبس

حصاد السنين- هل تعي الحكومة الدرس؟

مبارك الدويلة

 

الشيخ محمد العبدالله ــــ بنظري ــــ أضرّته الثقة الزائدة بالنفس، ولم يحسن قراءة الساحة السياسية، التي كانت طوال فترة الصيف تهيئ النواب للانقضاض على الأجهزة الحكومية، نقداً وتعنيفاً ومحاسبة.

الناس طوال الأشهر الماضية كانوا يتندرون على مجلس الأمة، ويتذكرون وعوده التي لم يحقق منها شيئاً، ويصفون النواب بالمناديب الجدد، فجاء هذا الاستجواب في هذا التوقيت ليمحو به النواب ما لصق بهم من صفات الانبطاح والتبعية والتواجد في جيب الحكومة.

الوزير المستجوَب أخذته نشوة التكليف السامي ببعض الملفات المهمة، فظن أن هذا شافع له أمام الخصوم، وهذه قراءة خاطئة للواقع؛ فالنواب أمامهم صورة قاتمة لهم في عيون الناس، وتغييرها أولوية، ولو على حساب الوزير الذي يحمل تلك الملفات.

رسالة النواب كانت موجّهة في اتجاهين: الأول للشعب، ومفادها أننا لم نعد في جيب الحكومة.

والثانية للحكومة، ومفادها أن الحكومة لم تهتم بوضع النواب أمام جماهيرهم ولم تعمل لمصلحة تغيير هذه النظرة السلبية عنهم؛ لذلك من لم يراع مصلحتي لا يستحق أن أهتم بشأنه.

ويخطئ من يقول إن عدم عودة الجناسي كان السبب الرئيسي لهذا الموقف العدائي للنواب من الوزير، لأن «اتفاق الجناسي» كان مرتبطاً بعدم استجواب الرئيس وليس الوزراء.

بقي أن نقول إن الحكومة لديها مشكلة في استيعاب الدروس وحسن قراءة الرسائل، فها هي مع أول تصرف بعد الاستجواب تتعامل بنفسية الانتقام، وتبعد كل رموز المعارضة عن اللجان المهمة وتأتي بشخصيات معظمها لا تحوز ثقة الناس وغير مؤهلة ــــ برأيي ــــ لإدارة مثل هذه اللجان، مما يعطي مؤشّراً سلبياً لتوجّه الحكومة في المرحلة المقبلة، وأنها لا تريد الإصلاح ومشاركة مجلس الأمة في اتخاذ القرارات الكبيرة.

البلد يمر بظرف سياسي وأمني استثنائي، لذلك كان يفترض أن تتعالى الحكومة على جراحها، وتتعامل مع الشريك الشرعي بكل شفافية ووضوح، وتبتعد عن التصرفات الاستفزازية أو الانتقامية. واليوم هي أمام اختبار جديد، فإمّا أن تثبت أنها حكومة إصلاح وخطة تنموية فتأتي بتشكيلة من التكنوقراط والكفاءات المشهود لها بالسمعة الطيبة، وإمّا أن «ترجع حليمة إلى عادتها القديمة»؛ فتأتي بحكومة محاصصة وترضيات، لدرجة أن رئيسها يفاجأ في النهاية بأنه لم يختر بعضاً من وزرائه!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك